عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحلة السادات من "عتال" إلى رئيس للجمهورية

محمد أنور السادات
محمد أنور السادات

"إن أقوى الأسلحة التى امتلكها الإنسان وسوف يظل لها دائماً فاعليتها الحاسمة هى روح الصمود".. كلمات رددها الرئيس الراحل السادات في أحد خطاباته الرنانة، وكأنه يوصف كيفية تغلبه على سنين الألم التى مر بها خلال فترة حياته أن يصبح رئيسًا للجمهورية.

و فى ذكرى مولده، ترصد "الوفد" المراحل التى أثرت فى شخصية السادات، منذ مولده ومروراً بعمله "عتالًا" على سيارة نقل، وحتى توليه منصب رئيسًا للجمهورية.
ولد السادات بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، سنة 1918، والتحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثانٍ، وتدرج بالمناصب حتى اختارته القيادة فى أوائل 1939، للحصول على فرقة إشارة بمدرسة الإشارة بالمعادي.
و فى عام 1942، قام السادات بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان "ضد الإنجليز"؛ لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر، بعد أن ضيق الإنجليز قبضتهم على مصر، ما أدى إلى حبسه، وطرده من الجيش، وظل عامين كاملين بالجيش إلى أن تمكن من الهروب، وعمل "عتالا" على إحدى سيارات النقل، وظل بعيدًا من بيته ثلاثة أعوام بلا مأوى حتى إلغاء الأحكام العرفية عام 1945.
وفي السادس من يناير عام 1946، تم الزج بأنور السادات إلى سجن الأجانب، وذلك لاتهامه بمساعدة حسين توفيق فى مقتل أمين عثمان باشا، مر خلال هذه الفترة السادات بأسوأ تجربة داخل الزنزانة 54، ما دفعه إلى هدم جدار السجن عام 1975عند توليه منصب الرئاسة، وقال فى ذلك: "إن أي سجن من هذا القبيل يجب أن يدمر ويستبدل به آخر يكون مناسبا لآدمية الإنسان".
وعقب خروجه من السجن عمل مراجعًا صحفيًا بمجلة "المصور" حتى ديسمبر 1948، ثم عمل بالأعمال الحرة مع صديقه حسن عزت، وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد، الطبيب الخاص بالملك فاروق، وانضم الى الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش الذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فى عام 1951، وفي عام 1952 قامت الثورة واشترك بها السادات، وأذاع بصوته بيان الثورة، وأسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.
في عام 1953، أسند إليه رئاسة تحرير جريدة "الجمهورية"، ثم عين عام 1954 وزير دولة فى أول تشكيل وزارى بعد الثورة، كما انتخب في عام 1960 رئيسًا لمجلس الأمة، وفي عام 1969 اختاره جمال عبدالناصر نائبًا له، وظل بالمنصب حتى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر فى  28 سبتمبر 1970، وكونه نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية، وأصدر دستورًا جديدًا لمصر عام 1971.
وفى السادس من أكتوبر عام 1973، قاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل، عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس، وعقب الحرب قرر الاتجاه الى الناحية الاقتصادية، وعمل الإصلاحيات اللازمة ودفع عجلة الانتاج إلى الإمام، وهو ما دفعه إلى إصدار قرار "الانفتاح الاقتصادى".
وفى بتاريخ 19 نوفمبر 1977، فاجأ السادات العالم بزيارته

للقدس طالبًا السلام بين مصر وإسرائيل، مرددًا خطبته الشهيرة داخل الكنيست الإسرائيلى، وختم كلمته بـ"سيناء الحلم والأمل لن تضيع ولن يسكنها الغرباء"، وعقب ذلك بعام سافر إلى الولايات المتحدة، وتم توقيع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
وبحلول خريف عام 1981، قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتّاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين، ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلا، على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.
أثناء احتفاله بنصر أكتوبر عام 1881، تم اغتياله على يد خالد الإسلامبولى، من التابعين للمنظمات الإسلامية، حيث أُطلق الرصاص عليه أثناء حضوره العرض العسكرى للقوات المسلحة، ما أدى إلى إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه أسفر عنها وفاته.
مقولات رنانة
عرف عن السادات أنه كان خطيبًا مفوهًا وذا شعارات رنانة، فقد خلدت مقولات عدة له يتم ترديدها بين الحين والآخر، ولعل أشهر تلك المقولات ما ردده داخل الكنيست الإسرائيلى: "يا كل ضحايا الحروب املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام"، ومن أبرز شعاراته التى وصف بها العمل الدبلوماسي: "الدبلوماسي رجل يستطيع أن يصمت بلغات عدة".
وفى أروع وصف يمكن أن يقال عن حرب أكتوبر، قال السادات: "إن نصر أكتوبر درس أدرك منه العالم أن السلاح بالإنسان وليس الإنسان بالسلاح"، كما أننا لن نستطيع أن ننسى يومًا حديثه عن السلام: "حاربنا من أجل السلام الوحيد الذى يستحق وقفة سلام، وهو السلام القائم على العدل".
ومن الرسالات التى وجهها السادات للشباب لنبذ العنف و التعصب الدينى وتعلم سماحة الدين الإسلامى والمسيحى، ما قاله فى إحدى خطاباته الأخيرة: "وطننا من قديم هو وطن السماحة والإخاء وفى أبنائه هذا الحس العميق الذى يستطيعون به أن يميزوا بدقة بين جوهر الدين فى صفائه وبين التعصب فى جموحه وخطره مهما تستر برداء الدين إسلاميا كان أو مسيحيا".