رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دماء "محمد".. خير شاهد على الوحدة الوطنية

بوابة الوفد الإلكترونية

كلما انطفأت نار الفتنة من جسد الوطن..عاد الآثمون لإيقاظها من جديد..وكأن أيديهم الباطشة ورصاصتهم الغادرة أبت أن تترك طيورالسلام تسبح في فضاء الوطن.

فهاهو "محمد إبراهيم"أحد مصابي الحادث الإرهابي لكنيسة العذراء مريم بالوراق تصعد روحه بارئه للسماء ليكون الضحية الخامسة لرصاصات الغدر..لم ينتظر الأيام لتأتيه بالقصاص العادل الذي لم يأت يوماً لغيره من ضحايا الوطن.. فأعلن استسلامه للموت شاهراً بموته"سلاح الوحدة الوطنية" في وجه كل إرهابي .. وليكون السيف القاطع لألسنة مروجى الفتن في جسد الأمة.
كان والد العروس قد وجه الدعوة لجيرانه في هذا اليوم لحضور "الإكليل" زفاف ابنته دنيا ، ومنهم الحاج إبراهيم والد الفقيد الذي لم يتردد هو وأسرته في الحضور ، فقد كانت الأسرتان كالأشقاء في مواجهة أزمات الحياة.
وفي اليوم المحدد للعرس خرج الجميع لاستقبال العروس بالكنيسة، سبقتهم الفرحة و"الزغاريد" معلنة عن ميلاد حياة جديدة بين عروسين من الأقباط المصريين.. فعلت عبارات التهانى بين أرجاء الكنيسة.
لم تتوقع الأسرتان أن ينقلب العرس إلى عزاء ولا أن تتحول الفرحة البيضاء إلى دماء متناثرة بين ساحات المكان المقدس ..فمحمد صديق العريس الذي وقف خارج الكنيسة لانتظاره هو وعروسته لم يتوان لحظة واحدة في التعبير عن فرحته..ولكن شاءت الأقدار أن جاءته الرصاصات المخترقة لجسده لترغم قلبه على التوقف .. ويسقط جريحاً وسط أربعة قتلى و17 مصاباً آخرين.
حينما علم مينا العريس أن محمد صديقه يرقد بالعناية المركزة بين الحياة والموت فداءاً له ولعروسته اللذان كانا على بعد خطوات من حياتهما الجديدة..جاء معها ليودعا محمد وينظرا له من خلف زجاج العناية المركزة.. استشعرا من نظرته أنه يودعهم ولكنهم أخفوا شعورهم كيلا يفزع والده الحاج إبراهيم.
لقد كان شعور مينا وعروسه حقيقياً ..فلم يمر يومان على الحادث الآثيم إلا وأعلنت إدارة المستشفي وفاة محمد، لينتقل اسمه من كشوف المصابين إلى كشوف الموتى، وليصبح الضحية الخامسة لحادث كنيسة العذراء مريم .
وتتوالى الأحداث الإرهابية على الوطن يوماً بعد يوم ، ليلقي كل فصيل التهمه علي الآخر غير مبالٍ بنزيف الدم الذي يدفعه أبناء مصر بغير جرم .. إلا لو اعتبرنا أن الحق في حياة آمنة هو الجرم المشين .. واليوم بعد رحيل محمد وغير من الشهداء يبقي التساؤل " من المُدان ؟ ".