عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء: الإعلام يعاني من الانفلات الأخلاقي والسلوكي

بوابة الوفد الإلكترونية

في الفترة الأخيرة اتهم الكثيرون الإعلام المصري أنه يزيف الحقائق ولايعرض الصورة كاملة وخلال الثلاث أعوام الماضية لم يسلم الإعلام المصري من تغير سياساته التحريرية فنجد أنه مع ظهور إدارات جديدة في الحكم تتغير السياسة التحريرية سواء للبرامج التلفزيونية أو الجرائد بشكل كبير.

و هو الأمر الذي أدى إلى صعود وهبوط بعض الإعلاميين الذين فقدوا مصداقيتهم بسبب تغير وجهات نظرهم كل بضعة أشهر ، وهذا فضلا عن عمليات الإقصاء الإعلامية التي تحدث لكل طرف معارض لسياسية الحكومة الجديدة.
وقال "معتز عبد الفتاح " إن الفترة القادمة ستكون بها عملية إقصاء، ولكننا بحاجة إلى الانضباط في الخطاب قليلا فعقب ثورة 30 يونيو بدا أن كل إعلامي صاحب رأي حتى وإن كان رأي غير ناضج, غير مبني على معلومات بل ربما يكون رأي مبني على شائعات.
وأكد أن الإعلام أصبح في حالة من الانفلات الأخلاقي والسلوكي وظهر لدينا ظاهرة  الإعلام النمَّام ، وأصبحت النجومية هي العمود الأساسي للبرنامج والإعلاميين الذين أصبحوا يبالغوا ويتحدثوا في شائعات لا أساس لها من الصحة فضلا عن تبنى رأي شديد الحدة والتطرف حتى يزيد من نجوميته.
وأضاف "عبد الفتاح "لـ"بوابة الوفد"إن مصر في الفترة القادمة بحاجه إلى الإعلام البنَّاء الذي يبحث عن المشكلة ويبحث معها عن الحل لا أن يبحث عن المشكلة ويصعد فيها وأن يخلق بيئة تتعامل مع هذه المشاكل كأنها بلا حل ، مشيرًا إلى أننا بحاجة إلى إعلام يساهم في طرح الحلول لا أن يصعد الأزمة .
وحول الإعلام الخاص قال "عبد الفتاح" إن المعضلة ستظل قائمة فما دام هناك صراع سياسي محتد سنجد أن الإعلام سيكون منفصل وسيكون أداة للتباعد وترصد أخطاء الآخر وإقصاء الطرف المعارض و المبالغات التي تزيد من المشاكل اشتعالا.
وأوضح أنه في الفترة القادمة سيكون هناك اختبار كبير للإعلام ،فعلى الإعلام ألا يتعامل مع نفسه كأنه طرف في الصراع  السياسي بل هو راصد لهذا الصراع ، وأن يحاول أن يطفئ هذا الصراع.
وأضاف "عبد الفتاح" أن قوانين الشرف الإعلامي وإنشاء مجلس وطني للصحافة هي فكرة مهمة جدا فهذا معناه أنه سيكون مجموعة من المتخصصين حتى , وإن كانت أيدولوجيتهم مختلفة فسيكون عندهم العقلانية الكافية ليفصلوا بين أفكارهم الخاصة والوطن ، وسيقع على عاتق هؤلاء مراقبة الحقل الإعلامي فأبناء المهنة هم من يرصدون أخطاء المهنة ويعملون على علاجها .
ويختلف الكاتب الصحفي ومعد البرامج أحمد أيوب مع الدكتور معتز قائلا: إنه لا يعتقد أن هناك حرية إعلام حقيقية في مصر ، فليس لدينا إعلام يتعامل بمنطق المهنية البحتة فالإعلام إما يتحدث بسياسة المالك أو بسياسة الدولة ، لافتًا إلى أن الإعلام الوطني الذي من المفترض أن يعبر عن سياسة البلد والشعب أصبح المتحدث باسم الدولة .
وأشار إلى أنه لم يعد هناك رقابة من جهة الإعلام الوطني على الحكومة  حتى بعد ثورة يناير ، فنجد أنه في فترة مبارك كان الإخوان جماعة محظورة , فلا يظهروا في التلفزيون المصري وبعد تولي الإخوان أصبحت شخصيات عديدة من المعارضة محظورة، وبعد خروج الإخوان أصبح الإخوان أيضا محظورين، مؤكدا أن الإعلام المصري موجه بشكل كبير للغاية فهو إعلام أحادي النظر. .
وأضاف أيوب أن الإعلام لابد أن يكون مهنيا ويقدم الرأي والرأي الآخر, وهو مالا يحدث الآن فقد أصبح الإعلام موجه يضع المشاهد أمام جزء واحد فقط من الصورة .
وأوضح أن المشكلة كانت دائما في كيفية تنفيذ الدساتير على أرض الواقع فهناك دساتير كثيرة كان بها مواد جيدة جدا في مجال حماية الحقوق والحريات ولكننا نجد أنها لم تكن نطبق فهناك مقولة تقول "الدساتير والقوانين وضعت لكي تخالف " ، ومثال ذلك أن المحكمة الدستورية في عهد المعزول محمد مرسي كانت معرضة للهدم السياسي والمعنوي وذلك لأن الإخوان  لا يريدون الالتزام بالدستور الذي وضعوه!!
وأكد أن الدساتير تحترم في العالم كله ليس لأنها مكتوبة بل لأنها ثقافة المجتمع فالمجتمع يؤمن أن هناك قيم وضوابط ومعايير لابد أن تحترم  فهي قواعد الدولة ، مشيرًا

