عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاح الدين.. رأس أقوى سلالة إسلامية حكمت مصر

صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي

عرفته كتب التاريخ بأفضل فارسي البشرية، فهو نموذج فذ لشخصية عملاقة من صنع الإسلام، ومحرر القدس من الصليبيين وبطل معركة حطين، إنه صلاح الدين الأيوبي.

هو فارس مصر الأول، الذى تطل علينا ذكرى وفاته اليوم، صلاح الدين يوسف بن أيوب، ابن نجم الدين أيوب، والي تكريت العراقية، ولما تولى نور الدين الحكم أرسل في طلب صلاح الدين وأبيه وخاله"أسد الدين شريكوه" ليساعدوه بحلب في أمر الحكم، ثم قام الحاكم نور الدين بإرسال صلاح الدين برفقة خاله إلى مصر الذي تولى سلطنتها.
وعندما توفي خال صلاح الدين في القاهرة بمرض اسمه الخانوق، جاء صلاح الدين بعده وسلطنه المصريون عليهم رغم أن مصر كانت آنذاك تابعة للفاطميين المعادين للسنة، والذين قتلوا آلافًا من علمائهم، ولهذا فكر صلاح الدين أن يهاجم هؤلاء الحاكمين لمصر من الفاطميين وهذا ما تحقق فعلًا على يدي صلاح الدين الأيوبي، ومما قام به يوسف بن أيوب، وهو سلطان على مصر، استعادة دمياط المصرية من الفرنجة الذين احتلوها.
وفي هذه الفترة حين كان صلاح الدين سلطانًا على مصر قام السودانيون بتجييش مئتي ألف جندي يريدون أن يعودوا إلى حكم الفاطميين، فقام صلاح الدين بالدخول معهم في معركة انتهت بانتصاره عليهم.
وفي عهد صلاح الدين كان الصليبيون يؤيدون غزو الفرنجة لدمياط بل وإن الصليبيين أنفسهم نزلوا ذات مرة فأخذوا دمياط فجأة وهذا ما دفع بنور الدين زنكي الحاكم فوق صلاح الدين أن يكثر من رسائله لصلاح الدين يخبره بضرورة مناصرة دمياط واستعادتها من الصليبيين، ونقلت الأخبار على إثر هذا الحدث أن صلاح الدين ما شوهد قط مبتسمًا ودمياط محتلة، والأمر نفسه لنور الدين حيث كان كثير الصوم لا يفطر إلا على الماء حتى كاد يموت وما عاد إلى حالته الطبيعية حتى استرجعت دمياط وعادت إلى حاضرة الإسلام والمسلمين.
ويحكي التاريخ أن الصليبيين رغم احتلالهم لفلسطين آنذاك كانوا دومًا يعانون من الشوكة التي شكلها عليهم صلاح الدين الأيوبي هو وخاله فرغم أن الصليبيين كانوا على مقربة من مصر ورغم علمهم بضعف وقرب انهيار الدولة الفاطمية بقي عليهم صلاح الدين الأيوبي حجرة عثراء لم يستطيعوا تجاوزها.
ولما مات نور الدين سلطان الشام ومصر واليمن تولى صلاح الدين الحكم بعده وكان له اليد الطويلة في إخراجهم من بلاد الشام ومن بيت المقدس وإعادته إلى المسلمين.
أخذ صلاح الدين يقوّي مركزه في مصر بعد زوال الدولة الفاطمية، ويسعى من أجل الاستقلال بها، فعمل على كسب محبة المصريين، وأسند مناصب الدولة إلى أنصاره وأقربائه، وعزل قضاة الشيعة وجاء بقضاة شافعيين، وألغى مجالس الدعوة وأزال أصول المذهب الشيعي الإسماعيلي، وتخوّف نور الدين زنكي من تزايد قوة صلاح الدين، وكانت العلاقة بينهما على فتور أصلاً منذ أن تولّى صلاح الدين الحكم في مصر.
بدأ هذا التوتر في العلاقة يظهر عندما تأخر صلاح الدين في الخطبة للخليفة العباسي في بغداد، حتى هدده نور الدين بالمسير إليه، وظهر

عندما أرسل صلاح الدين يطلب من نور الدين أن يرسل إليه إخوته فلم يجبه إلى ذلك وقال:"أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد"، وازداد الخلاف بينهما في  سنة 1172م، حتى أصبح وحشةً، عندما اتفقا على حصار قلعتيّ الكرك ومدينة الشوبك في صحراء الأردن، ورجع صلاح الدين إلى مصر، قبل أن يلتقي نور الدين، خوفًا من أن يعزله الأخير عن مصر، وأن تؤدي السيطرة على القلعتين إلى فتح الطريق أمام نور الدين إلى القاهرة، فخرج صلاح الدين، وعظم الأمر على نور الدين، حتى قرر المسير إلى مصر.
لما علم صلاح الدين بذلك جمع مقربيه وشاورهم في الأمر فمنهم من نصح بمقاتلة نور الدين إلا أن والده وخاله منعاه من ذلك وطالبه والده بإرسال رسائل الاعتذار والتبرير لنور الدين، لكن نور الدين لم يقتنع بأي من تلك التبريرات، وعزم على تسيير حملة إلى مصر لخلع صلاح الدين في أقرب فرصة متاحة.
أخذ نور الدين زنكي يجمع جيشًا ضخمًا في ربيع سنة 1174م، في محاولة لخلع صلاح الدين في مصر على ما يبدو، فأرسل رسلاً إلى الموصل وديار بكر والجزيرة الفراتية يحثون الرجال ويدعونهم للجهاد، غير أن تلك الحملة لم يُكتب لها أن تتم، إذ وقع نور الدين في أوائل شوال من سنة 569 هـ، الموافقة في شهر مايو من سنة 1174م بالذبحة الصدرية وبقي على فراش المرض أحد عشر يومًا ليتوفى في 11 شوال سنة 569 هـ، الموافق فيه 15 مايو سنة 1174م، وهو في التاسعة والخمسين من عمره، وبوفاة نور الدين، استحال صلاح الدين سيد مصر الأوحد بشكل فعليّ، حيث استقل عن كل تبعية سياسية، ويُقال إنه أقسم آنذاك أن يُصبح سيفًا مسلولاً على أعدائه وأعداء الإسلام، وأصبح هو رأس أقوى سلالة حاكمة إسلامية في ذلك العهد، هي السلالة الأيوبية، لذا جرت عادة المؤرخين على تسمية المناطق التي خضعت لسلطانه وسلطان تابعيه بالدولة الأيوبية.