عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قضية "سحر" تعيد فتح ملفات تجسس الموساد على مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

نجحت المخابرات العامة المصرية فى كشف خلية جاسوسية تعمل لصالح المخابرات الاسرائيلية "الموساد" والمتهم بها مصريان وضابطان اسرائيليان.

وأدلت "سحر إبراهيم محمد سلامة" المتهمة الثالثة فى قضية التخابر، بأقوالها أمام نيابة امن الدولة العليا بأنها كانت تقوم بعلاقات مشبوهة، وانها استغلت مهنة الصحافة لحصولها على المعلومات التى تتعلق بالأمن القومى للبلاد، لصالح الموساد الإسرائيلى.
أثارت تلك القضية التى تم تناولها اعلاميا منذ ثلاثة ايام، ضجة واسعة لتعيد فتح تاريخ الحرب الجاسوسية التى شنها الموساد الاسرائيلى على المخابرات العامة المصرية.
ولعل اشهر تلك المعارك قضية "هبة سليم"، حيث عملت هبة لصالح الموساد ليس لأجل المال أو الجاه أو أى شيء سوى "الوهم" الذى سيطر على عقلها وصور لها بأن إسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب، فكانت بذلك اول حالة شاذة لم تماثلها حالة أخرى من قبل.
آمنت هبة بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون، وقادتها هذه النتائج إلى حقد دفين على العرب الذين لا يريدون استغلال الفرص، وهو ما أدى بها إلى انضمامها للموساد الاسرائيلى الذى حاولت مساعدته بكل الطرق ولكنها لا تعرف كيف.
تذكرت هبة الضابط الولهان "فاروق الفقى" الذى كان يطاردها بنادى الجزيرة، وتذكرت وظيفته الهامة فى مكان حساس فى القوات المسلحة المصرية، وعندما أخبرت ضابط الموساد عنه، رسم لها خطة اصطياده.
وفى أول إجازة لها بمصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر فى تجنيده، حيث وافقت على خطبتها منه، وفرح الضابط العاشق بعروسه الرائعة التى فاز بها أخيراً، وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلومات والأسرار الحربية.
وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التى وصلت من روسيا، حيث كانت بداية وقوعه فى شباك الجاسوسية، كان يتباهى أمامها بأهميته، ويتكلم فى أدق الأسرار العسكرية، ويجيء لها بالخرائط زيادة فى شرح التفاصيل.
تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية، بوجود عميل "عسكرى" قام بتسريب معلومات سرية جداً إلى إسرائيل.
ووجدت المخابرات المصرية – بعد دراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التى يضعها الاسرائيليون فى هذا الثنائى، ونجحت المخابرات المصرية فى ادارة دفة الموضوع لصالحها، لتتمكن من تجنيد هذا الضابط دون علم "هبة سليم".
وبعد ان أخذت المخابرات كل ما احتاجته من اسقاط شباك الجاسوسة، امرت بإعدامها هى والضابط. جاء هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى ليرجو السادات تخفيف الحكم عليها كانت هبة فى ذاك الوقت تقبع فى زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارة الوزير الامريكى.
لقد تنبه السادات فجأة إلى أنها قد تصبح عقبة كبيرة فى طريق السلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التى باعت مصر والتى بكت جولدا مائير حزناً على مصيرها التى وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل".
وبعد نكسة يونيو 1967، زاد نشاط الموساد الاسرائيلى فى شن هجماته الجاسوسية على مصر،

حيث قام بتجنيد "بهجت حمدان" الذى كان ينقل للعدو أولاً بأول خرائط وصور القواعد العسكرية المصرية، ويشعر بنشوة بالغة لنجاحه فى "العمل الجاسوسى".
ولثقة الموساد فى معلوماته، وأمام تدفق الأموال عليه، كوّن شبكة جاسوسية خطيرة فى القاهرة.
كان تجنيده قد تم بواسطة نقطة ضعفه – المال – الذى ظل يلهث وراءه إلى أن وقع. ولحظة سقوطه فى قبضة المخابرات المصرية، صرخ غير مصدق "كيف توصلتم إلى؟ لقد دربونى جيداً فى أوروبا، بحيث لا أسقط أبداً".
أصيبت المخابرات الإسرائيلية بصدمة قاسية عندما انكشف جاسوسها المدرب بهجت حمدان، ذلك لأن الجاسوس حصل على دورات تؤهله لكل المهام التجسسية الصعبة، دون أن يثير شكوك المخابرات المصرية.
ورداً على افتخار المخابرات المصرية بنشر عملية رفعت الجمال، الذى قام بأداء شخصيته الفنان الكبير محمود عبدالعزيز فى المسلسل المصرى الشهير "رأفت الهجان"، قام الموساد الاسرائيلى بنشر قصة لجاسوس مصرى يدعى "ابراهيم شاهين" تم تجنيده هو وأسرته لصالح المخابرات الاسرائيلية، والتى عرفت باسم "قضية بئر سبع".
حيث نشرت الصحف الإسرائيلية موضوعا موسعا فى 26 نوفمبر 1989 تقول فيه أن المخابرات الإسرائيلية تلقت قبل حوالى شهر من حرب أكتوبر من أحد جواسيسها فى مصر تحذيرات واضحة بأن مصر تنوى شن حرب ضد إسرائيل.
وأن هذا الجاسوس بعث بمعلومات فى غاية الدقة عن تحركات الجيش المصرى فى منطقة قناة السويس إضافة إلى تأكيده بأن المصريين قاموا بتحريك الجسور الخشبية العائمة الحاملة للجنود إلى ضفة القناة.
أوضح تاريخ الحرب المخابراتية بين مصر واسرائيل، تفوقا ملحوظا لصالح المخابرات العامة المصرية فى القضايا التى تم بثها اعلاميا، والتى استطاعت فيها تدوير دفة القضية لصالحها كما حدث فى قضية "هبة سليم"، او باكتشاف شبكات التجسس فى اللحظة المناسبة، على عكس الجانب الاسرائيلى الذى لم يكتشف بعض الجواسيس سوى عن طريق نشر المخابرات المصرية لها اعلاميا بعد وفاة ابطالها.