عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شائعة وفاة البابا تشعل صراع الخلافة

ذهبت قلوب المسيحيين وعقولهم إلى المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ووقفت على أعتابها للاطمئنان على البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

المعروف عالميا بـ"بابا العرب"، بعد أن تواترت شائعة وفاته على عدد من المواقع الإخبارية.

هواتف سكرتارية المقر البابوي لم تفتأ تتوقف عنها الإتصالات الممزوجة بالقلق، والتي تشابهت جميعها في طرح السؤال الأهم "سيدنا أخباره إيه"..كاريزما البطريرك الشاعر المتفردة أحاطته بهالة من الحب الجارف داخل الأوساط القبطية والسياسية، مما وضع المرشحين لخلافته في دائرة رفض الكنسية، والتي تدفعهم دائما إلى الإقتباس من خصائصه التي جمعت بين الزعامة الدينية والسياسية معا.

شائعة وفاة البابا مساء أمس الثلاثاء حركت المياه الراكدة لدى الراغبين في المقعد البابوي في المحيط الكنسي، وليس ببعيد عن المراقبين للمشهد البابوي صراع بارد بين كبار الأساقفة على "كرسي البطريرك"، يخمد ويشتعل وفقا لمؤشرات يعلمها المرشحون للخلافة فقط.

على المقعد البابوي، يتنافس أربعة أساقفة هم على الترتيب"الأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة، والأنبابيشوي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة"، وفي ذلك تصعد أسهم الأنبا يؤانس على منافسيه باعتباره الأقرب لـ"البابا شنودة"منذ مايقرب من 12عاما، تمرس خلالها على مهام البطريركية، وخصه البطريرك الحالي بـ"ملفات" هي الأخطر داخل الكنيسة، هذا إلى جانب علاقته المميزة مع الدوائر المسئولة بالدولة.

ويملك الأنبا يؤانس جهات داعمة أبرزها، وصول عدد صفحات الـ"فيس بوك" الداعمة له إلى مايقرب من 10 مجموعات تدور في مجملها حول مميزات الأسقف الأبرز داخل البطريركية، وتسعى إلى إستمالة العديد من الأقباط للإنضمام إليها،,يأتي أبرزها في "معا ضد الشائعات الموجهة للأنبا بؤانس"، و"أولاد المحبوب جدا نيافة الحبر الأنبا يؤانس"والبالغ عدد المنضمين إليها مايقرب 20 ألف شخص.

ويحل ثانيا الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس المقرب أيضا من البطريرك، والتي تتردد بشأنه داخل الكاتدرائية عبارة "تلميذ البابا"، غير أن أسهم بيشوي هبطت في الفترة الأخيرة بعد تصريحاته الجافة التي أثارت الرأي العام ضد الأقباط، والتي جاءت في أحد حواراته الصحفية التي قال خلالها "إن المسلمين ضيوف على مصر"، إلى جانب تشكيكه في بعض آيات القرآن، وهو ما أبعده كثيرا عن الأضواء ..

"بيشوي" يسوق نفسه لدى الوسط الكنسي باعتباره حامي الإيمان، وأنه الوحيد القادر على الوقوف في وجه المخالفين لتعاليم الكنسية، لكنه رغم شعبيته المقنعة لم يزد عدد المنضمين لـ"مجموعاته"على الفيس بوك أكثر من 5000 عضو، وهي نسبة متدنية  مقارنة بـ "يؤانس"أقرب منافسيه.

وعلى خط  المنافسة يدخل الأنبا موسى أسقف الشباب، والذي يلقب بـ"الأسقف المحبوب"، محبو"موسى " روجوا له على الفيس بوك باعتباره القادر على التواصل مع الشباب، ويتميز الأسقف المحبوب بالهدوء، والسماحة التي تقربه إلى حد كبير من البطريرك، لكن طبيعة أسقف

الشباب الهادئة وبعده عن الصراع دفع به إلى ترتيب متأخر في جدول المنافسة.

ويقبع الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة، في مؤخرة جدول المنافسة على المقعد البابوي، متسلحا بقدرته على الإقناع، وخلو إيبارشيته من الصراعات والأحداث الطائفية، غير أن شعبية مرقص داخل الكنيسة لا تؤهله لخوض غمار المنافسة على مقعد البطريرك، خاصة أن مجموعته على الموقع الإجتماعي "فيس بوك" والتي حمل عنوان"نيافةالحبر الجليل الأنبا مرقص"يبلغ عدد المشتركين عليها 43 شخصا.

ولم يقف حد المنافسة عند الأربعة الكبار، إنما رأت بعض الدوائر المهتمة بخلافة البابا أن رهبان دير أبو مقار قد يحسم أحدهم المقعد ،ويرجع ذلك إلى أنهم أيناء "متى المسكين" والقادرين على إقناع الأقباط بوجود أحدهم على كرسي "مارمرقس".

البابا شنودة الثالث أو "بطريرك العرب" يحمل الرقم 117 بين بطاركة الكنيسة، بعد انتخابه في 13 تشرين خلفا للأنبا كيرلس عام 1971، لكنه يبقى الأكثر تأثيرا في قلوب المصريين لمواقفه الوطنية المعلنة..،وشهدت الكنيسة في عصره صعودا يصعب تكراره ليبقى البطريرك القادم دائما محل مقارنة قطعا لن تكون في صالحه.

يذكر أن لائحة انتخاب البطريرك تنص على أن المرشح  لمنصب البابا يجب أن يكون راهباً، وألا يقل عمره عن 40 عاماً، ويكون قد أمضى 15 عاماً في الرهبنة، ولا يقل عدد المرشحين عن 5 ولا يزيد على 7. وتشارك في انتخابهم مع المجمع فئة مختارة من الأقباط، من الأعيان وكبار الموظفين ورجال الدين. ويبقى في المرحلة الأخيرة للانتخاب ثلاثة أسماء وهم الذين حصلوا على أكثر الأصوات ويتم وضع الاسماء الثلاثة داخل صندوق في غرفة مظلمة، ويقوم طفل صغير باختيار أحد الاسماء حتى لو كان الأقل في عدد الأصوات، وهذا ما حدث مع البابا شنودة حيث تم سحب اسمه بينما كان ترتيبه الثالث بعدد الأصوات التي نالها.