إلى أننا نحتاج لتحويل الدستورإلى قيمة وتقليد نلتزم به ولا نخالفه، فنحن نريد أن تكون القوانين الدستورية جزء من عاداتنا وتقاليدنا، وأن يقتنع جميع المصريين بضرورة أن يكون هناك حرية رأي وتعبير و أن يعبر الإعلام عن آراء جميع المصريين.
أما الإعلامي ومقدم البرامج "أحمد الشاعر" فيرى أن الإعلام الخاص لعب دورا كبيرا في ثورة 30 يونيو , و أن الإعلام الحكومي قد سُيس في الفترة الأخيرة بصورة واضحة ، قائلا نحن نعلم كيف كانت حالة الإعلام المصري قبل 25 يناير ، وعقب فترة حكم الإخوان رأينا كيف أن الإعلام المصري يريد أن يستقل وأن يوضح  حقيقية  الصورة، و عقب 30 يونيو لم يعد هناك شئ محظور فقبل ذلك كنا نخاف أن نتكلم في سيرة  وزراء بعينهم ".
وأضاف"الشاعر" أن الإخوان هم من تسببوا في إقصاء أنفسهم ، فتعاملهم بعنف مع الإعلاميين ومراسلين القنوات الفضائية كان أحد أهم الأسباب في تشكيل الإخوان لحائط بينهم وبين القنوات الفضائية ، مستشهدا بواقعة خطف طاقم قناة المحور و سرقة عربات الإرسال التابعة للتلفزيون المصري في اعتصام رابعة ،بالإضافة إلى رفضهم للتحدث مع أي قناة بحجة أن الإعلام الخاص إعلام مغرض وعميل ، فلم يطلب أحد من الإخوان إلا يظهروا بل هم من يرفضون الظهور و التعامل مع القنوات الفضائية.
وأضاف"الشاعر" أنه ضد غلق أي قناة من أي نوع وخصوصا الإسلامية حيث أنه من الممكن استغلال هذه القنوات بصورة أفضل و التعاون مع مالكيها و تحديد نوع الفكر والمشايخ الذين يظهرون على شاشاتها.
و أضاف أن أبعاد غلق قناة الجزيرة مختلفة عما قيل للإعلاميين فهي قناة إخبارية تعمل بتصريحات قناة عامة ، مؤكدا أنه ضد سياسية تكميم الأفواه , ولكن تغطية الجزيرة في الفترة الأخيرة كانت تحريضية بالدرجة الأولى سواء كان ذلك في طريقة التغطية أو نوعية الضيوف التي تستضيفهم.
وأوضح "أن مصطلح الحرية بالنسبة لى هو أن أقول ما  يمليه عليه ضميرة وألا يوجد أحد يملي على ما أقوله على الهواء ، لا أحد يوجه الإعداد إلى خبر معين أو طريقة معينة ، فهدفنا الأساسي هو مصلحة مصر ".
وأكد أنه لايوجد شئ قابل للكتمان في مصر الآن ، مضيفا أنه يقول الحقيقة كاملة من وجهة نظره,  وبحسب المعلومات المتوفرة لديه ، وأنه كمذيع لايستطيع أن يقدم الصورة كاملة , لأنه ليس صاحب الخبر بل المراسل الموجود بالحدث هو من يزودني بالمعلومات وينقل الصورة الموجودة في الشارع ، وتابع أنه أثناء تغطية حادث استشهاد اللواء نبيل فراج قمت بسؤال المراسل عما رأه أمامه ولم نحلل أو نقترح ماحدث بل رصدنا الصورة فقط وهو دور الإعلام الأساسي.