رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أبطال ثورة 30 يونيو في طى النسيان

بوابة الوفد الإلكترونية

مرت الأمة المصرية بالعديد والعديد من الأحداث العاصفة في الفترة الأخيرة، فبعد اندلاع الثورة بموجتها الأولي والثانية جرت العديد من التحولات علي المجتمع المصري فاختفت وجوه وسطعت أسماء في سماء الشارع المصري.

ولعل الجدير بالذكر وإلقاء الضوء هو اختفاء بعض الأسماء من علي الساحة، أسماء أعدها الوسط السياسي يوماً أبطالاً وخونة يوماً آخر .. فذاك هو حال ذاكرة الأمة المصرية التى لا تخضع لمار ولا ترسو عند أى شاطىء. 
عمرو حمزاوى
عرفه الشارع السياسي ثائراً قبل اندلاع الثورة نفسها ، فحمزاوى كبير الباحثين لدراسات الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، والمحاضر بجامعة القاهرة وجامعة برلين الحرة ، وفد إلي مصر صارخاً في وجه المجتمع، ومطالباً بحق كل مقيد في الحريات الدينية والديمقراطية، حتى طاردته الشائعات التى اقتنصت الكثير من حرياته من كونه علمانى أو ذا أصول يهودية وأخيراً  كونه بهائى الديانة.
ومع اندلاع ثورة يناير خرج حمزاوى في أول الصفوف .. ثار مع الجمع وهتف وصرخ في وجه النظام حتى أُسقط في مشهد هز العالم أجمع بتخلي طاغوت مثل مبارك عن منصبه بأيادى ثائرة، ومع ذلك رفض أن يجنى مكاسبها كما فعل إخوانه، فرفض عمرو حمزاوي منصب وزير الشباب في حكومة أحمد شفيق لتصريف الأعمال في فبراير عام 2011، كما اعتذر عن شغل نفس الحقيبة الوزارية لاحقا في حكومة عصام شرف بعد لقاء مماثل مع رئيس حكومة ثورة 25 يناير، لرفضه تكون المناصب التنفيذية بالتعيين.
في ذاك الوقت  تم تعيين حمزاوي في المجلس القومي لحقوق الإنسان في إبريل 2011، كما أعلن حمزاوي عن المشاركة في تأسيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي في نهاية مارس 2011 قبل أن ينفصل لإنشاء حزب مصر الحرية.
وتدور الأحداث علي الساحة السياسية وحمزاوى علي حاله ولم يعتنق الحياد يوماً " معارضاً حتى النهاية " ، فلم يتنازل ولم يضع يداه في أيدى جماعة الإخوان الحاكمة حتى أنه عارضهم بشدة علي خلفية أحداث العنف التى شهدتها البلاد في الذكرى الثانية لثورة يناير، مردداً إحدى عباراته الشهيرة "النظام الحاكم يستخدم نفس أدوات مبارك لتشويه المعارضة" ، ومع ذلك ظلت الملاحقات الأمنية تطارده باتهامه بالجلوس علي مائدة الإخوان والتفاوض معهم في اجتماعات غير معلنة.
ثم اندلعت ثورة الغضب الثانية التى أزالت الغشاوة من علي أعين الجميع وشارك حمزاوى فيها أيضاً موقعاً استمارة تمرد ومشاركاً في مليونيات الثورة لأيامها الثلاث ، حتى أنه أكد في أحد حوارته الصحفية علي تأييده لمطالب يونيو قائلاً "عندما وقعتُ استمارة " تمرد"، كل ما كان فى ذهنى هو انتخابات رئاسية مبكرة، هذا هو الإجراء الديمقراطى الوحيد. هناك رئيس أتى بصندوق الانتخابات ولا بد أن نصرفه بنفس الطريقة".
بعدها انقلبت الطاولة علي رأس حمزاوى عندما أعلن رفضه لما أسماه المرشح العسكرى في إشارة إلي الرئيس الحالي ، ليمكل بموقفه مبدأ المعارضة حتى النهاية، الأمر الذي أغضب مؤيدى الرئيس ووضع حمزاوى علي هامش الحياة السياسية في مصر ويختفي من علي الساحة السياسية والإعلامية التى لا تستمر منصتها ولا كراسيها لأحد.
