رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جيران رابعة: نحتاج لعلاج نفسي

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل علينا غدًا الذكرى الأولى للحادث الذى أثار ضجة ليس فى مصر فقط، بل فى العالم أجمع، ألا وهو فض اعتصامي "رابعة والنهضة".

استيقظ المصريون في هذا اليوم من سباتهم على أخبار اقتحام قوات الشرطة لاعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة، وأخذ الجميع يتابع المشاهد عبر شاشات التلفاز، فرأينا جميعا صناديق الأسلحة فى الاعتصام "السلمى" كما كانوا يزعمون، ورأينا الاعتداءات على جنود الأمن المركزى أيضا، ورأينا جثثا وأشلاء للمعتصمين الذين قتلوا نتيجة الإشتباكات الدامية مع قوات الشرطة.
ورأينا تمسكا رهيبا بمبدأ ظنوا صوابه، ففقدوا حياتهم من أجله، أو أصيبوا من أجل أمل لن يأتى، ولن يجدوه حقيقة سوى فى خيالاتهم، فإن اعتقادهم "بعودة مرسى" أطاح بحياتهم! وفى الذكرى الأولى لاعتصام رابعة، رصدت بوابة الوفد، روايات وحكايات "جيران رابعة"، من القانطين بالمنطقة وشهود عيان على ما حدث بها سواء فى لحظات الفض، أو طيلة 48 يوما من "احتلال رابعة" .
وشهد شاهد من أهلها أكد "طارق رزق"، أحد المعتصمين بميدان رابعة العدوية، أن ما أثير بشأن مبيتهم داخل مداخل العقارات، وتكدسهم أمام أبوابها، أنه حدث بالفعل قائلا " أكيد أومال كنا هننام فين؟"، فضلا عن تأكيده بأنهم أقاموا ملاهي مائية للأطفال داخل الاعتصام.
وأضاف رزق أن الاعتصام كان يضم شتى طوائف المجتمع، لافتا إلى أنه لم يكن هناك أسر كاملة متواجدة وتعيش حياتها بصورة كاملة داخل الخيام، بينما كان هناك من يتناوبون على الاعتصام الميدان، وكان من الممكن أن يصطحب الرجل أسرته بالكامل إلى الاعتصام ولكن تغادر النساء لتعود إلى المنازل حتى إذا لم يغادر رب الأسرة.
كما أشار رزق إلى أنهم كانوا يقسمون أنفسهم للتناوب على الاعتصام الميدان، فمن لديه عمل بالنهار يتركه مع من يعمل ليلا، والعكس صحيح، مبينا أن هناك من هو مقيم بصفة دائمة داخل الاعتصام لا يتركه.
ولفت رزق إلى أنهم أقاموا بالفعل لجان شعبية لتفتيش القادمين إلى الاعتصام ورؤية هوياتهم الشخصية للتأكد منها، مؤكدا أنهم لم يكونوا يمنعون أحدا من الدخول، اعتبارا أنه شخص متضامن معهم، مبينا أن الأعداد الثابتة فى الميدان كانت تقارب 150ألف شخص، ولكن تصل إلى الملايين فى أيام الجمعة.
وبشأن ما أثير حول وجود القمامة بصورة كبيرة داخل الميدان، قال رزق، إن كل المعتصمين كانوا كل صباح ينظفون المكان الذى يمكثون فيه، ويخرجون القمامة خارج نطاق الميدان، ولكن المشكلة أنه لم تأت سيارات لنقل القمامة، الأمر الذى تسبب فى انتشارها و انتشار الروائح الكريهة بالميدان.
بينما أشار رزق إلى أنه فى أول

