رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغزو التركى أسوأ احتلال تعرضت له مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

يعد الحكم العثماني لمصر أسوأ حكم شهدته مصر في تاريخها الإسلامي، حيث يعتبر مؤرخون أن الغزو التركي لمصر أفظع الغزوات والاحتلالات الأجنبية التي تعرضت لها مصر عبر تاريخها، و عبر ابن اياس – مؤرخ مصري عاصر تلك الفترة - عن الفجيعة التي وقعت بمصر بعد حكم الاتراك لها في رثاء شعري " نوحوا على مصر لأمر قد جرى ... من حادث عمت مصيبته الورى".

بدأت معاناة المصريين مع الحكم العثماني بداية من غزو السلطان سليم الأول لها حيث قام بسن بعض الأنظمة الإدارية خصيصا لمصر، و نقل النفائس و الذخائر و الكتب و كل ما تحويه قصور الأمراء و السلاطين من ذهب و فضة و أعمدة الرخام و مركباته إلى القسطنطينية.
كما أمر بجمع رؤساء الصناعات المشهوريين بإجادة العمل فيها من كل الطوائف، فجمعوا منهم ألف صانع و نقلوهم إلى الاستانة ليذيعوا الصناعات الدقيقة فيها، مما أدى إلى تدهور و توقف 50 صناعة مصرية.
الضرائب
لم يقتصر الأمر على نهب ثروات مصر فقط بل زادت بشاعة النظام العثماني الطاغي لفرض ضريبة سنوية ترسل للسلطان على أملاك المصريين و تسمى تلك الضريبة (المال الأميري)، و كان لكل جهة متعهد يلتزم بجمع الضريبة و كان تعفى أرض هذا المتعهد من الضريبة و يزرعها له الفلاحين بالمجان، علاوة على ضريبة كان يأخذها المتعهد من الفلاحين لنفسه، و كانت حقوق هؤلاء المتعهدين و مناصبهم وراثية.
بالإضافة إلى الضريبة التي كان يفرضها البكوات "المماليك" على محصول الأراضي و تسمى تلك الضريبة "الكشوفية"، و كثيرا ما كان يفرض الوالي على السكان ضرائب أخرى إضافية كلما احتاج إلى المال لإرضاء الاستانة فتبقيه في مصر ولاية أخرى.
وصل الفقر بأهل مصر في أواخر القرن الثاني عشر الهجري إلى درجة لم يسبق لها مثيل فصار أهل

البلاد هم العبيد الحقيقيين و الممالك "البكوات" هم السادة ، إذ استولوا على جميع الأملاك و تدهورت حالة الفلاح حتى صار رثاء في ملبسه ومسكنه و مأكله لا يكاد يفيق من دفع ضريبة شرعية أو غير شرعية حتى يطالب بدفع ضريبة أخرى، و إذا امتنع عن الدفع " فقرا او إدعاءً "ضرب و عذب حتى يدفع ، و ربما قتل من أجل ذلك.


انتشار الجهل
و جاء في كتاب " تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر " أن الفقر و ضيق الحالة الاقتصادية، أدى إلى اختلال الأمن وكثرت  اللصوص و قطاع الطرق فتأخرت التجارة و الصناعة، و أهملت مرافق الزراعة، وانتشر الجهل و شاع الاعتقاد في السحر و الشعوذة.
كما قل ظهور العلماء والمفكرين والأدباء نتيجة غلق المدارس والعمل على تريك البلاد حيث جعل الغزو العثماني اللغة التركية هي اللغة الرسمية في البلاد وتراجع دور الأزهر حيث اقتصر على علم التشريع فقط، كما اقتصروا الوظائف الإدارية على عنصرهم التركي فقط.
تلك العنصرية التي عاشتها مصر على مدار ثلاثة قرون جعلت المؤرخون يتفقون على خروج مصر 300 عام من التاريخ فلم يكن لها فيه شأن يذ