عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى الختان.. الفتيات يصارعن عادات الأجداد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"لا لختان الأناث".. جملة تعاد مكررة لمناهضة ختان الأناث، ومناهضة الأضرار النفسية والجسدية التى تصيب الفتيات بسببه ورفض هذه الممارسة المتوارثة.

ومع حلول ذكرى اليوم العالمى لمناهضة ختان الأناث فى يوم 6 فبراير من كل عام، تتعالى صيحات وحملات وقف الختان والعنف ضد الفتيات الصغيرات، ووقف هذه العادات المتوارثة التى تحرم الصغيرات من أنوثتهن وتعكر صفو حياتهن البريئة.
وبالتوافق مع ذكرى اليوم العالمى لمناهضة الختان، أصدرت محكمة استئناف المنصورة بمحافظة الدقهلية، الأسبوع الماضى، حكما يقضي بسجن طبيب لمدة سنتين وثلاثة أشهر بعد عملية ختان أدت إلى وفاة سهير الباتع "13 عاما" وإغلاق مركز الحرمين للجراحة المملوك للطبيب والحكم على والد الطفلة 3 شهور، حيث يأتى هذا الحكم الأول من نوعه تنفيذا للمادة 240 من قانون العقوبات والذي أقر عام 2008 بعد قضية مقتل طفلة محافظة المنيا بدور في 2007.
وكانت الطفلة سهير الباتع صاحبة الـ13 عامًا لقيت مصرعها أثناء إجراء عملية ختان لها بعيادة الطبيب بعد أن تناولت حقنة بدون اختبار الحساسية، ما أدى إلى وفاتها.
ورصدت "بوابة الوفد"، آراء بعض الحقوقيين والمهتمين بقضية ختان الأناث، وقالت عزة كامل مدير مؤسسة أكت، أن الحكم بحبس الطبيب يعتبر رادعا،  بالرغم من تمنيها عدم مزاولتها المهنة مرة أخرى، لافته إلى أنه حكم مهم ويمكن أن يستند إليه فى قضايا مشابهة تقتل فيه الفتيات ويتم تشويههن عضويا ونفسيا تحت مسمى "الختان".
وطالبت كامل، مؤسسات الدولة المختصة أن تراقب عملية ختان الأناث بشكل أكبر، من خلال وزارة الصحة ومراكز الصحة فى المدن الريفية والصعيد.
كما طالبت مؤسسات المجتمع المدنى، أن تقوم بدورها فى تأهيل الفتيات على رفض هذه الممارسة المتوارثة من الأجداد، ومخاطبة الآباء وتوعيتهم بأن هذه ممارسة خاطئة تشوه الفتاة ولا تحافظ عليها كما يعتقدون.
وقالت الدكتورة هدى بدران رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر، أن الأطفال ليسوا أداة أو سلعة يمتلكها الآباء ويتحكمون فيهم، وأن الاستمرار في الموافقة على عملية الختان هي موافقة ضمنية على احتمالات القتل والتشويه.
وأكدت بدران، أن مشاعر الأمومة و الأبوة تقتضى حفظ حقوق الأبناء والحفاظ على حياة الفتيات ومستقبلهن بعدم إجراء عملية الختان ، مشيرة إلى أن الحكم تاريخي، ويمكن أن يستند إليه فى قضايا مشابهة عديدة تقتل فيها الفتيات ويتم تشويههن عضويا ونفسيا تحت مسمى "الختان"، تلك العملية المنتشرة فى مصر والتى تشير المسوح السكانية إلى أن أن 91% من النساء تعرضن لها .
وأشارت بدران إلى أن دماء "بدور" بنت المنيا و"نرمين" بنت المنوفية و"سهير الباتع" بنت الدقهلية وغيرهن من زهور الوطن، تشهد أن هناك استمرارا للجريمة لذا تبرز أهمية العمل المشترك

بين كل الفاعلين والمواجهة الشاملة على كافة المستويات لهذه الجريمة.
وطالبت رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر، بتغليظ وتشديد عقوبة الختان عبر تغيير المادة 240 من قانون العقوبات، كما طالبت نقابة الأطباء باتخاذ موقف واضح ووقف كل طبيب يثبت تورطه في مثل هذه العمليات التي تؤدى إلى القتل وتجريمها بشكل كامل إلا في حالات الضرورة الطبية .
ومن جانبها انتقدت مارجريت عازر عضو منظمة حقوق الإنسان المصرية، أول حكم قضائي حيال الطبيب المتهم بالتسبب في وفاة الطفلة سهير الباتع، وصفا إياه بالحكم«غير رادع» لمثل هؤلاء المخالفين للقانون.
وأضافت عازر، أن الدكتور الذى أجرى عملية الختان للفتاة، خالف مهنته والقانون، وهو يلحق الضرر بالمجتمع ككل قائلة "ولو البنت مماتتش كان هيستمر في أفعاله"، مطالبه بتغليظ العقوبة في هذه الجرائم، وضرورة متابعة تنفيذ أحكام القضاء.
وأكدت عضو منظمة حقوق الإنسان المصرية، أن عقاب والد الفتاة الحقيقى هو حرمانه من بنته، مطالبه بسن قانون على أولياء الأمور الذين يعتقدون أنهم ينفذون تعاليم دينية، مشيرةً إلى أن الأب شارك في الجريمة.
والجدير بالذكر أن منظمة يونيسيف مصر أعلنت أمس الأربعاء، تقريرا توضيحيا "إنفوجراف" تحت عنوان "أوقفوا ختان الإناث".
وأظهر التقرير نسبة عمليات الختان التي أجريت لـ 125 مليون أنثى في 29 دولة حول العالم، مؤكدة احتلال مصر للمركز الأول عالميا في ممارسة هذه العادة التي وصفتها بالضارة.
وأشارت فى الإحصائية الصادرة، إلى أن المركز الثانى جاء من نصيب  إثيوبيا بـ 23.8 مليون فتاة مختتنة، بينما أتت نيجيريا فى المركز الثالث بعدد 19.9 مليون فتاة.
وأوضح ائتلاف الجمعيات الأهلية لمناهضة الختان، أن 17% من الفتيات دون سن 14 سنة يخضعن إلى عمليات الختان، في جميع أنحاء العالم، وهناك نحو 140 مليون امرأة يتعايشن حاليا مع آثار الختان.