ى أيام الاعتصام، كانت تحدث الكثير من المشادات بين اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين المداخل وبين ساكنى العقارات بسبب التفتيش الدائم لهم، ولكن لم يتعدى الأمر مشادات كلامية بسيطة، لافتا إلى أن نسبة كبيرة من قاطنى محيط رابعة العدوية، كانت تدعمهم، إما بالأموال أو بالطعام والشراب والغطاء، أو حتى بكلمة مؤازرة لهم. بينما هناك آخرين معترضين، قائلا "اللى كان معترض كان معترض على كل حاجة وأى حاجة فى الاعتصام".
كانوا بيتدربوا بالخوذ والعصيان فيما قال "محمد مجدى"، ساكن بأحد العقارات المطلة على ميدان رابعة، أنه كان يشاهد المعتصمين أثناء تدريبهم، إذ كانوا يرتدون خوذات صفراء اللوء وممسكين بعصى ويجرون حول الإعتصام، مضيفا أن أبرز الأسلحة التى رآها داخل الإعتصام كانت العصى والمطاوى.
وأضاف مجدى، أنهم كانوا لا يستطيعون التحرك من العمارة بسبب المصلين، إذ أنهم كانوا يصلون فى "أى مكان"، لافتا إلى أنه فى أول
أيام الاعتصام كان يتشاجر هو وأصدقاؤه مع مسئولى اللجان الشعبية الخاصة بتأمين الميدان أثناء عملية تفتيشهم للتحقق من هوياتهم، ولكن مع طول مدة الاعتصام أصبح الأمر طبيعيا عليهم.
كما أشار مجدى إلى أن العدد كان متسببا فى ضجيج عالى وإزعاج كبير، قائلا "لو فاتحين 15 تكييف مش هنسمع برضه غير صوتهم بره، مكانوش بيناموا تقريبا ولا إيه"، مؤكدا أن هناك قمامة كثيرة جدا كانت متواجدة بالمكان، وكانت رائحة الميدان كريهة للغاية، إذ أن المعتصمين لم يغادروا الميدان طيلة 48 يوما متواصلين، قائلا "ده إحنا من كتر م شوفناهم حفظنا أشكالهم" .
ومن جانبه أكد محمد على أن رمضان العام الماضي كان أسوأ رمضان مر علي سكان المنطقة، فكانوا لا يستطيعون الاستمتاع بطقوس رمضان من عزائم عائلية، فكانوا معزولين لا يستطيعون الخروج ولا يستطيع أحد أن يأتى إليهم.
"معظمهم كانوا قابضين", عبارة بدأت بها أمل سعيد، القاطنة بعباس العقاد حديثها لبوابة الوفد لتضيف أن من كانوا متواجدين باعتصام رابعة العدوية معظمهم من "الأرياف"، والبعض الآخر كان شباب"معمولهم غسيل مخ"، كى يظلوا متمسكين بفكرهم وتواجدهم داخل الاعتصام، مشيرة إلى أن كثيرا من المعتصمين كانوا "قابضين"، إذ أنها من محافظة الشرقية ورأت الكثيرين من بلدتها "ميت غمر" عائدين إلى المحافظة معهم أموال من الاعتصام.
وأضافت الراوية، أنها كانت ترى "ميكروباصات"، بها "فلاحين" قادمين إلى الاعتصام قبل الإفطار، مصطحبين معهم أطفالهم.
أما بالنسبة لوجود السلاح داخل الاعتصام، فأوضحت أمل ، أنه كان على مدخل كل شارع من الشوارع المحيطة بالاعتصام سيارة ربع نقل ممتلئة بالسلاح، ولكنها لا تعى أنواع الأسلحة الموجودة لكنها لمحت أكثر من مرة بنادق، ولكنهم كانوا يغطونهم "بشكاير".
كما أكدت الشاهدة، أن الممرات بين العمارات فى شارع أنور المفتى فى آخر أيام الاعتصام كانت متكدسة بالمولوتوف و السلاح.
وفى مشهد آخر، وصفت الراوية، أنه كانت "داعيات" المساجد المحيطة يتحدثون مع السيدات فى الاعتصام لإقناعهم بأنهم على صواب كى يظلوا متواجدين بداخل رابعة، لافتة إلى أن عدد الأطفال داخل الاعتصام كان كثيرا للغاية، حتى أنهم جعلوهم يطوفون بكفنهم حول الاعتصام.
وبشأن يوم الفض ، روت أمل، أنهم وجدوا من الساعة 2 صباحا سيارات أمن مركزى توقفت بالقرب من الاعتصام وخرج منها أفراد يرتدون زيا مدنيا انتشروا فى الشوراع المحيطة.

شاهد الفيديو: