رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة19..و96 عامًا على تدمير حصون الاحتلال

بوابة الوفد الإلكترونية

لكل ثورة أهدافها وأسبابها.. ولكل نضال شعبي زمن خاص وإرادة قوية تكسر حصون الاحتلال الوطنى واستعباد الشعوب.. ففي مثل هذا اليوم منذ 96 عامًا انطلقت ثورة 1919 كأول ثورة شعبية في أفريقيا وفي الشرق الأوسط.. ثورة استمدت قوتها من معانقة " الهلال والصليب " في رمز أبدى دام حتى يومنا هذا.

هى ثورة استمدت روحها من نضال الزعيمين مصطفى كامل، ومحمد فريد، في الاحتجاج ضد المحتل وضد ما خلّفه من معاناة معيشية على المصريين، فقد انطلقت ثورة 1919 بسلسلة من الاحتجاجات الشعبية علي السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول ومجموعة كبيرة من السياسين المصريين، كنتيجة لتذمر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شئون الدولة بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد.
بداية الثورة
في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، انطلقت شرارة الثورة بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والأسكندرية والمدن الإقليمية، تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم؛ مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وعقب ذلك بأيام قليلة، انطلقت الثورة بالمدن والقرى المصرية.. ففي القاهرة يوم 11 مارس قام عمال الترام بإضراب عام مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل وغيرها، وتم شل حركة الترام شللا كاملا، جاء بعد ذلك إضراب عمال عنابر السكك الحديدية يوم 15 مارس، الذي جاء عقب قيام السلطات البريطانية بإلحاق بعض الجنود للتدريب بورش العنابر في بولاق للحلول محل العمال المصريين في حالة إضرابهم، مما عجّل بقرار العمال بالمشاركة في الأحداث.
ولم يكتف هؤلاء بإعلان الإضراب، بل قاموا بإتلاف محولات حركة  القطارات، وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية، التي أخذها عنهم الفلاحون، وأصبحت أهم أسلحة الثورة واستمر إضراب عمال العنابر حتى أواخر إبريل.
ولم تتوقف احتجاجات المدن على التظاهرات وإضرابات العمال، بل قام السكان في الأحياء الفقيرة بحفر الخنادق لمواجهة القوات البريطانية وقوات الشرطة، وقامت الجماهير بالاعتداء على بعض المحلات التجارية وممتلكات الأجانب وتدمير مركبات الترام.
شارك النساء بفاعلية في الثورة وقاموا بمظاهرات كبرى واحدة منها يوم 16 مارس وأخرى يوم 20 مارس.
في حين قامت جماعات الفلاحين بقطع خطوط السكك الحديدية في قرى ومدن الوجهين القبلي والبحري، ومهاجمة أقسام البوليس في المدن.. ففي منيا القمح أغار الفلاحون من القرى المجاورة على مركز

الشرطة وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية وكادوا يقتلونه عندما وجه لهم الإهانات.
مذابح البريطانيين
وعلى الجانب الآخر، كان رد فعل القوات البريطانية من أفظع أعمال العنف الذي لاقاه المصريون في التاريخ الحديث، فمنذ الأيام الأولى كانت القوات البريطانية هي أول من أوقع الشهداء بين صفوف الطلبة أثناء المظاهرات السلمية في بداية الثورة.
وعقب انتشار قطع خطوط السكك الحديد، أصدرت السلطات بيانات تهدد بإعدام كل من يساهم في ذلك، وبحرق القرى المجاورة للخطوط التي يتم قطعها.. وتم تشكيل عديد من المحاكم العسكرية لمحاكمة المشاركين في الثورة.
ولم تتردد قوات الأمن في حصد الأرواح بشكل لم يختلف أحيانًا عن المذابح، كما حدث في الفيوم عندما تم قتل أربعمائة من البدو في يوم واحد على أيدي القوات البريطانية وقوات الشرطة المصرية، ولم تتردد القوات البريطانية في تنفيذ تهديداتها ضد القرى، كما حدث في قرى العزيزية والبدرشين والشوبك وغيرها، حيث أُحرقت هذه القرى ونُهبت ممتلكات الفلاحين، وتم قتل وجلد الفلاحين واغتصاب عدد من النساء.
نهاية الثورة
استمرت أحداث الثورة إلى شهر أغسطس وتجددت في أكتوبر ونوفمبر، لكن وقائعها السياسية لم تنقطع واستمرت إلى عام 1922، وبدأت نتائجها الحقيقية تتبلور عام 1923 بإعلان الدستور والبرلمان.
فأمام الإضراب العام الذي شل الحركة في مصر، اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني والإفراج عن سعد زغلول وزملائه وعودتهم من المنفي إلى مصرفي 7 أبريل عام 1919، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.