رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد عيان على "قصور" الضيافة في "قصر" القبة

بوابة الوفد الإلكترونية

إكرام الضيف من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء، وحثَّ عليها المرسلون، واتصف بها الأجواد كرام النفوس، وقد عرف عن المصريين الكرم منذ القدم حتى في أصعب الظروف الاقتصادية ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمؤسسات تعد واجهة الدولة ترسم ملامح طبيعة شعب بأكمله.

تسببت طريقة تعامل المركز الصحفي برئاسة الجمهورية  بقصر القبة أمس الثلاثاء مع الوفد الصحفي الروسي خلال مباحثات الرئيس السيسي وفلاديمير بوتن في حالة من الاستياء، بعد منعهم من التحرك أو متابعة مراسم  الوصول لما يزيد عن 5 ساعات فضلاً عن عدم تقديم أي أطعمة أو مشروبات خلال مدة تواجدهم بالمركز ، وعدم وجود مقاعد كافية للجميع خاصة مع كثرة عدد الوفد الروسي والصحفيين المصريين والأجانب.


وبعدما  تبادرالعديد من الزملاء في السؤال عن وجود أي أطعمة  أو مشروبات أو مياه، فوجئ الصحفيون بقيام أحد الموظفين بوضع عدة أنواع من الحلوى على منضدة ، ليبتاعها للصحفيين بسعر5 جنيهات، وكذلك الحال للوفد الروسي الضيف، وذلك في مشهد لا يمكن أن يتخيل أن يكون في قصر رئاسة دولة مهما كان وضعها الاقتصادي وخاصة مع وفد صحفي روسي تربطنا علاقات وطيدة بين مصر ودولتهم، فلن أستبعد أن يكون ما حدث بالمركز الصحفي عنوان أحد الصحف الخاصة بروسيا أو مقالاً أو حلقة  في برنامج ساخر يشوه صورة تعامل مؤسسة الرئاسة مع الصحفيين الروس الذين يعدون سفراء لدولهم ينقلون ما شاهدوه بمصر من حفاوة وكرم ضيافة وطريقة تعامل.


لم ينته الأمر عند هذا الحد  فلم تمر دقائق إلا وتساءل البعض عن وجود أية مشروبات ساخنة، الأمر الذي قوبل بعدم وجود أي تنسيق من المركز ،فاكتفي أحد الموظفين بجلب عدة  أكواب بلاستيكية وسخان مياه  لإعداد مشروبات للصحفيين ، الأمر الذي دفع الصحفيين الروس للوقوف في طوابير طويلة قد تصل لساعة وكذا الصحفيين المصريين للحصول على كوب شاي أو نسكافيه، في مشهد دفع الصحفيين الروس للدخول في

حالة هستيرية من الضحك، والتعليق على الموقف.


وكانت المشكلة الأبرز هي كيفية رد الزملاء الصحفيين على أسئلة الوفد الروسي ، فلم  يخصص المركز الصحفي أي مترجم يساعد الصحفيين الروس في الإجابة عن أي تساؤل أو طلب خدمة بسيطة كباسورد "الواي فاي" أو أي شبكة انترنت داخل المركز أو الاستفسار عن معلومة وصول الرئيس أو بدء المحادثات بين الرئيسين ، الأمر الذي أوقع الصحفيين المصريين في موقف محرج لعدم قدرتهم على التواصل مع الروس أو الإجابة على تساؤلاتهم.
 

لا شك أن ما حدث يختلف اختلافاً كلياً عما تلاقيه الوفود الصحفية في أي دولة من الدول في قصور الرئاسة، ولا أتوقع أن يكون ذلك مقصودًا، نعلم أن تلك الطريقة قد اعتاد عليها الصحفيون المصريون ، ولا غضاضة في ذلك ، إلا أن الاستقبال الأسطوري الذي لقاه الرئيس الروسي بقصر القبة أمس ،لن يغفر لنا لدى الصحفيين الروس ما لاقوه من تعامل في دولة مثل مصر عرف عنها كرم الضيافة .
 

أتمني أن تعي مؤسسة الرئاسة الموقف جيداً فلا مشكلة لدى الصحفيين المصريين ، ولكن صورة مصر أكبر بكثير مما حدث من طريقة تعامل مع الوفد الروسي الذي كان ينتظر حفاوة استقبال وترحيب تضاهي وتتوافق مع العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين.