رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتخابات الصحفيين.. رسالة لـ"الولي"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"رسالة للولي".. ملخص المشهد العام،  لانتخابات التجديد النصفى لمجلس نقابة الصحفيين المصرية، التى أُجريت  طوال يوم الجمعة، وفاز بمنصب النقيب يحيى قلاش، على منافسه الأقوى،  ضياء رشوان،  بفارق 900 صوت، وانضم لعضوية المجلس كل من خالد ميرى، وإبراهيم أبوكيلة، ومحمد شبانة، ومحمود كامل، وأبو السعود محمد، وحاتم زكريا.

الخسارة واللعبة
وتعد الخسارة الكبيرة التى  تعرض  لها  النقيب ضياء  رشوان، ليست بالقليلة والهينة، سواء على المستوى الصحفى،  والعام، ولها دلالات كثيرة، فى أن العملية الانتخابية ما هى إلا "لعبه"، ليس لها كبير، فالناس  كانت تعتقد  بفوز ضياء  بالمنصب، لأسباب كثيرة، وجوده من أكبر  المؤسسات الصحفية، وهى صحيفة الأهرام، والتى تحرص دائما أن يكون أحد أبنائها من يعلو سلطة  الصحافة، ويكون نقيب  لأبناء المهنة بداية من إبراهيم نافع، ومكرم محمد أحمد، وممدوح الولى، وأخيرًا ضياء رشوان،  بالإضافة إلى كون رشوان  من المحسوبين على  النظام الحالى، وتدعمه مؤسستان هما الأهرام والأخبار وبالتالى تكون أكبر مؤسستين بالصحف القومية خلف رشوان ويملكان ما يقرب من 2000 صوت انتخابى بالجمعية العمومية.
وتضاف إلى الأسباب السابقة   العلاقات الكبيرة التى يمتلكها رشوان بالوسط العام، وقربه من دوائر صناعة القرار، على المستوى الرئاسى والحكومة، والسياسى،  وأيضا علاقاته الخارجية، كونه  رئيس  أكبر مركز للدراسات الإستراتيجة فى مصر والشرق والأوسط، وهو مركز الأهرام، بالإضافة إلى أعماله البحثية الكثيرة  بالمركز، وأيضا دوره البارز فى محاربة جماعة الإخوان، وتصديه لهم  فى قضايا الرأى والحريات، وموقفه من 30 يونيو ،ودوره البارز في لجنة الخمسين التي وضعت الدستور  وسعيه نحو حل مشكلات الجماعة الصحافية  وعلى رأسها الجانب المادى  فى سعيه نحو زيادة بدل التكنولوجيا لـ1400 ، على أن تكون الزيادة بشكل دورى.
الدعم الفارغ
وقف رشوان بين أبناء  الجمعية العمومية، معتمدًا على هذه الأسباب، وفى ذهنه أنه حقق المراد على قدر  المستطاع، لأبناء مهنته، ولكن  الرؤية كانت مختلفة من داخل مؤسسته "الأهرام"، التى عزفت عن المشاركة بفاعليه  كبيرة، بحسب المراقبين، وعدم وجود توجه عام داخلها لتأييده أو الحفاظ على منصب النقيب، بالإضافة إلى مؤسسة أخبار اليوم  التى شاركت بفاعلية كبيرة، ووقف رئيس مجلس إدارتها على قدميها طوال اليوم، ليؤيد ويساند أبناء مؤسسته، ونجح فى ذلك  فى أن فاز 3 من أبناء أخبار اليوم وهم حاتم زكريا و خالد ميرى، ومحمود كامل، الشاب الصغير، الذى يؤكد مكسبه وجود توجه عام لدعمه من مؤسسته التى تملك ما يقرب من 900 صوت، فى حين كان دعايته الانتخابية ومعرفته لا تقارن  بقيادات صحفية أخرى.
"قلاش" الأمل فقط
جاء يحيى قلاش نقيبًا للصحفيين، وبفارق كبير، ... كانت الجماعة الصحفية تأمل أن يأتى...ولكنها لم  تصدق أو تتصور أن يفوز..أو يفوز بهذه الصورة، وهذا الاكتساح الطاغى وبفارق كبير، لأول مرة يحدث فى تاريح الانتخابات الصحفية، وهو الأمر الذى تفاجأ به الجميع، فرحوا به، وحملوه على الأعناق وسعدوا أيضا أملا فى الجديد، وأعطوا دروسا كبيرة فى أن أى شخص بعيد عن أبناء مهنته، ومتحصن بالسلطة عريان، ولن ينال رضاهم مهما كانت التصورات، وأن الحريص  على مصالح الصحفيين سيرفع على الأكتاف، والعكس سيكون مصيره هو مصير رشوان، بدون أى فصال أو مبالغة، هذا بالقدر الذى يدري الكثير أن قلاش ليس على القدر الكافى من التمثيل الصحفى للجماعة الصحفية، وإعادة عصر  النقيب القوى، والقادر على تحدى الدولة وأى نظام قائم مهما كانت قدراته  وتصوراته.
