رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

6 أعوام على حكم "إسماعيل" بكارثة عبارة السلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مصر يمكن للإهمال أن يودى بأرواح ألف مواطن، فقط في مصر يمكن أن تستمر محاكمة لجانٍ يداه ملوثة بدماء الأبرياء أكثر من ثلاثة أعوام، فقط في مصر يمكن أن تسلب حريتك وكرامتك وروحك في ضربة واحدة لجانٍ لم تطرف جفناه برمشة عقب موت الأبرياء.

هى كارثة ارتج لها الشارع المصرى منذ 9 سنوات، ففي 3 فبراير 2006 اختفت عبارة السلام 98 على بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر، وأثناء الغرق نشب حريقًا في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة وانتشرت عديد من الفرضيات حول أسباب الغرق.
ويذكر أن النيران اشتعلت في عدة مواقع من السفينة غرفة المحركات، كما اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها ومن ثم اشتعلت مرة أخرى، وقد تمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة وكانت مضخات تنشيف السفينة التي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل، وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها.
ويروى النجاة ـن الحادث شهد عدة مهازل، بعد أن قال عديدًا من الركاب أن القبطان كان أول من غادر العبارة وأنهم شاهدوه يغادر العبارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه.
ومن هنا تم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عام، استمعت خلالها المحكمة لمسئولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحرى، حتى تم الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط تم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو الهاربان بلندن وثلاثة آخرين، بالإضافة إلى أربعة آخرين انقضت الدعوى عنهم بوفاتهم.
بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة ربان باخرة أخرى "سانت كاترين"، وقضى الحكم بسجنه لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري (1200 يورو) بتهمة عدم مساعدة "السلام 98"، وقد قام النائب العام بعمل استئناف للحكم وأجل إلى 3 سبتمبر بعد تعالي موجات الغضب الشعبي تجاه الحكم.
بعدها تمكنت فرق البحث والإنقاذ من العثور على الصندوق الأسود للعبارة سلام 98 وتمكنوا من الاستماع إلى حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة التي أوضحت حيرة القبطان ومساعدة في إنقاذ السفينة من الغرق، وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين

و\أن القبطان كان يأمر الركاب بالاتجاه لليسار في محاولة لإعادة الاتزان للعبارة.
وتبين أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطر مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلى الغرق، وأوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين وعبارة " لا حول و لا قوة إلا بالله "، التي كانت آخر عبارة قبل انقطاع الصوت ولسماع التسجيل الصوتي للحظات الأخيرة.

وفي مثل هذا اليوم، منذ ثلاث أعوام قضت محكمة جنح سفاجا مستأنف بحبس ممدوح إسماعيل، رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة للعبارة الغارقة "السلام"، 7 سنوات مع الشغل والنفاذ، وكل من ممدوح العرابى ونبيل سيد شلبى مدير الأسطول 3 سنوات مع الشغل والنفاذ.
كما قضت برد استئناف صلاح جمعة ومحمد عماد الدين أبو طالب وعمرو ممدوح إسماعيل، وتم الحكم غيابيًا على المتهمين الثلاثة ماعدا صلاح جمعة الذى قبل استئنافة شكلا ورفض موضوعًا، وتقدر العقوبة السابقة فى حكم أول درجة بالحبس 6 شهور.
وبعد نحو 9 سنوات من غرق العبارة السلام 98 في البحر الأحمر، وافق النائب العام المستشار هشام بركات، على الطلب المقدم من لبيب معوض، محامي المهندس ممدوح إسماعيل، المتهم الخامس ومالك عبارة الموت السلام 98، بانقضاء الدعوى الجنائية في القضية بمضي المدة وسقوط الحكم، وذلك لمرور 5 سنوات على الحكم على المتهم واستفادته من نفس الحكم الذي قضت به محكمة جنح مستأنف سفاجا على 2 من المتهمين بانقضاء الدعوى بمضي المدة في 12 يناير العام الماضي، لينجو الجانى بفعلته وتضيع أكثر من أرواح ألف شهيد هدرًا لملبسات قانوية تحمل الجنسية المصرية.