عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد اشتعال "العنصرية".. هل تنفصل بعض الولايات الأمريكية؟

علم الكونفدرالية
علم الكونفدرالية الأمريكية

تسبب حادث إطلاق النار على كنيسة للأفارقة فى تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية، في فتح الجدل حول العنصرية بالولايات المتحدة الأمريكية ولاسيما أن الحوادث بدأت فى التزايد فى الآونة الأخيرة بدايةً من مقتل مراهق أسود على أيدى شرطى أبيض فى فيرجسون ونهايةً بالضحايا التسع لكنيسة الأفارقة والتى تُعد الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر.

وأثارت هذه الحوادث ولاسيما الأخيرة صدمة في البلاد أعادت الجدل بشأن التوتر العرقى وخاصةً علم الكونفدرالية الذى يرفرف على سبعة من الولايات الجنوبية التى أعلنت انفصالها أثناء الحرب الأهلية الأمريكية وهم كارولينا الجنوبية، ميسيسبي، فلوريدا، ألاباما، جورجيا، ولاية لويزيانا، تكساس وبالتالى فإن هذا العلم يعد رمزاً لاضطهاد السود ومكافحة إلغاء العبودية.

تعالت الدعوات المُطالبة بإنزال علم الكونفدرالية المرفوع على مجلس ولاية كارولينا الجنوبية نظراً للعنصرية التى يمثلها، وخاصةً أنه تم تنكّيس كل من العلم الأمريكى وعلم الولاية، ولكن يبقى السؤال الأبرز والأهم هل تكون هذه الدعوات بداية لانفصال بعض الولايات الأمريكية؟.

بدأ الداعون لإنزال علم الكونفدرالية فى نشر عريضة على الإنترنت مخاطبين فيها حاكم الولاية "نيكى هالى" قائلين "نحن نطالب باحترام جميع مواطنى كارولينا الجنوبية وأن تستخدموا النفوذ والسلطة المخولة لكم من أجل علم الكونفدرالية الذى يُمثل العنف والإرهاب ضد مجتمع السود"، مطالبين جميع المواطنين بالتوقيع عليها، وحصلت هذه العريضة على 75 ألف توقيع.

دفعت هذه الدعوات المشرعين الأمريكيين إلى البدء فى التفكير بإزالة العلم وانضم لهم العديد من الكُتاب الأمريكيين إذ دعت الكاتبة الأمريكية "كاتلين باركر"، فى مقالها بصحيفة "واشنطن بوست"، لإنزال هذا العلم قائلةً "كإنسان، أصرّ اليوم، كغيرى من الملايين الآخرين، على إزاله هذا العلم لتكون أقل شىء يمكن أن نُكرّم به أرواح الذين

قتلوا فى الهجوم الإرهابى على كنيسة الأفارقة فى تشارلستون".

تظل قضية علم الكونفدرالية – الذى أُثيرت منذ سنوات قليلة ماضية – معقدة بعض الشىء نظراً لما تمثله من خطر على وحدة الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عُرفت منذ زمن بعيد بكونها بصلابة وحدتها وسيادة القانون فيها، ولكن من العدالة والإنصاف احتراف مشاعر ذوى ضحايا هجوم تشارلستون والأجداد الأوائل الذين فقدوا أرواحهم وهم يقاتلون فى الحرب الأهلية الأمريكية.

وفى سياق متصل، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، فى افتتاحيتها، تعليقاً على هذا الأمر "إن معركة إبقاء علم الكونفدرالية فى كارولينا الجنوبية ستكون الأخيرة، لأنه بإزالة العلم ستكون صيحة من الدولة بأن العلم لم يعد رمزاً يستحق الاحترام – كما يزعمون – وبالتالى لا يوجد عذر لدى أى من المشرعين فى كارولينا الجنوبية للتصويت على قرار كهذا، كذلك الأمر بالنسبة لأى من مرشحى الرئاسة".

وتعتبر مسألة دعوات انفصال بعض الولايات الأمريكية ليست الأولى من نوعها إذ أثيرت هذه الأزمة عام 2009 بسبب الأزمة الاقتصادية وضيق المواطنين بالضرائب وهو ما أثار الدعوات فى عشرة من الولايات الأمريكية من بينها تكساس وفيرمونت وهاواي وألاسكا.