رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبطال أكتوبر يروون تفاصيل مثيرة عن الحرب

بوابة الوفد الإلكترونية

حرب أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية بين جيش وجيش كانت معركة الكرامة بالنسبة لنا كعرب ومصريين ومهما كتب عنها أو أُرِّخ لها ستظل هناك بطولات خفية "بوابة الوفد" تحاور أحد أبطال أكتوبر وتستعرض جانب من بطولات ربما لم يذكرها التاريخ .

الحاج عبد المنعم البنا 60 سنة "مزارع" مواطن قدر له أن يحضر نكسة 1967 وحرب الاستنزاف وأحد أبطال نصر أكتوبر "بوابة الوفد " التقت به وإليكم نص الحوار :
*متي تم تجنيدك في القوات المسلحة ؟
التحقت بالقوات المسلحة بتاريخ 25/5/1966 بالكتيبة 337 مشاة من قوة اللواء 113 وقتها كان لي أخ مشارك في حرب اليمن ووالدي ووالدتي كبيران بالسن ولم يكن لديهما من يعتني بهما , استقبلت خبر التجنيد في الجيش بسعادة بالغة فطالما حلمت بذلك اليوم من خلال ما كان أخي يحكيه لي عن الجيش ولد ذلك في نفس شوقاً لخدمة الوطن .
*تقول أن عائلتك لم يكن هناك من يعتني بها فكيف استطاعوا العيش وحدهم ؟
في تلك الأثناء لم يكن والدي يعمل وكنت أوفر من راتبي بالقوات المسلحة وأعطيه لأسرتي كل إجازة ليجدوا مايقتاتون به إلى جانب أن عائلتي كانت تساعدهم نظراً لظروف خدمتي بالجيش أنا وأخي .
*متى انتهت فترة خدمتك بالقوات المسلحة ؟
شاركت في حرب 1967 لفترة قصيرة وتم استدعائي من الجبهة لمرض والدي وعرفت نتيجة الحرب من خلال المذياع ولكم تألمت من فقد رفاقي وكان يوما من أصعب أيام حياتي وتمنيت وقتها لو حاربنا لأحقق النصر أو ألحق برفاقي شهيداً , تلى ذلك حرب الاستنزاف التي لم أشارك بها للأسف وانتهت فترة خدمتي بالقوات المسلحة عام 1973 وتحديدا قبل حرب أكتوبر بشهر وفوجئنا بخطاب استدعاء من وحدتي ولم يمر على خروجي من الجيش شهر وعندما وصلت إلى وحدتي العسكرية وجدت زملائي في حالة استعداد قتالية عالية وسلمونا سلاحا وذخيرة وتعيين ومياة وعلبة إسعافات أولية .
مستطردا " أحسست وقتها بفيض من الحماس يغمرني من الداخل وكان تسليحي في كتيبتي "آر بي جي " مضاد للمدرعات والدبابات استلمت السلاح الخاص بي وعدد 3 "دانات" وحمل مساعدي عدد "2" دانة ومساعد الرامي بالـ"آر بي جي " هو من يحمل سلاحه في حالة استشهاده ,وركبنا السيارات وتحركنا في اتجاه قناه السويس دون أن يعلم أي فرد شيئا عن تحركنا تصورنا جميعا وقتها إنها مناورة جديدة للواء أو مشروع حرب , وفي تمام الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر فوجئنا ونحن في المركبات أن الشمس قد احتجبت بسحابة كثيفة من طائرات سلاحنا الجوي متجهة إلى عمق العدو الإسرائيلي صدرت لنا وقتها الأوامر بالعبور وعبرت أول دبابة من وحدتي عبر الكباري التي صنعها رجال المهندسين العسكريين فوق مياة القناة وقام العدو الإسرائيلي بتفجيرها على الفور أملا في تعطيل تقدم القوات وعبورهم للقناة وعلى الفور تقدم "ونش" تابع للواء 113 مشاة وقام بإلقاء الدبابة في مياة القناة ليسمح لباقي المركبات والدبابات بالعبور , وقمنا بعبور القناة مستترين بغطاء جوي ممتاز من طائرات سلاحنا الجوي الذي نسج مئات البطولات والملاحم في تلك الحرب , لم نكن ببقي ولا نذر كنا نهاجم قوات العدو بكل قوة يحركنا رغبتنا في الثآر لرفاقنا الذين استشهدوا وأذكر إنني دمرت مايقرب من 3 مركبات للعدو باستخدام سلاحي حتي نفذت ذخيرتي وكان الليل قد حل علينا وجاءتنا الأوامر بالرجوع مرة أخري إلى قاعدة دورياتنا للتزود بالاحتياجات الإدارية والذخيرة وللحصول على قسط من الراحة وأثناء اتجاهنا إلى قاعدة الدوريات عثرنا على "دشمة" للقوات الإسرائيلية مختبيء بداخلها 13 جنديا إسرائيليا وعلى الفور قمنا بمحاصرتهم على الرغم من أن ذخيرتنا كانت قد أوشكت على النفاذ وأجبرناهم على الاستسلام لنا , وفوجئنا أثناء استجواب أحدهم يدلي باعتراف مفصل أنه "فلسطيني الأصل" يقاتل كمرتزق في صفوف الإسرائيليين مما دفع أحد زملائنا إلى الانفعال عليه مردداً في هستيريا " يعني إحنا بنحارب علشانا وعلشانكم وأنت رايح تحارب مع اليهود" وقام بضربه عدة مرات "بدبشك" سلاحه الآلي مما أدي إلي وفاته متأثراً بالضربات , في تلك الأثناء كان قائد سريتي قد قام بإبلاغ القيادة

