رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شهادة صحفى شهد فض رابعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأ يوم 14 اغسطس 2013 ,يوم فض اعتصام "رابعة"، باتصال من صديقي محمد علاء، الصحفي بجريدة "الشروق"، في الساعة السادسة صباحاً، قال لي "الفض بدأ". كنا قد اتفقنا على التغطية سوياً في معركة الفض مسبقاً وكنت مكلف من "بوابة الوفد" بتغطية فض الاعتصام، فهرعت من منزلي الساعة السادسة والنصف متجهاً صوب ميدان رابعة، مستقلاً تاكسي.

وصل بي السائق قرب الميدان الساعة السابعة صباحا في مدينة نصر، ثم منعته قوات الجيش التي كانت متمركزة في منطقة ميدان الساعة وأول شارع عباس العقاد، وحوطت قوات الجيش أيضاً  كل مداخل رابعة من ناحية شارعي الطيران والنصر.
فترجلت ناحية ميدان الساعة وقابلت صديقي محمد علاء، حاولنا الدخول إلي الاعتصام ولكن قوات الجيش منعتنا من الدخول رغم حملنا لـ "بطاقة الجريدة"، وأعمدة الدخان تتصاعد من الاعتصام وأبخرة الغاز تملأ الهواء، وتقابلت مع صديقي محمد موسى، زميلي فى بوابة الوفد، وفي نفس الوقت كانت مجموعات إخوانية تتجمع عند مدخل ميدان رابعة من ناحية ميدان الساعة، عند الأسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الجيش والشرطة، وبعد بعض الهتافات والمناوشات أطلقت عليهم قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع للتحذير، و كلما فرقتهم الشرطة عادوا في التجمع مطلقين الألعاب النارية والحجارة عليهم. وعقدت العزم على أن أدخل داخل اعتصام رابعة بأي طريقة حتى أرصد الحقيقة، وتفرقت عن صديقي اللذان فضلا عدم دخول الاعتصام، فقررت الدخول بأي طريقة من الشوارع الجانبية التي كانت مشتعلة بالاشتباكات بين قوات الشرطة والإخوان والكر والفر والهلع من أهالي المنطقة واختبئت مع مجموعة من الإخوان داخل عقار حتى هدأ الوضع وحاولت تجنب الشوارع التي تدور فيها اشتباكات عنيفة حتى تمكنت من دخول الاعتصام الساعة الحادية عشر بعد محاولات مضنية للدخول استمرت لأربع ساعات.
في الاعتصام كان الوضع هادئاً قليلاً في منتصف الاعتصام والاشتباكات دائرة بين عناصر الإخوان والشرطة، وكانت الشرطة نجحت في فض نصف الاعتصام حيث تقلص الاعتصام في شارع النصر إلي نصفه وكذا في شارع الطيران، لم يتبقى سوي منصة رابعة التي كانت لا تتوقف عن إعلان أرقام الضحايا والمصابين، والدعاء ودعوة المعتصمين للثبات، ولم تبقى أيضا غير ما لا يزيد عن 100 متر في طريق النصر ومثله في شارع الطيران، وكان الإحباط واليأس والحسرة على وجوه المعتصمين، وكان أكثرهم ثباتاً الاخوان اعضاء اللجان التأمنية الذين كانوا يطلقون على الشرطة الرصاص الحي و الخرطوش وزجاجات المولوتوف مستترين وراء جدران من الرمل والألواح الحديدية.

كانت الشرطة في شارع النصر والطيران تشتبك مع عناصر الاخوان، والخراب والتدمير والحرائق في كل مكان. واتجهت للمستشفى الميداني بالقرب من مسجد رابعة العدوية، التى كنا نمنع من دخولها لكني لم أجد أي فرد تأمين يمنعني فدخلت ورأيت عشرات القتلى ومئات المصابين، وعمد المعتصمين على تكفين المتوفيين في حينها حتى يتمكنوا من دفنهم سوياً، عقب نجاحهم في التصدى للفض كما اعتقدوا، وفي الساعة الثانية تقريباً كانت منصة رابعة تدعي أن هناك 3 آلاف قتيل حتى الآن لم يكن هناك أحد من القيادات على المنصة مثل محمد البلتاجي وصفوت حجازي وعصام العريان، الذي كانوا نجوم منصة رابعة طيلة 46 يوما، والغاز تصاعد

بكثافة وبالإضافة إلى أعمدة الدخان حتى صار الظهر وكأنه وقت غروب الشمس لا ترى قرص الشمس.

وفي الساعة الثالثة ونصف اتخذت الداخلية قرارا بالهجوم  من أربع اتجاهات لفض الاعتصام، الغاز يلقى من كل حدب وصوب و"اللوادر" تذيل كل ما تجده أمامها، الميكروفونات تذيع أن الاعتصام مراقب من منظمات المجتمع المدني وبإذن من النيابة العامة ومدرعات الامن المركزى تتحرك وورائهم عدد لا حصر به من أفراد القوات الخاصة، في ذلك الوقت حالة الهلع انتابت الجميع إلا قليلاً.
في طريق الهروب بين المعتصمين وجدت أحد المصابين طلب مني صديقه أن أحمله إلى أي مستشفى حملته معه حتى وضعناه في أحد العقارات واختبأت في أحد العقارات المجاورة للاعتصام ومعنا الشاب المصاب، وعمد المعتصمين الى تقطيع صور المعزول مرسي وإلقاء أي اوراق يؤكد علاقتهم بالاعتصام، وكانت الشرطة نجحت في فض الاعتصام بالكامل وبدأت القوات الخاصة بتمشيط المنطقة المجاورة، وبعض المعتصمين اتجهوا إلي الممر الآمن في شارع يوسف عباس . وخرجت حاملاً الشاب المصاب مع صديقه، حتى وجدنا سيارة لنقله للمستشفى وبدأت في الساعة السادسة محاولة الخروج ومازالت بعض الاشتباكات المحدودة في بعض الشوارع الجانبية ..فأردت أن أذهب للشرطة وتقديم كارنيه الجريدة، حينما وصلت لأقرب مجموعة من القوات الخاصة شكوا في كوني صحفي بسبب الدماء التي أغرقت الـ "تي شيرت"، بسبب المصاب الذي حملته، وهناك العشرات من المقبوض عليهم من عناصر الشغب في الاعتصام ، وفوجئت بأحد ضباط القوات الخاصة الملثمين قال لي إنه يعرفني وكنا سويا في المدرسة الابتدائية، وقال لي "إجري يالا من هنا بسرعة"، فحمدت الله على ذلك، ونصحني الشرطي الذي لا أعرفه حتى الآن، أن أستبدل الـ"تي شيرت" الملوث بدماء بلبس آخر فوجدت تي شيرت تركه أحد المعتصمين وارتديته وفي الطريق قامت قوات الجيش والشرطة بتفتيشي عدة مرات ورافقني عدد كبير من المعتمصين الذين تركوهم يرحلوا. وذهبت إلي صديقي محمد علاء الذي كان ينتظرني من الساعة الرابعة وحتى الثامنة مساءً،وهو في حالة قلق كبير ثم رحلنا إلي منازلنا، وحمدت الله أنى عدت إلي بيتي علي قدمي .