عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

12 عامًا على قطار الصعيد..والجانى مجهول

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تطل علينا، اليوم، بوجهها المأساوى الذكرى الـ12 لأبشع حادثة قطار شهدتها السكك الحديد المصرية.. حادثة أفجعت القلوب، وشيبت الرؤوس، بعد أن راح ضحية الإهمال أكثر من ثلاثمائة وخمسين مسافراً.

ظل قصاصهم متخبطاً بين تصريحات المسئولين وبيانات الحكومة ووزير النقل الذي أقيل عقب الحادثة .. وما لبثت ثورة يونيه أن أعادته وزيراً للنقل مرة أخرى.. وكأن الحكومة صممت على أن تكافئه وتبلي الشعب بكوارث جديدة.
ففي مثل هذا اليوم منذ 12 عامًا .. كان القطار رقم‏832‏ المتوجه من القاهرة إلي أسوان‏,‏ قد اندلعت النيران في إحدي عرباته الساعة الثانية صباحاً، عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد‏.‏ وقد أكد الناجون أنهم شاهدوا دخانًا كثيفًا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار‏,‏ ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلي باقي العربات الأخيرة‏,‏ والتي كانت متكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر‏.‏
وقام بعض الركاب بكسر النوافذ الزجاجية‏,‏ وألقوا بأنفسهم خارج القطار‏,‏ مما تسبب في مصرعهم أو غرقهم في ترعة الإبراهيمية‏.‏
في الوقت الذي قام فيه قائد القطار بفصل العربات السبع الأمامية عن العربات المحترقة‏,‏ وأخطر الجهات المعنية بالحادث‏,‏ ثم واصل رحلته خشية توقفه وحدوث كارثة جديدة‏.‏
وتخبطت تصريحات مسئولي الحكومة لتلقي باللوم على ركاب القطار "المحترقين"، الذين لن يسعهم الدفاع عن أنفسهم صمتاً أو جهاراً .. فقد أكد الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء، حينذاك ـ عقب زيارته مستشفي العياط المركزي للاطمئنان علي المصابين ـ أن الحريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار موقد بوتاجاز في بوفيه إحدي العربات بالقطار‏,‏ وامتدت النيران إلي باقي العربات‏، وقال إنه خلال نصف ساعة من الحادث انتقلت جميع فرق الإنقاذ‏,‏ وعلي رأسها‏45‏ طبيبًا من وزارة الصحة‏.
‏وأضاف أن الحكومة بكامل أجهزتها انتقلت إلى موقع الحادث‏,‏ ومنها‏90‏ سيارة إسعاف مجهزة‏,‏ و‏60‏ سيارة إطفاء‏,‏ ورجال هيئة السكة الحديد وقيادات الشرطة والمحليات والصحة والشئون الاجتماعية‏.
والمفارقة هنا، أن الرئيس المعزول

محمد مرسي، عضو مجلس الشعب وقتذاك، قد انتفض عقب تلك الحادثة، مقدماً استجواباً طالب فيه بإقالة وزير النقل ورئيس الحكومة، ومحاسبة المسئولين عن الحادث.. ليأتى بعد الحادث بـ10سنوات ليصير رئيساً لمصر ويقف عاجزاً أمام دهس قطار اسيوط للأطفال على مزلقان منفلوط.
ويذكر أنه في تلك الأثناء، وقف مرسي على المنصة أمام أحمد فتحي سرور، وقال بالنص: "إن مايحدث فى مرفق السكة الحديد مهزلة بكل معاني الكلمة".

ووصف وقتها النائب البرلماني مرسي، كلام رئيس الوزراء بأنه عبارة عن مسكنات لتهدئة الرأي العام، متهما إياه بأنه يردد تصريحات استفزازية يضلل بها الشعب ويستهين بالمصريين.

وكان رد عبيد أن الحريق سببه "الكيروسين" الذي اصطحبه معه أحد الركاب للتدفئة، بينما استنكر النائب مرسي هذا الكلام، ووصفه بالاستفزازي، متسائلا: "كيف تحترق 7 عربات من القطار خلال 8 دقائق فقط يارئيس الحكومة؟".

وفي أبريل من نفس العام، أصدرت المحكمة حكمًا ببراءة المتهمين في القضية من جميع التهم الموجهة إليهم، وفي الدعوى المدنية برفضها وإلزام رافعها مختار علي مهدي بمصاريفها.
وحتي الآن لم يقدم الجاني الحقيقي إلى العدالة، وبعد مرور 12 سنة على الحادث, يطرح السؤال نفسه: هل يستمر تجاهل الحكومة لتقديم الجانى الحقيقي للعدالة.. حتى تتعاقب الكوارث تباعاً من قطار يحترق براكبيه..لقطار يدهس حافلة تقل اطفال"!! .