رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشيخ سالم الهرش.. إحدى بطولات البدو المنسية

الشيخ سالم الهرش
الشيخ سالم الهرش

سجل حروف أسمه أعلي صفحة بطولات البدو المنسية في كتاب التاريخ المصرى.. فهو الشيخ الذي علَمت صفعته علي الأوجه الصهيونية بعدما  تجاوز الستون من عمره , وهو المحارب الذي استطاع أن يدس العملاء في قلب سيناء المحتلة بعد نكسة 67.

وهو الجندى الذي تشبث بالأرض بيده تاركاً رأسه تواجه فوهة المدفع الموجه إليه .. إنه الشيخ سالم الهرش أحد أشهر مشايخ سيناء لجهاز الموساد الإسرائيلي .. فهل يتذكر بطولته أبناء أرضه من المصريين؟
عجوز وليس عاجزا
اعتاد الشيخ سالم أن يجلس في خيمته وقت الظهيرة ليحتمى بها من حر الشمس التى تلفح الأرض في ذاك الوقت مهموماً بمصاب الوطن , فها هى الأرض تضيع مع اقترابه من الستون بعد النكسة التى شنها العدو , وهو الذي يضم تحت ذراعيه أربع زوجات وتسعة عشر فتى وفتاة يحملون أسمه , فكيف لعجوز يتكىء علي عكاز أن يصد بظهره ضربات الوطن.
وبرغم الضعف الذي فرضه كبر السن أبت روحه الأبية الخضوع فغافل الزمن ليحظى بالنصر المنتظر, فبعد  نكسة 1967 وبعد أن دخل اليهود سيناء بدأوا في جمع القبائل في مخيمات وعملوا لهم بالفعل "هويات إسرائيلية" لأخضاعهم للمحتل .. وما كان من الشيخ سالم الإ المقاومة في ذاك الوقت بتجنيد الجنود المصريين في أرض سيناء وأستخراج الهويات الأسرائيلية ليكونوا قريبين من المعسكرات الأسرائيلية وقت اشتداد الأزمة.
الحرب الباردة
في ذاك الوقت كان الجيش الصهيونى يشن حرباً باردة علي أراضي سيناء, فكانت قوات الإحتلال تقوم بتدليل وترغيب الشعب السيناوى لكى يشعر بأن أحواله أفضل تحت وطأة الأحتلال  , واستطاع الشيخ سالم وقتها أن يقنع الإسرائليين بأن الأرض مهيأة لهم في قلب كل سيناوى , إلي أن جاءت اللحظة الحاسمة وعقد مؤتمر الحسنة وتجمع مشايخ سيناء جميعاً وحضر موشي ديان الذي اقتنع تماماً بأن سيناء ستكون منطقة دولية ولأنها واقعة تحت الإحتلال فإن السيطرة والقرار سيكون في اليد الإسرائيلية، أتي ومعه أشهر مخرج إيطالي في ذاك القوت لكي يكون الخطاب مذاعاً ومسموعاً للعالم أجمع واستضاف مجموعة لا بأس بها من رجال "الأمم المتحدة" وبدأت فاعليات المؤتمر (مؤتمر انتزاع سيناء من أيدى المصريين).
الصفعة
وفي المؤتمر تحدث اليهود عما قدموه لأهل سيناء وعن طموحهم وآمالهم بالنسبة لهم وعندما طلبوا الكلمة من شيوخ سيناء وقع الاختيار الذي كان متفقاً عليه مسبقاً علي الشيخ سالم الهرش الذي خدعه في بداية كلمته قائلاً أنتم تريدون سيناء دولية "يعني أنا دلوقتي لو جعلت سيناء دولية هاطحتوا صورتي علي الجنيه السيناوي" فأجاب "ديان" بابتسامة مهللة , وهنا رد الشيخ سالم قائلاً " سيناء

مصرية  بنت مصرية ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه ، أما أنا فلا أملك إلا نفسى وجسدى فافعلوا بهما ما تشاءون ، أما سيناء فمن يتخذ قرارها هم حكام مصر ) " , ليسجل ذلك البدوى السيناوى أعنف صفعة علي الوجه الصهيونى أمام أنظار العالم كله .
وبعد تلك الوقفة التى سجلها التاريخ لأحدى البطولات النادرة , كان المصير الذي كان ينتظر الشيخ سالم هو "الإعدام علي يد الإسرائيليين لولا المخابرات المصرية التي كانت تعلم كل شيء فانتظرته بسيارة جيب ورحلته إلي الأردن وأسرته إلي ميناء العقبة فاستُقبل استقبال الفاتحين هناك, وبقي هناك حتى نصر أكتوبر ليعود مرة أخرى إلي مصر ظافراً , ليلتقي الزعيم جمال عبدالناصر الذي قدم له مجموعة من الهدايا عبارة عن "طبنجة وعباءة وسيارة جيب" ولكن الشيخ سالم تبرع بكل شيء للقوات المسلحة عدا العباءة التي اعتبرها رمزا وتذكارا من "ناصر" .
عاد ظافراً
وعاد الشيخ سالم إلي معشوقته سيناء  , فتمر به السنون جالساً وسط أولاده وأحفاده مزهواً بنصر ساهم فيه , حتى وافته المنية عام 1991 عن عمر يناهز 81عاماً , لتجدد ذكراه مرة أخرى عام 2001 حين قامت المخابرات بعمل تكريم وإحياء لذكري مؤتمر الحسنة , وهنا قام المحافظ بتكريم كوكب هجرس وهي إحدي زوجات الحاج سالم بجامعة سيناء وأهداها ثلاثة جنيهات ذهبية تقديراً لها.
أما الآن بعد محاولات التشويه التى يتعرض لها البدو السيناوى يوماً بعد يوم من أتهامات بالعمالة والإرهاب , يقف التاريخ لها  بالمرصاد مذكراً إياها بأبطال ولدوا في رحم المعاناة , وليبرهن علي كون سيناء مصرية بنت مصرية كما قالها الشيخ سالم من قبل أمام أعين العالم أجمع .