رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معبد: الاختلاف فى الأحكام وسيلة للتيسير لا للتشكيك

بوابة الوفد الإلكترونية

عقدت الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف  بمقر الرابطة محاضرة بعنوان "الاختلاف فى الأحكام وعلاقته بالحديث الشريف" للدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الحديث  بجامعة الأزهر، وذلك ضمن سلسلة الندوات العامة التى تقام على هامش دورة "إعداد الكوادر الأزهرية" التى تقيمها الرابطة.

وقال "معبد"  خلالها إن كثيرًا من الناس ينظرون إلى مسألة الخلاف فى الأحكام على أنها دليل على وجود الخلل فى التفكير أو قصور فى التصور أو على عدم ثبوت هذه الخلافات، فيصبح الأمر بدلاً من أن يكون وسيلة للتيسير على العباد يصبح وسيلة للتشكيك.
وأضاف "معبد" أن الخلاف فى الأحكام الشرعية يرجع لقصد التيسير وإعطاء المسلم الاختيار بين أمر أو أكثر، وذلك عندما يصبح للخلاف سببًا بعيدًا عن التشكيك، ومن أظهر الأدلة على ذلك حجة الوداع التى كان يوجد بها عدد كبير من الحجاج مرافقين للنبى صلى الله عليه وسلم، وكانوا يؤدون مناسك الحج ويختلفون فى طريقة تأديتها بعض الشىء، والرواية الثابتة أن النبى ما سُئل عن شىئ مما اختلف فيه أهل الحج إلا وقال لكل سائل منهم افعل ولا حرج، فالنبى هو القدوة، وهو من أباح الاختلاف  للتيسير .
وأشار د. معبد  إلى أن كثيرين ممن يشوهون الإسلام ينتقضون وجود مذاهب مختلفة ينتمى لها المسلمون، متسائلين: لماذا توجد أربعة مذاهب تختلف فى الأحكام الشرعية فى حين أنكم كمسلمين تحتكمون لمشرّع واحد وكتاب واحد وسنة رسول واحد هو قدوتكم، فلما إذن الاختلاف؟! فيرد أهل العلم على هؤلاء ويقولون: إن نشوء المذاهب جاء بسبب اختلاف اجتهادات الفقهاء؛ لأن الإسلام سكت عن كثير من المسائل ولم يبينّها عين

البيان، وترك الأمر لاجتهادات الناس من باب التوسعة وعدم التضييق عليهم، وفى ذلك رحمة بهم.
وأوضح أن أهم أسباب الاختلاف فى الحديث النبوى  هو تفرق الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فى الأمصار والبلدان الإسلامية، حيث كان كلٌّ منهم ينزل فى بلدة ما ويُنقل ويُسمع أهلها بالأحاديث التى نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأحكام المتعلقة بها مما تلقاه من النبى، كان ذلك سببًا فى الخلاف وتفرق السنة  بين كل بلد وآخر، موضحًا أنه كانت توجد أحاديث لم يروِها إلا أهل الكوفة، وكذلك أحاديث لم يروِها إلا أهل الحجاز، وهكذا، وذلك بسبب عدم سلاسة الانتقال والتواصل بين أئمة  البقاع الإسلامية؛ مما أدى إلى احتجاب بعض الأحاديث النبوية على أهل بلدة معينة، وسبب الخلاف على إقرار بعض الأحكام الشرعية والاستدلال ببعض الأحاديث وليس التشكيك فى صحة الأحاديث وراويها.
جدير بالذكر أن هذه المحاضرة تأتى ضمن الندوات العامة التى تقام على هامش الدورة العلمية الثالثة للكوادر الأزهرية، حول الموضوعات التى تهتم بترسيخ المنهج الأزهرى لدى الطلاب لحمايتهم من الأفكار المتشددة والبعد عن الغلو والتطرف.