رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

3 سنوات على رحيل البابا شنودة.. رمز المحبة

بوابة الوفد الإلكترونية

"مصر وطن لا نعيش فيه بل يعيش فينا" .. مقولة لفظها رجل المحبة والسلام لتخلد قامته الوطنية بأعلى المنازل التاريخية، وتجعل ذكراه حاضرة في القلوب مهما مرت الأيام.

تمر اليوم الذكرى الثالثة لوفاة البابا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية بمصر، والذي  كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا .. رحل عن عمر يناهز 89 عاماً ، بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض ، ليترك خلفه كتابًا حافلًا بالمواقف الوطنية المنثورة في ذاكرة الوطن .
تلميذ ومعلم
هو البابا شنودة الثالث ذو الوجه السمح والبسمة التي لم تفارق شفاهه حتى في أحلك اللحظات، جاء إلى الدنيا  في 3 أغسطس 1923، باسم  نظير جيد روفائيل، ليبدأ مسيرته مع الحياة حيث التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بـ"الكلية الإكليركية"، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات عمل مدرساً للتاريخ، وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي، فكان تلميذاً وأستاذاً في نفس الكلية في نفس الوقت .
عرف "شنودة" بولعه بالكلمات منذ الصغر ، فكان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية،  حتى إنه شغل لعدة سنوات محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الأحد، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة ، من ناحية أخرى كانت لحياته أبعاد أخرى فعمل ضابطاً برتبة ملازم في الجيش، ورُسم راهباً عام 1954، وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس عام 59، ورُسم أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية .
وعندما تنيَّح "توفي" قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
كما استطاع أن يسجل بصمته في تاريخ الكنيسة القبطية، لكونه أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج مصر، وأعاد تعمير عدد من الأديرة التي اندثرت، وفي عهده زادت الأبراشيات، كما تم إنشاء عدد من الكنائس داخل وخارج مصر.
شنودة والسادات
ومع انتخاب "البابا شنودة " كبطريرك لكنيسة الإسكندرية، شهدت العلاقة بين البابا شنودة والرئيس الراحل السادات توتراً ملحوظاً بدءاً من أحداث الخانكة الطائفية وتعاظم دور التيار الديني وجماعات العنف المسلح، ومنع الأقباط من زيارة القدس.
أغضب "السادات" حين قرر عدم الذهاب معه في زيارته إلى إسرائيل عام 1977 في ظل اتهام الأقباط للدولة بأنها تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وزاد غضب السادات عليه حينما شعر بأن البابا يتحداه بعد استجابته المتأخرة لطلبه، بأن يرسل من يوقف المظاهرات القبطية المناهضة له بأمريكا، فأصدرت أجهزة الأمن قرارا لـ"شنودة" بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، الأمر الذي رفضه واتجه للتصعيد ردًا عليه، وقرر عدم الاحتفال بالعيد في

الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة، وردت الدولة على ذلك بأن حددت له الإقامة في الدير بوادي النطرون.
وطنية مشهودة
وفي عهد حسني مبارك، صدر قرار جمهوري في عام 1985 بإعادة تعيين البابا شنودة، وطرأ تحسن ملحوظ في العلاقة بين الدولة والكنيسة، وفي أوضاع الأقباط المصريين، وبرغم كل هذا، فإن الأحداث الطائفية تزايدت، وأصبح للبابا دور سياسي في احتواء هذه الأحداث بجانب دوره الديني ما أثار الجدل والاستياء في بعض الأحيان ، ليسجل دوراً وطنياً مشهودًا في مواقف العنف التي لحقت بالكنيسة .
في ذلك الوقت تعاظم دور أقباط المهجر في الولايات المتحدة كإحدى قوى الضغط على الحكومة المصرية في عهد البابا شنودة، ومن أبرز الأحداث الطائفية في عهد مبارك أحداث الكشح الأولى والثانية، وأزمة الراهب المشلوح وجريدة النبأ وأزمة السيدة وفاء قسطنطين وأحداث الإسكندرية ودير أبو فانا بالمنيا، تلك الأحداث التي احتواها بوطنية مشهودة ، وقد اشتهر البابا بمسالمته للأحداث، حتى أنه كان يقوم بالاعتكاف في الدير عند اعتراضه على أي إجراء أمني.
الرحيل
وقد تنيَّح "توفي" قداسة البابا شنودة الثالث يوم السبت 17 مارس 2012 (الساعة الخامسة والربع بعد الظهر)، عن عمر يناهز 89 عامًا، حيث وضع جثمان البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسي القديس مارمرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه ، وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية حتى 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة  وتمت صلاة الجنازة على جسده الطاهر يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، وسط حضور العديد من ممثلي الكنائس في العالم ورجال السياسة ومئات الآلاف من الشعب المسيحيين والمسلمين.