عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشباب العربي.. بين نار التكفيريين ومطرقة الملحدين

بوابة الوفد الإلكترونية

أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، تقريرًا حول ظاهرة الإلحاد بين الشباب في الدول الإسلامية، يلخص أبرز الأسباب التي تدفع الشباب إلى الإلحاد.

وحمّل التقرير الجماعات الإسلامية المتشددة مسئولية تزايد عدد الملحدين، لتشويههم تعاليم الدين الحنيف وترسيخ صورة وحشية له، لما يرتكبونه من أعمال ترهيب وذبح باسم الدين.

 وذكر التقرير أن الأعداد التي نشرها التقرير أيضًا، كشفت عن حجم الملحدين الطبيعي في بعض الدول العربية، والتي جاءت أٌقل كثيرًا مما أثير خلال الفترة الماضية، حيث أشار إلى أن تونس بها 320 ملحدًا، وفي العراق 242 ملحدًا، وفي السعودية 178 ملحدًا، وفي الأردن 170 ملحدًا، وفي السودان 70 ملحدًا فقط، وفي سوريا 56، بينما في ليبيا 34 ملحدًا، أما اليمن ففيها 32 ملحدًا.

واعتبر التقرير أن مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة وفرت للملحدين مساحات كبيرة من الحرية أكثر أمانًا لهم للتعبير عن آرائهم ووجهة نظرهم في رفض الدين، بعيدًا عن المحاذير التي تخلقها الأعراف الدينية والاجتماعية، مشيرًا إلى وجود صفحات تدعو صراحة إلى الإلحاد وتحمل عناوين، مثل: "أنا ملحد" و"ملحد وأفتخر" وغيرها.

وأرجع مؤسس صفحة "أنا ملحد" سبب تزايد عدد الملحدين بعد ثورة 25 يناير 2011، إلى كسر حاجز الخوف عند الشباب، مشيرًا إلى أن الأعضاء المسجلين على صفحات الإلحاد لا يمثلون الأعداد الحقيقية، وأن التزايد لا يقتصر على مصر بل في العالم  كله.

وأوضح مؤسس الصفحة أن تزايد الإلحاد يعود إلى تشدد الخطاب الديني، مشيرًا إلى أن ممارسات بعض المتشددين أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي كانت سببًا في تغيير عقيدة الكثيرين.

ومن جانبها، أكدت نادية حليم، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الفارق كبير بين من يعتنق فكرًا مثل الفكر الماركسي، وبين من يعترف بوجود الله، مشيرة إلى أن الشباب في الماضي كانوا يستندون إلى آراء وأفكار أما الآن فالبعض يتخذ الحرية سبيلًا للفوضى، والإلحاد وسيلة للشهرة.

وأوضحت حليم أن الخطاب الديني المتشدد أحد أهم أسباب انتشار ظاهرة

الإلحاد، وأن هذا الخطاب الذي تصدره الجماعات المتشددة، تُؤصّل لأهم مشكلات التدين في العصر الحاضر وهو الصراع بين الجوهر الروحي والخلقي الذي يمثل حقيقة الإسلام وبين القشرة الشكلية، مشددة على ضرورة احتواء الشباب والاهتمام بالثقافات المختلفة حتى لا ينجرفوا إلى الأفكار الوهمية ومن ثم الوقوع في أيدي الجماعات المسلحة.

وحذّر نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية السابق، من المواقع التي تدعو إلى الإلحاد على شبكة الإنترنت، موضحًا أن الأمر بالغ الخطورة، ويستدعي تكاتف الهيئات الدينية وتطوير الوسائل الدعوية للوصول إلى قطاعات كبيرة من الشباب وعدم تركهم فريسة لتلك الأفكار المريضة.

وطالب واصل الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وكل التيارات والجمعيات العاملة في مجال الدعوة، بتنسيق الجهود لحماية الشباب وتحصين عقائدهم.

واعتبر أشرف السويسي، أستاذ مقارنة الأديان، أن ظاهرة الإلحاد تزايدت مع انتشار استخدام "فيس بوك"، وظهور صفحات من عيّنة الملحدين الجدد والإلحاد.

وأشار السويسي إلى أن الإلحاد ظهر في مصر في العصر الحديث عام 1937 على يد الدكتور إسماعيل أدهم الذي كشف في كتابه "لماذا أنا ملحد؟" عن إلحاده، وظهرت ردود إسلامية راقية فلم يكفّروه ولم يهدروا دمه وانتهت القضية برمتها بانتحار إسماعيل أدهم نفسه عام 1940.

وطالب السويسي بالتحاور بالحسنى مع الملحدين، وإرجاعهم إلى الإيمان بالبيان، وتوضيح المفاهيم الخاطئة حول ما يؤمنون به.