البرادعى
أكثر الشخصيات السياسية التى أثارت جدلاً في الآونة الأخيرة ، فهو محمد البرادعى الذي أعده إعلام مبارك  خائناً للوطن العربي والمتهم الأول في دخول أمريكا العراق لتشويه صورته أمام المجتمع المصري ، وهو المناضل الأول الذي تحدى مبارك في عز جبروته .. ثم تتفاوت الأحداث وتتقلب المواقف حتى بات طريد المجتمع المصري بعد أحداث ثورة يونيو.
في مارس 2010 كان هناك اتفاق عام على ضرورة توحد جميع الأصوات الداعية للتغيير في إطار جمعية وطنية تحت عنوان الجمعية الوطنية للتغيير التى ترأسها محمد البرادعى والتى ساهمت فيما بعد في ثورة يناير.
بعد انطلاق الثورة وإسقاط المخلوع مبارك ، وتولي المؤسسة العسكرية شئون البلاد ظهر اتجاه عام ساد في الشارع المصري ينادى بتبكير الانتخابات الرئاسية التى ترشح فيها البرادعى ثم انسحب فيما بعد خاسفاً بآمال الشباب ومعتذراً عن خوض ما أسماه بـ"المسرحية"، حتى أنه ردد فيما بعد أن ما يحدث علي الساحة المصرية هى " مسرحية سياسية يقودها النظام الإخوانى الذي لن يستمر لأكثر من عام ، الأمر الذي تحقق فيما بعد.
في خضم تلك الفترة وبالتحديد في منتصف عام 2012، دعى البرادعى إلي إنشاء حزب يضم شباب الثورة تحت اسم الدستور، وفي أواخر العام ذاته في ديسمبر 2012 قاد جبهة الإنقاذ الوطني، وهي تحالف لأبرز الأحزاب المصرية المعارضة لقرارات رئيس الجمهورية محمد مرسي بعد إعلان الرئيس محمد مرسي تحصين قراراته بشكل مؤقت ريثما يتم تفعيل دستور مصر الجديد،  وقتها قام البرادعي باتهام الرئيس المنتخب بالانقلاب على الديمقراطية، وأنه فقد شرعيته وهدد بتدخل القوات المسلحة في حالة استمرار الحالة التي تشهدها البلاد، ودعا الدول الغربية إلى التدخل لإنقاذ الثورة من مرسي،الذي وصفه بأنه "نصب نفسه حاكما بأمر الله".
وبعد انفجار الغضب المصري الكامن علي نظام الإخوان بثورة يونيو، كان البرادعي من أبرز المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء ولكن اعترضات بعض الأحزاب المصرية حالت دونه والمنصب، حتى إصدار الرئيس المؤقت عدلي منصور قرارا بتعيينه نائبًا لرئاسة الجمهورية للشئون الخارجية في 9 يوليو 2013.
تقدمت بعدها عدة جهات ببلاغات للنائب العام ضد البرادعي بتهمة الانقلاب على الشرعية والخيانة العظمي، ولكنه أوضح في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي محمود سعد أنه لا يقصد أن يدعو الحكومات الغربية إلى التدخل بل يقصد تعاطف الشعوب في الغرب.
ولم تمر الأيام إلا وانقلب الشارع المصري علي د. البرادعى واتهموه بالخيانة العظمى بعد استقالته من منصبة كنائب لرئاسة الجمهورية في أخطر الفترات التى مرت بها الدولة عقب فض اعتصام رابعة وتخليه عن أهداف الثوار الذين أوصلوه لهذا المنصب لينزوى البرادعى في خانة أعداء الوطن ويفر

هارباً خارج حدود البلاد ويتقلص اسمه في رئاسة شرفيه للحزب الذي أسسه وكحلم زائل لشباب الثورة.
بلال فضل
هو كاتب الشباب وقلم المعارضة علي أوراق إحدى الجرائد المستقلة في العهد البائد لكلا من المخلوع والمعزول ، ففضل تتلمذ في مدرسة الدستور التى أسسها إبراهيم عيسي وكان من مناضلي ثورتى يناير ويونيو ومن أبطالها وكان ممن خسف بهم أيضاً في خضم الأحداث.
تتابعت المحطات الإعلامية التى مر بها فضل في تاريخه الصحفي، فمن جريدة الدستور إلي المصري اليوم حتى الشروق ، وكلها من الجرائد المستقلة التى اشتهر فيها فضل بكتاباته المعارضة الصارخة في وجه الأنظمة المستبدة .
