رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التليف الكبدى أهم أسباب استسقاء البطن

د. رضا الوكيل
د. رضا الوكيل

استسقاء البطن هو تجمع السائل داخل تجويف البطن ويمثل تليف الكبد السبب الرئيسى لحدوث هذا المرض، حيث إن تليف الكبد سبب أساسى فى أكثر من 75% من حالات الاستسقاء إضافة إلى أن 50% - 60% من مرضى الكبد المتكافئ قد يحدث لهم استسقاء خلال عشر سنوات أما الأسباب الأخرى للاستسقاء فهى جلطة الوريد البابى الكبدى وانسداد الأوعية الليمفاوية للبطن أو ثقوب الأمعاء أو التهابات البنكرياس أو الدرن أو الأورام البريتونية وقد تسبب أمراض الأوعية الدموية مثل حدوث ضيق فى الوريد الأجوف السفلى بعض أسباب استسقاء البطن.

ويقول الدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس، عندما يصاب المريض باستسقاء البطن تعتبر نسبة معدل البقاء على الحياة تنخفض إلى 50% لمدة خمس سنوات وفى حالة وجود الاستسقاء المستعصى على العلاج تصبح نسبة الوفيات خلال سنتين 50% ويحدث الاستسقاء مع التليف نتيجة احتقان الدم فى الدورة الدموى بالأحشاء فيقل الدم فى الدورة العمومية مما يؤدى إلى تنبيه بعض الخلايا بالكلى فتفرز هرمونات معينة تؤدى إلى احتجاز كميات أكبر من الماء والصوديوم بالجسم لزيادة حجم الدم لتعويض هذا النقص الظاهرى ومن ناحية أخرى فإن تدهور وظائف الكبد وفى مقدمتها إنتاج الزلال يؤدى انخفاض نسبة الزلال فى الدم مما يؤدى إلى رشح كميات من المياه داخل تجويف البطن ويساعد على تركيز السائل فى تجويف البطن وارتفاع الضغط فى الوريد البابى الكبدى ومن ناحية اخرى فإن حدوث بعض الاضطرابات فى الجهاز الليمفاوى فى البطن قد يؤدى إلى زيادة ارتشاح السائل فى تجويف البطن مما يزيد من حجم سائل الاستسقاء.

ويضيف الدكتور رضا الوكيل: يتم تشخيص استسقاء البطن عادة بالفحص الإكلينيكى فى المرحلة الأولى، حيث يمكن تشخيص الاستسقاء فى حالة وجود لتر ونصف من هذا السائل وفى حالة صغر الكمية الموجودة فإن الفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية هو المفضل حيث إنه يمكن تشخيص كمية سائل حوالى 100 سم بالإضافة إلى قلة تكلفته ويمكن تقسيم الاستسقاء فى البطن إلى ثلاثة درجات الدرجة الأولى هى البسيطة والتى يتم تشخيصها فقط بالفحص بالموجات فوق الصوتية والدرجة الثانية متوسطة والتى يكون فيها البطن حجمها كبير بدرجة متوسطة والدرجة الثالثة التى تزداد فيها حجم البطن بدرجة كبيرة جداً وقد يكون هناك فتق سرى أو فتق أعلى السرة وأيضاً قد ينتشر السائل إلى الغشاء البلورى فوق الرئة مما يسبب ضيق فى التنفس لدى المريض ومن وسائل التشخيص عمل بزل بطن بواسطة إبرة للحصول على السائل لتحليله بعد سحب كمية قليلة حوالى 50 سم من هذا السائل ويفضل إجرائه عند تشخيص الاستسقاء للمرة الأولى، حيث إنه مفيد فى استبعاد الأسباب الأخرى غير التليف وهذا الإجراء مفيد فى تشخيص أى التهابات موجودة فى سائل الاستسقاء ولا يوجد خوف من حدوث مضاعفات من هذا الإجراء حتى فى وجود سيولة عالية بالدم.

