صور ـ هنا الصعيد.. السلاح في يد الجميع

محافظات الصعيد، التي سقطت من ذاكرة كل الأنظمة، فلا خدمات، ولا طرق، لا تعليم، الأمر الذي جعلها مناخًا خصبًا لرواج التجارات غير المشروعة، أبرزها تجارة السلاح.

التعليم المهمل لعقود، الثأر، الصراعات القبلية.. كلها عوامل أدت لرواج ونمو هذه الصناعة. فكل عائلة في الصعيد تقتني السلاح لعقيدة راسخة بداخلهم، بأنه مكمن القوة والردع لكل من تسول له نفسه الاعتداء على العائلة أو يمسها بسوء.
تجارة الموت ازدهرت كثيرًا بعد ثورة 25 يناير، ومع ما شهدته البلاد من انفلات أمني، حيث تفنن تجار تجارة الموت في طرق نقل تجارتهم، والتنقل بها عبر الصحراء ووسط الجحور، للوصول لزبائنهم من العائلات المتصارعة على الزعامة ، أو من يجاهد من أجل الثار.
الثورة الليبية سبب النكبة على الصعيد بعد الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي دخلت ليبيا مرحلة الفوضى واستولى عدد من

الثوار ومن تجار السلاح العالمي علي مخازن السلاح التي أقامها القذافي في جميع أنحاء ليبيا، الصعيد كان حاضرا في المشهد واستطاعت مافيا السلاح أن تغزو الصعيد بكل الأسلحة المتطورة، فبعدما كان الكلاشينكوف والأسلحة التقليدية، جاء الجيرنوف، والهاون، والرشاش متعدد، والرشاش النصف بوصة، بل والمضاد للطائرات ليسيطر على سوق السلاح في الصعيد.
الأطفال وقود هذه التجارة، أطفال الصعيد طالهم الظلم والحرمان، فبدلا من اقتناء اللعب كالقطار،  والعروسة وغيرهم ليعيشوا براءتهم، استبدلوه بالبندقية الكلاشينكوف " الآلي " ليكون هو لعبتهم وهوايتهم، مما يعد قتلا لبرائتهم وطفولتهم.