عن طريق اللاسلكي بتمكننا من أسر 13 جنديا إسرئيليا على قيد الحياة , وبعد قيام زميلنا بقتل أحدهم أصبح العدد 12 جنديا فقط مما دفع قائد السرية إلى الاتصال مرة أخرى وإبلاغ القيادة بأن عدد الأسرى "12" على قيد الحياة وآخر قتيل .
وواصلنا طريقنا إلى قاعدة الدوريات الأساسية للتزود بالطعام والذخيرة وعند علامة الكيلو 85 بطريق السويس صدرت لنا الأوامر بالاتجاه يمينا في طريق آخر غير طريق قاعدة الدوريات وفوجئنا بدخولنا ثغرة "الدفرسوار" وكنا منهكين وذخيرتنا أوشكت على النفاذ وفي أشد حالات الجو والعطش وبرغم ذلك قاتلنا وامتد حصارنا داخل ثغرة الدفرسوار مايقرب من 15 يوما أكلنا خلالها الحشائش وشربنا من الرمال عن طريق انتقاء بقع رمال ندِيةُ نقوم بالحفر خلالها إلى أن تقوم بنضح القليل من الماء نقوم نتجميعه عن طريقة غطاء" الزمزامية" واضطررنا في  بعض الوقت إلى شرب ماء بولنا ,وكان الطيران المصري يقوم بمناورات انتحارية أحيانا لمحاولة تمرير الطعام والشراب لنا عن طريق إلقاءه من أعلى بمظلة هبوط وغالبا ما كنا نفشل في الحصول عليه بسبب قوات العدو وقتالها الشرس وفي تلك الأثناء فكر الرئيس في تحريرنا من الثغرة فدفع بعناصر من الفرقة الرابعة مدرعات مدعومة بقوات أخرى من وحدات الجيش المختلفة وتزامن ذلك مع قرار وقف إطلاق النار وقامت الفرقة الرابعة بتحريرنا من الثغرة وعدنا مرة أخري إلى معسكرنا ولأول مرة منذ أكثر من 16 يوما قمنا بالاستحمام وتغيير ملابسنا بملابس أخرى نظيفة .
وخلدنا للنوم لأول مرة منذ مدة طويلة شاعرين أننا قد أدينا ماعلينا تجاه الوطن .
اللواء متقاعد محمد هاني زاهر خبير مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة
تفاصيل أخري وبطولات لم يسطرها التاريخ يسردها لنا اللواء متقاعد محمد هاني زاهر وخبير مكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة يقول كنت آنذاك برتبة رائد وكنت رئيس عمليات لوحدة من وحدات الدفاع الجوي متمركزة بمحافظة الشرقية , بالنسبة لنا كنا ننتظر حرب أكتوبر على أحر من الجمر " فقد كانت بالنسبة لنا موعد مع الثآر " موعد لاسترداد الأرض والكرامة , وكان الرجال يستبسلون في التدريب ويحافظون على أعلى درجات الاستعداد القتالي تشوقاً للحرب , ويستطرد زاهر قائلاً :يوم السادس من أكتوبر تجرأ طيار إسرائيلي وحلق بطائرته على ارتفاع منخفض جدا أعلى وحدتي متفاديا لبطاريات الدفاع الجوي ورادارات الرصد الخاصة بالوحدة وعلى الفور أصدرت الأوامر لأحد جنودي والذي اشتهر ببراعته الفائقة في إصابة الأهداف الطائرة , وحمل الجندي سلاحه المضاد للطائرات وأحكم التصويب وإطلاق سلاحه لتتحول الطائرة إلى أشلاء في الحال مجنباً الوحدة خسائر فادحة .
ومازال هناك الكثير والكثير من الأسرار التي لم ترو بعد عن الملحمة العسكرية "حرب أكتوبر " فهي بحق ملحمة بحاجة إلى تأريخ من جديد.