ويرى الدكتور رضا الوكيل الهدف من علاج الاستسقاء هو تقليل حجم سائل الاستسقاء لدرجة تؤدى إلى راحة المريض وتقليل الضغط داخل تجويف البطن مما يحمى المريض من حدوث فتوقات واحتمال حدوث التهاب داخل هذا السائل علما بأن علاج الاستسقاء يحسن من درجة تغذية المريض حيث إن السائل بكمية كبيرة يضغط على المعدة والأمعاء ويسبب سوء التغذية للمريض ويحرمه من الحصول على فترة نوم كافية ويبدأ العلاج براحة المريض فى السرير لفترة وذلك يساعده على وصول كمية كافية من الدم إلى الكليتين علما بأن المجهود الزائد يتسبب فى زيادة كمية سائل الاستسقاء ويجب على المريض الإقلال التام من ملح الطعام بحيث لا يزيد 3 إلى 4 جرامات فى اليوم، والابتعاد عن الأطعمة المحتوية على الملح مثل المخللات واللحوم المصنعة والزيتون الأسود وأنواع الجبن مثل المش والجبنة القديمة والاسطنبولى والبراميلى ومنتجات الألبان والمشروبات الغازية

والمعلبات ويستمر على هذا النظام لفترات طويلة ويمكن تعويض الملح باستعمال الليمون على السلطة أو الشربة واضافة بعض التوابل مثل الفلفل الأسود والكمون وتعويد المريض على ذلك حيث ان علاج الاستسقاء يستغرق وقت طويل فى حالة عدم استجابة المريض للراحة والإقلال من الملح وتستخدم مدرات البول وهى عدة أنواع ويجب إضافتها تدريجياً وزيادة الجرعة طبقاً لاستجابة المريض ويجب أن نقيم حالة المريض بوزنه كل يوم أو يومين ولا يسمح بفقدان أكثر من نصف كيلو يومياً فى حالة عدم وجود ورم فى الساقين وكيلو فى حالة وجود ورم فى الأطراف، حيث إن الفقدان السريع للوزن دليل على زيادة جرعة المدرات قد يسبب فى ضرر جسيم للكلى يؤدى إلى فشل كبدى كلوى مع مراعاة أن بعض أنواع المدرات قد يسبب بعض المضاعفات الاخرى ومنها زيادة نسبة البوتاسيوم فى الدم الذى قد يؤثر على عضلة القلب او نقص الصوديوم فى الدم وتتمثل فى حدوث هبوط وإجهاد وعدم تركيز مع تشنجات فى العضلات وأيضاًقد يسبب الاستعمال غير الصحيح للمدرات فى زيادة قلوية الدم مما يسبب بعض الأضرار للمريض، ويجب متابعة المريض لفترة كافية حتى نقرر إذا كان مستجيباً تماماً للعلاج أو غير مستجيب فى حالة عدم استجابة المريض للعلاج بعد استنفاد الجرعة القصوى للمدرات دون استجابة عادة ما يلجأ الى عمل بزل علاجى للبطن وفى هذه الحالة يتم سحب ما بين 5 - 10لترات من سائل الاستسقاء فى المرة الواحدة أو على عدة مرات ويجب إعطاء المريض محلول الزلال منخفض الملح حتى لا يحدث اختلال فى الدورة الدموية نتيجة سحب كمية كبيرة من السوائل مرة واحدة حيث يقوم الطبيب بحساب الجرعة المناسبة من الزلال للتعويض حيث يغطى ما بين 6 و8 جرامات من الزلال لكل لتر يتم نزحه من تجويف البطن ويتم إعطاء الزلال عن طريق الوزن وهناك وسائل أخرى لعلاج الاستسقاء عن طريق تركيب دعامة بالأشعة التداخلية تصل الدورة البابية بالدورة العمومية ولا نلجأ لهذه الوسيلة إلا إذا كانت حالة الكبد تتحمل هذا الإجراء والمريض قد تم عمل بزل متكرر له ولا يريد الاستمرار فى هذا الإجراء وهناك عيوب لهذه الطريق منها ارتفاع تكلفتها وحدوث الغيبوبة الكبدية فى حوالى 30% من الحالات أو حدوث فشل فى وظائف الكبد فى نسبة بسيطة أو حدوث انسداد فى هذه الدعامة، ولكن الدعامات الحديثة تقل فيها نسبة حدوث الانسداد وهناك فى النهاية وسيلة أخرى يمكن اللجوء اليها وهى إجراء زراعة كبد.