رسائل أقوى
هذا التصور العام  عن الانتخابات، لم يكن جديدا، فدائما ما تكون رسائلها أقوى  تأثير فى المشهد المصرى،  خاصة هذه المرة التى كانت رسالتها أقوى فى التأثير، والتدبير، فرشوان الضامن، والمحمى والمدعوم، خسر، وقلاش صاحب الأمل فقط، نجح، وبالتالى تكون  العلاقة بين الحاكم  والمحكوم ضرورة  فى أى توازونات، ومحدد لأى علاقات، فعندما احتمى ضياء بمن هو أقوى من أبناء مهنته، ووضع يده  معهم، ولم يكن قريبا منهم، خسرهم جميعا، واتجهوا لغيره من أجل أن يكون معهم،  بالإضافة إلى تصورات البعض فى اتجاه رشوان للعمل السياسى والإعلامى، بكثير عما هو مطلوب، زاد الأمر من بعده عن أبناء مهنته، مما أطلق عليه نقيب "الفضائيات"، هذا بالإضافة  إلى العلاقة  المقعدة بين الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية، وسيطرة رجال الأعمال على المشهد ومقاليد العمل الإعلامى، مما كان جنح رشوان لرجال الأعمال على مصالح أبناء مهنته، فانتشرت  ظاهرة الفصل التعسفى من مثل هذه الصحف، فكانت يد النقابة مغلولة فى التحرك نحو حمايتهم  من أى شيء، وأصبح العديد من الزملاء خارج العمل بسبب سطور  رجال الأعمال وسلبية دور النقابة ونقيبها اتجاههم، فازداد العداء الأكبر بينهم، وأصبحت الصور الذهنية تكون فى أن النقيب يسعى

لحماية مصالحه الشخصية على مصالح  أبناء مهنته.
الإهانة
وكانت المعركة الأكبر  هى قضية الإهانة  التى تعرض لها الصحفيون من قبل الأجهزة الأمنية طوال فترة نظام الإخوان وفترة ما بعد سقوطهم، حيث وصل الأمر لوفاة 10 من الزملاء، دون أى موقف إيجابى يذكر أو موقف حاسم  تجاه الدولة وأجهزتها، سوى الإدانة والشجب، وكلام مرسل عن الحماية والرعاية، وسرعان ما تنتهى بمجرد نسيان الموقف، هذا بالإضافة إلى وجود  ما يقرب من 100 زميل داخل السجون،  وتتم محاكمتهم، ولم تتحرك النقابة  تجاه إطلاق سراحهم أو حتى توضيح أسباب القبض عليهم في جرائم ليست للمهنة معرفة بها  لتسد الباب أمام المزايدين وأصحاب الصوت العالي هذا بالإضافة إلى الوضع المادى لأبناء الجماعة الصحفية المطلوب دعمه بكل الصور حتى يكونوا على قدر مسؤوليتهم فى أداء مهنتهم بكل أمانة وشرف.
كل هذه التحديات التى تم سردها فى إطار تصور أبناء المهنة، فى التسبب فى العداء الكبير بين ضياء وأبناء مهنته، وكانت سببا فى خسارته الكبيرة، تتجدد الآمال فى التغلب عليها من قبل النقيب الجديد، يحيى قلاش، فها هى الأسباب التى تمت الثورة عليها، وما زالت قيد الوضع دون أى تحرك، فيأمل الجميع أن يكون على قدر المسؤولية فى التغير، وسيكونون عقبة أمامه وإسقاطه فى أى مماطلة أو عدم التغلب على هذه التحديات الكبيرة، التى تتنوع رؤى الصحفيين تجاهها.
معركة المجلس والمطاريد
وفيما يتعلق  بمجلس النقابة، فكانت الجماعة الصحفية على موعد آخر من الانتصار، فنجحت فى إزاحة شبيه  رشوان بالمجلس، ونفس الرؤية والتوجهات، وهو جمال فهمى، فكان من أبرز الخاسرين للمعركة، وأيضا  هشام يونس، وكانت الفرصة سانحه لانضمام كل من   الصحى محمود كامل، الشاب الصغير، وابن أخبار اليوم، وأيضا أبو السعود محمد،  ابن جريدة المصرى اليوم، حيث اعتبرهم الكثير بأن وجودهم هو سنة للتغير والروح الشبابية،  وأن يكون على مقربة من  زملائهم والعمل على تحقيق مطالبهم فى إعادة الهيبة والكرامة لقلعة الحريات"نقابة الصحفيين".
فى هذا الإطار يقول محمود كامل، لـ"بوابة الوفد":" ثقتى كبيرة فى أن أكون على قدر المسؤولية فى الدفاع عن حقوق زملائى، ومن أعطانى صوته،  وأيضا روح شبابية للتغير وإزاحة الغمة من على بلاد صاحبة الجلالة، وأن نكون عثرة فى حلق أى مغرض يحاول النيل من أبناء الجماعة الصحفية".
واتفق أبو السعود محمد، معه فى تأكيده لـ"بوابة الوفد":" المشوار بدأ وسنكون على قدر  المسؤولية بدعم الجميع والمساندة وستكون مطالب وأولويات زملائنا هى  الاتجاه الأول نحو  الدفاع عنها وتحقيقها"، موجها الشكر لكل من سانده ووقف بجانبه.
وختامًا وجه النقيب الجديد يحيى قلاش لزملائه رسالة الفوز الأول له: "أتوجه إليكم جميعاً بخالص الشكر والتقدير على موقفكم العظيم بحضور الجمعية العمومية، وعلى رسالتكم التي أوصلتموها مدوية للجميع، رسالتكم التي تجاوزت أشخاص المرشحين إلى المعنى الكبير الذي عكس رغبتكم في تغيير أوضاعكم وأوضاع المهنة".
وتابع: "لقد بعثتم رسالة الأمل للمجتمع كله وأتمنى من الله أن أكون عند حسن ظنكم وعلى قدر المسئولية التي أثق في قدرتكم على تحملها معي، كي نفتح كل الملفات المغلقة أو المسكوت عنها".