رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى ذكرى غزو العراق.."أسلحة الدمار طلعت فنكوش"

بوابة الوفد الإلكترونية


يمر اليوم الجمعة الموافق العشرون من شهر مارس، الذكرى الثانية عشر للغزو الأمريكى للعراق ، وتتزامن الذكرى مع سوء وتردى فى أحوال أهل العراق الذين يعانون من نقص فى كل متطلبات الحياة والمعيشة على عكس ما سبق من قبل الغزو الأمريكى، خاصة بعد أن أصبحت أرض خصبة للجماعات الإرهابية لنشر مخططاتها.

وقد سبق الغزو الأمريكى على العراق عدة تطورات كان أهمها تصنيف أمريكا للعراق ضمن دول " محور الشر" جنبًا إلى جنب مع إيران وكوريا الشمالية تحت حجة وجود أسلحة دمار شامل بالعراق، ثم تبع ذلك عدة محاولات مستميتة من أمريكا لكسب تأييد عالمى لضرب العراق، أعقبها قرار صادر من الأمم المتحدة برقم 1441 الذي دعا إلى عودة لجان التفتيش عن الأسلحة إلى العراق وفي حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل "عواقب وخيمة" وقد تم التصويت على القرار بالإجماع.

لم يكن فى مخيلة الدول المصوتة على القرار أن أمريكا ستستخدم هذا المصطلح للهجوم على العراق خاصة وأن القرار لم ينص على استخدام العنف، وقد وضح هذا ما جليًا خلال تصريح كوفى عنان بعد سقوط بغداد بأن الحرب كانت منافية لدستور الأمم المتحدة.
احتلال العراق..
وفي الساعة الخامسة ونصف فجرًا بتوقيت العراق من اليوم الموافق  20 مارس لعام 2003 سمعت دوي انفجارات في بغداد وبعد 45 دقيقة من أصوات الانفجارات التى هزت العراق، صرح الرئيس الأمريكي انه أصدر أوامره لتوجيه "ضربة الفرصة" التى استهدفت منزلا كان يعتقد أن صدام حسين موجودًا فيه، ثم تبع ذلك اجتياح للعراق انطلق من الكويت.
وتم بعد ذلك شن عدة هجمات مكثفة على بغداد ومدن أخرى تحيط بالعاصمة، ونظير ذلك فقد قدمت مدينتا الناصرية والبصرة مقاومة عنيفة عرقلت من تقدم القوات الأمريكية، إلى أن تمكنت الأخرى من تجاوز ذلك بمساعدة بريطانيا التى احتلت مدينة البصرة فى السابع من أبريل. 
وفى التاسع من أبريل لنفس العام سقطت بغداد فى أيدى الجيش الأمريكى، وأعلنت أمريكا بعد ذلك أن نهاية العمليات العسكرية الكبرى ، وتعيين الدبلوماسي الأميركي بول بريمر حاكمًا مدنيًا للعراق، وبالثانى والعشرين من يوليو قتل عدي وقصي ابني صدام حسين في معركة مع القوات الأميركية في الموصل، وأدى ذلك إلى اشتداد المقاومة العراقية وقتل ما يزيد عن 255 جندى أمريكا مع حلول اليوم المائة لنهاية المعارك التى أعلنتها أمريكا.
وبعد أن فرضت أمريكا سيطرتها على العراق، بدأت تتضح معالم وأهداف الحرب الخفية التى تمثلت فى نهب ثروات العراق، وظهر هذا جليًا عندما قامت القوات البريطانية من فرض سيطرتها على حقول الرملة البترولية، تزامنًا مع تقرير مبدئي للخبير الأممي ديفد كاي يقول إنه لم يُعثَر على أسلحة دمار شامل

بعد.
وبنهاية عام 2003 تم اعتقال الرئيس العراقى صدام حسين على أيدى الجيش الأمريكى وتم اقتياده إلى السجن، وعقب ذلك بعدة أيام قليلة ومع حلول العام الجديد تم الإعلان النهائى أمام مجلس الشيوخ الأمريكى، بأن كل المعلومات الاستخباراتية عن أسلحة الدمار كانت " جميعها تقريبا مغلوطة".
غضب دولى..
على الرغم من قدرة الولايات المتحدة فى الحصول على التأييد لحملتها لغزو العراق من 49 دولة، وكان هذا الائتلاف يعرف "بائتلاف الراغبين" الذى تكون من 98% من قوات العسكرية تابعه لأمريكية وبريطانية، إلى جانب مشاركة طفيفة من كوريا الجنوبية وبولندا والدنمارك واستراليا، ووصل العدد الإجمالي لجنود الائتلاف 300،884، إلا أن ذلك تزامن مع رفض دولى كبير.

وبدأت تظاهرات عالمية مناهضة للحرب في معظم الدول العربية إضافة إلى كندا وبلجيكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وسويسرا والفاتيكان والهند وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والمكسيك، كما أظهرت استطلاعات الرأي فى اسبانيا ان %90 من الإسبان لا يؤيدون الحرب، فضلا عن أعراب الجامعة العربية ودول الاتحاد الأفريقي معارضتها لغزو العراق.

وأظهرت الحرب الوجه "القبيح" للولايات المتحدة من خلال استخدامها لكل ما هو محرم وممنوع ضد الإنسانية فى معاملتها مع العراقيين ، فبدأت الفضائح الأمريكية فى انتهاكها لحقوق الإنسان تنتشر فى وسائل الإعلام الأمريكية نفسها خاصة بعد نشر صور لانتهاكات واسعة تتم ضد نزلاء سجن أبو غريب.
ويبقى ما وصل إليه العراق الآن من حالة تدهور ودمار وتردى الأوضاع وإهلاك كثير من الآثار التى يعود تاريخها إلى 6000 عام قبل الميلاد، وصمة عار على الدول العربية التى لم تتحذ موقفًا إيجابيًا حيال ذلك، فضلا عن أنه علامة إنذار تدق ناقوس الخطر على الدول العربية لتبرهن لهم من هو المتسبب فيما وصلوا إليه الآن من عدم استقرار أمنى، وهى دعوة للتوحد مرة أخرى من جديد.