كان فضل من الساخطين علي الصمت الشعبي علي أحداث الاستبداد وسلب الحريات من قبل المخلوع ، الأمر الذي نادى به أكثر من مرة ، حتى انطلقت ثورة يناير بصرخات شبابية، الأمر الذى أذهل العالم أجمع ، ثم تتابعت المواقف الثورية في خضم الأعوام السابقة وفضل شاهر بسيفه في وجه النظام.
ولكن بعد انطلاق ثورة يونيو وظهور الميل الشعبي تجاه منقذ الثورة " عبد الفتاح السيسي" ، أنقلب فضل علي الإرادة الشعبية وثار ولم  يلتفت له أحد ووقتها تطاول علي أستاذه " الصحفي محمد حسنين هيكل " حتى منعت جريدة الشروق إصدار مقالاته ليكمم لسان فضل وينزوى علي هامش الأحداث.
وائل غنيم
هو مؤسس صفحة " كلنا خالد سعيد " التى كان لها الفضل الأكبر في تدشين ثورة يناير، ولم تمر أيام على نجاح الثورة الشعبية في تغيير النظام وتنحية الرئيس المصري حسني مبارك إلا وظهر الجدل حول شخصية وائل غنيم ، المدير الإقليمي لتسويق جوجل بالشرق الأوسط، الذي أطلق الشرارة الأولى ودعوات تظاهرات 25 يناير ضد الشرطة ورجالها.
تعددت الانتقادات التى ارتفعت في وجه غنيم إبان الثورة وبعدها خاصة لأنه يعمل في موقع "جوجل" اليهودى ووصفوه بأنه عميل للأمريكان وذلك بعد أن صرح على إحدى المواقع الإلكترونية أن تفكيره في الثورة جاء بعد ظهور وعودة الدكتور محمد البرادعى.
فضل وائل غنيم أن يكون بعيداً عن الأضواء بعد أن كان الأكثر شهرة من نشطاء 25 يناير بعد اختطافه من قبل جهاز أمن الدولة لمدة 12 يوماً قبيل تظاهرات جمعة الغضب، وبعد خروجه ظهر مع الإعلامية منى الشاذلى وانهالت دموع الناشط السياسى التى أحيت الثورة من جديد فى نفوس المحتجين الساعين للإطاحة بالرئيس حسنى مبارك. وبعدها عرف الجميع أنه كان أدمن الصفحة الشهيرة "كلنا خالد سعيد" التى دعت لتظاهرات 25 يناير.
وفي خضم الفترة الأخيرة وبعد تبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة بدلائل صوتيه .. ظهر التسريب الأشهر كلا من غنيم والنجار الذي أذاعه إحدى القنوات التليفزيونية، وفيه تحدثا عن مؤامرة تخوضها أمريكا ، ولكن التسريب لم يظهر أكثر من ذلك ليتفاوت الجدل هل غنيم بطل الثورة المصرية أم عميل أمريكا علي مصر ؟
أحمد حرارة
"أعيش كفيفا مرفوع الرأس وبكرامة أفضل من أن أعيش مبصرا مكسور العين"..كانت هذه أولي كلمات طبيب الأسنان أحمد حرارة أو أحمد البلاسى، بعدما فقد عينه اليمنى يوم 28 يناير 2011، ثم كان فقده العين الأخرى 19 نوفمبر في أحداث محمد محمود، الفاجعة التى آلمت قلوب الكثيرين.
أحمد؛ طبيب أسنان مصري تخرج من كلية الطب بجامعة 6 أكتوبر، في الثلاثين من عمره، لم يشغله يوماً سوى أن يدافع بكرامة عن وطنه، أن يهتف ضد الظلم والفساد.. لم يثنه فقدانه لعينه اليمني يوم جمعة الغضب 28 يناير، ليعود مره أخرى إلى الميدان ويقدم عينه اليسرى ثمناً للحرية.
وعن حرارة فقد بقي لعام كامل طريح الفراش، حتى سافر للعلاج علي نفقة الدولة ليعود في فبراير الماضي مستعيداً بصره وينضم لحزب الدستور ، ومع ذلك ظل حرارة في خانة المنسيين علي الصعيد السياسي حتى تلك اللحظة، ومن المتهمين في أحداث العنف بثورة يناير.