عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: «أبوشقة» ونهج الزعماء «سعد» و«النحاس» و«سراج الدين»

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

على نهج الزعماء الثلاثة خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، يخطو المستشار بهاء الدين أبوشقة بخطوات ثابتة فى إعادة بناء الحزب العريق، فتاريخ الوفد المتناثر فى كتابات المؤرخين المحدثين والمتداخل فى ثنايا الأحداث التى شهدتها مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، يؤكد أن «أبوشقة» يسير على ذات نهج الزعماء الثلاثة الذين أبلوا بلاء حسناً فى سبيل القضية الوطنية.

وما أشبه الليلة بالبارحة، حيث تشغل القضايا الوطنية بال «أبوشقة»، كما شغلت الزعماء الثلاثة هذه القضايا من أجل الاستقلال والدستور والديمقراطية والعدل الاجتماعى.

لا أحد يخفى عليه الدور العظيم الذى أداه الزعيم خالد الذكر سعد زغلول باعتباره مفجر أعظم ثورة فى التاريخ، ألقت بظلالها على الدنيا كلها وليس مصر وحدها.

وإذا كان اعتقال سعد ونفيه هو المفجر المباشر للثورة، فإنه يصعب تصور اندلاع الثورة الشعبية إلا إذا كانت ظروف المجتمع وتطورات الأحداث سياسياً واقتصادياً وفكرياً، قد هيأت لها فرصة التخمر حتى اندلعت الثورة، ولا خلاف بين جمهور المؤرخين على أن حزب الوفد هو الابن البكر لثورة 1919، وقد اكتسب اسمه من لقاء 13 نوفمبر عام 1918 وما نجم عنه من تداعيات أدت إلى اندلاع شرارة الثورة فى «9 مارس 1919» فى اليوم التالى لاعتقال سعد وثلاثة من صحبه ونفيهم إلى القاعدة البريطانية فى جزيرة مالطا.

أما الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس، هذا الرجل الذى استوحى كل مواقفه الوطنية  من استلهام روحانى لا مثيل له فى الدنيا كلها، ولا يمكن لأى مؤرخ أن ينكر أبداً أنه أول من أطلق شرارة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطانى، فهو الذى وقع اتفاقية 1936 وهو الذى ألغاها إيذاناً ببداية الكفاح المسلح وطرد الإنجليز من البلاد، ومواقف الزعيم النحاس الوطنية كثيرة ومتنوعة ولا تعد ولا تحصى، ولا ينكرها إلا كل جاحد أو مغيب العقل، وكل الحكومات التى تولى رئاستها كانت تنشد العدل الاجتماعى والحياة الكريمة لمواطنى البلاد.

أما الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، فيظل يذكر له التاريخ أنه قاد بنفسه الكفاح المسلح فى معركة القناة عندما أعطى أوامره وهو وزير الداخلية لرجال البوليس فى الإسماعيلية بالتصدى لقوات الاحتلال البريطانى، وقد أبلى الضباط والجنود فى هذه المعركة بلاء حسناً سجله التاريخ بحروف من نور، وتم اتخاذ هذا الشأن من بعدها عيداً قومياً للشرطة المصرية يتم الاحتفال به حتى الآن، إضافة إلى أدواره الوطنية الأخرى الرائعة قبل ثورة 1952 فى المناصب الوزارية العديدة التى

تولاها عندما أصدر العديد من القرارات والقوانين التى تنشد الحياة الكريمة للمواطنين، ولا يخفى على أحد دوره العظيم فى عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية عام 1978 ثم العودة الثانية عام 1984 وإصداره صحيفة «الوفد» التى أتشرف بالانتماء إليها، وقد بدأت الصحيفة وما زالت حتى الآن تساند الدولة الوطنية المصرية وتقف إلى جوارها وخاضت ولا تزال معارك ضارية من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة للمواطنين.

إن الزعماء الثلاثة خالدى الذكر سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين جمعتهم قضية واحدة وهى: التحرير الوطنى والعدل الاجتماعى والحياة الكريمة للمواطنين من خلال القوانين التى أصدرتها حكومات الوفد المختلفة لصالح الناس مثل: مجانية التعليم وفرض الضرائب على الطبقات الغنية، وعقد العمل الفردى وتشكيل النقابات العمالية ونشر مياه الشرب النقية فى الريف المصرى، وإقامة الوحدات الصحية فى القرى والمدن وغيرها من القوانين التى تهدف إلى توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وهى أعمال تدحض المقولة الشائعة بأن انشغال حكومات الوفد بالقضية الوطنية كان على حساب البعد الاجتماعى، فقد كانت حكومات الوفد المختلفة بقيادة الزعماء الثلاثة سعد والنحاس وسراج الدين تحارب فى جميع الجبهات وتتصدى لثالوث الفقر والجهل والمرض.

ويأتى الزعيم الرابع «أبوشقة» ليقود الدفة نحو تجديد شباب الحزب، وإعادة بنائه بذات الثوابت الوفدية الأصيلة، وفى نسخة جديدة تتوافق مع العصر الحالى الذى تحياه مصر حالياً، مؤيداً للقضية الوطنية ومسانداً للدولة فى تأسيس مصر الحديثة العصرية. ومؤمنًا بحق المصريين فى الحياة الكريمة. فقد رفع الرجل من شأن الحزب سياسياً وبشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز أطال الله فى عمره وحقق على يديه كل خير.

[email protected]