رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

10 سنوات على رحيل أيقونة المقاومة الفلسطينية

بوابة الوفد الإلكترونية

تمر اليوم الذكرى العاشرة على رحيل شيخ المناضلين الشيخ أحمد ياسين، الذى استطاع - رغم عجزه الجسدى - أن يقهر الجيش الإسرائيلى بنضاله وكفاحه عن وطن محتل.

مات الشيخ لكن مبادئه وأفكاره ما زالت حية حتى يومنا هذا، وكانت آخر كلمات نطق بها شيخ المجاهدين الحقيقيين فى آخر لقاء تليفزيونى معه: "إننا طلاب شهادة، لسنا نحرص على هذه الحياة، هذه حياة تافهة رخيصة نحن نسعى إلى الحياة الأبدية".

وكان ياسين رجلًا طموحاً أخذ على عاتقه مهمة لم شمل المقاومة الفلسطينية، حيث واجه محاولات الاحتلال لتفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وظل الاحتلال الإسرائيلى يلاحق الشيخ أحمد ياسين حتى تمكنوا من اغتياله بهجوم صاروخى، نفذ العملية آنذاك "آرئيل شارون" حيث قامت مروحية أباتشى إسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ على الشيخ وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامى بحى الصّبرة فى قطاع غزة بعد أداء صلاة الفجر، وبرفقته اثنان من معاونيه.

ولم يكن الشيخ أحمد ياسين رجلاً عادياً يأكل وينام وينجب، إنما كان بطلاً مغواراً تصدى للاحتلال ووهب حياته دفاعا عن وطنه المحتل, لم يُحن جبينه للقتلة، كان صاحب صوت مبحوح مقداماً جسوراً يحمل هم وطنه رغم إعاقته الجسدية، أثبت للعالم أن العجز ليس عجز الجسد بل عجز الإرادة.

ولد "أحمد إسماعيل ياسين" عام 1938 فى قرية الجورة، قضاء المجدل جنوبى قطاع غزة، مات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات، وعاصر نكبة 1948 وكان عمره آنذاك 12 عاما، والتحق بمدرسة الجورة الابتدائية حتى الصف الخامس، ومثله مثل الآلاف من الأسر الفلسطينية الذين شردوا أثناء النكبة فعانى من التهجير والفقر والجوع، ولجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد النكبة.

وهو فى السادسة عشرة من عمره أصيب بكسر فى فقرات العنق، أثناء لعبه للمصارعة على سبيل المزاح مع بعض رفقائه فى 1952، ليعيش مشلولاً بعد ذلك، كما عانى لاحقاً من فقدان البصر فى العين اليمنى، وضعفًا شديدًا فى إبصار العين اليسرى.


اعتقل الشيخ القعيد من قبل السلطات المصرية فى 1965، وأفرجت عنه بعد شهر، وبعد هزيمة 1967 التى احتلت فيها إسرائيل كل الأراضى الفلسطينية بما فيها قطاع غزة، كان الشيخ شعلة نشاط وحماس يلهب مشاعر المصلين فوق المنبر ويحث على جمع التبرعات ومعاونة أسر المعتقلين والشهداء.

عمل رئيسًا للمجمع الإسلامى بغزة، واعتقل عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكرى والتحريض على إزالة الدولة اليهودية من الوجود، وأصدرت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية حكمًا بالسجن 13 عامًا.
أفرج عنه عام 1985 فى عملية تبادل للأسرى بين

سلطات إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
قامت قوات الاحتلال فى عام 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه، وهددته بالنفى إلى لبنان، ثم ألقت القبض عليه مع المئات من أبناء الشعب الفلسطينى عام 1989 فى محاولة لوقف المقاومة المسلحة التى أخذت آنذاك طابع الهجمات بالسلاح الأبيض على الجنود والمستوطنين واغتيال العملاء.
فى عام 1991 أصدرت إحدى المحاكم الإسرائيلية حكمًا بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عامًا أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ إسرائيليين.
وفى عام 1997 تم الإفراج عنه بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الأردن وإسرائيل على إثر العملية الإرهابية الفاشلة التى قام بها الموساد فى الأردن، والتى استهدفت حياة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس.

اعتقل "أحمد ياسين" فى معتقل "هداريم" لمدة خمس سنوات ولم يتلق فى سجون الاحتلال معاملة آدمية حيث تم عزله فى قبو بلغت درجة حرارته فى الصيف 45 درجة، إلا أنه كان قوياَ ومتماسكا لم يصيبه الوهن والضعف، حتى قال عنه "تسفيكا سيلع" المستشار النفسى والعميد فى شرطة الاحتلال إنه كان يتمتع بشخصية قوية جدا، وأنه رفض مساومة إسرائيل بإطلاق سراحه مقابل الكشف عن جثة الجندى الإسرائيلى إيلان سعدون الذى تم أسره وقتله ولم يعرف مكان دفن جثته.
وقال "سيلع" إن الشيخ قال لى ذات مرة:
أنت تعرف مدى قسوة شروط أسرى واشتياقى للحرية ولا يوجد أحد فى العالم مطلع على الحقيقة مثلك وتعرف حجم أشواقى إلى أحفادى ومحبتى لهم وحلمى بشم رائحتهم ولكن الاقتراح بمبادلتى بجثمان مهين ومرفوض.
تمتع الشيخ أحمد ياسين بموقع روحى وسياسى متميز فى صفوف المقاومة الفلسطينية، مما جعل منه واحداً من أهم رموز العمل الوطنى الفلسطينى طوال القرن الماضى.