عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبدالمنعم الشحات: شرعية مرسي فعل ماضٍ

عبدالمنعم الشحات
عبدالمنعم الشحات

قال المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن مبادرة حمزة زوبع المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة، يمكن تلخيصها في اعتراف الجميع بأخطاء المرحلة السابقة، وعدم المطالبة بعودة الرئيس المعزول  د. محمد مرسي للحكم. فيما رفض الشحات مبررات عصام الحداد المتحدث باسم الجماعة لرفض المبادرة، مؤكدا أن شرعية الحاكم الفعلية تظل قائمة طالما أن

مؤسسات الدولة تعمل تحت إمرته. لكن شرعية ذلك الحاكم تتحول إلى فعل ماضٍ إذا انقلبت عليه المؤسسات التي تحته ونجحت في ذلك "فيصير انقلابًا ناجحًا"، أو خرج عليه الشعب فأجبره على الرحيل "فتصير ثورة ناجحة" أو حدث مزيج من الأمرين ونجح!.
وأكد الشحات، في مقال له على موقع "صوت السلف"، الإصرار على التمسك بشرعية كانت قائمة وتمت إزالتها قد يُخرج المتمسكون بها خارج التاريخ".
وأصاف الشحات، أن المواطن الذي نخاطبه كدعاة ونسعى لخدمته كجمعيات خدمية، ونريد حكمه كساسة ينطلقون من معاني الرحمة والعدل - يفضل أن تستقر الدولة والاقتصاد على أن يدافع عن اختيار انتخابي تم إسقاطه؛ لا سيما إذا كانت عوامل سقوطه كثيرة.. منها: عدم الاستعداد الكافي في هذه المرحلة.
وخطاب الإخوان طوال فترة حكم "مبارك" أنهم تيار إصلاحي، وأقصد بها هنا المعنى السياسي للكلمة التي تعني أنه تيار قائم على الإصلاح التدريجي في المجتمع، وفي الدولة من باب أولى، ومِن ثَمَّ نريد من الإخوان أن يفترضوا أنه كان هناك رئيس شرعي منتخب "ولكنه ليس منهم" ثم تم عزله مِن قِبَل كل مؤسسات الدولة مؤيدة بتظاهرات شعبية فماذا كانوا سيصنعون؟، فغالب الظن أنهم كانوا سيحاولون منع عزل الرئيس، فإذا حدث وعُزل فإنهم سوف يواصلون جهودهم الإصلاحية في المشهد الجديد، ولذلك شواهد تاريخية، منها: عزل اللواء "محمد نجيب" الذي حاول الإخوان منعه، ثم اقتنعوا بأنه رغم نزاهته "راحل راحل"؛ فتعاملوا مع "عبد الناصر" كواقع، وإن كانت هذه التجربة بالذات كانت مؤلمة في تاريخ الإخوان؛ إلا أن الخلل فيها لم يكن الواقعية التي تعاملوا بها مع عزل "محمد نجيب" بقدر ما كان عدم الواقعية في التعامل مع "عبد الناصر" بخلفية قديمة دون أن يدركوا واقعه الجديد ويحسنوا التعامل معه".
وأكمل الشحات: "إننا ندرك صعوبة أن نطالِب الإخوان بهذه الواقعية وهم يشعرون أن تجربتهم في الحكم أُجهضت بفعل فاعل، وأن الأزمات التي عُزل "مرسي" بسببها كانت تراكمات سابقة، ولكن هذا لا يمنع من شيء من النقد الذاتي كهذا الذي قدَّمه "حمزة زوبع"، ولا يمنع من جهة أخرى من نوع من "الواقعية" في التعامل مع الأحداث.

وتابع: قال بعض المشايخ على منصة رابعة، إن فض الاعتصام مستحيل؛ لأن الملائكة تحرسه، وقال أحدهم "من شك في عوده مرسي شك في الله -عز وجل-"، وهذه أفكار خاطئة شرعًا يتجاوز أثرها تلك الواقعة الجزئية إلى ما هو أخطر منها، فإن الثقة في نصر الله لمن ينصره يجب أن تكون ثقة مطلقة؛ لقوله -تعالى-: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) ، ولكن لابد أن ندرك أنه مع هذا الوعد فقد تحدث الهزيمة بسبب خطأ ممن يعمل من أجل دين الله، وقال تعالى "قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ"، وهذا يقتضي مراجعة النفس ومحاسبتها.
وقال الشحات "نحن ندعو الإخوان إلى إعادة قراءة مقال الأستاذ "حمزة زوبع" ودراسة الواقع، وأما أمر الله "كن"، فلا نعلمه إلا بعد وقوعه ورؤيته على أرض الواقع، وحين وقوعه فنحن مأمورون بالصبر في الضراء والشكر في السراء، والتعامل وفق الواقع الجديد بالأسباب المادية".
وأضاف الشحات: "لقد ظهر من جانب القوى المدنية رفضًا انفعاليًّا عجيبًا لفكرة ما أسموه: "بالمصالحة"، وتعددت مبرراتهم، فمنها قول بعضهم إنه لا مصالحة على جرائم ارتكبت في حق الشعب المصري، ومنها قتل المتظاهرين، فنقول له إن أحدًا لم يطالِب بالتصالح حول جرائم، طالما كانت ثابتة على أصحابها وفق محاكمات عادلة وإجراءات قانونية، ولكن يبدو أن البعض يحبذ الإجراءات الاستثنائية، حين تكون موجهة إلى خصمه الفكري أو السياسي.

وتابع الشحات: "منطق تخوف البعض من أن تكون هذه المبادرة "مناورة"، لو تم تعميمه لما تم صلح على وجه الأرض؛ لأن أي "مبادرة صلح أو تفاهم" سوف تُترجَم على أنها "مناورة"؛ مما يعني استمرار "أتون الصراعات"، والمناورة تكون مِن طرف يطلب بعض المزايا المسبقة في مقابل وعود مستقبلية بينما لم يزد الأستاذ "زوبع" على مطالبة الجميع بالاعتراف بخطئه وبدأ بنفسه، وهي مسألة يأنف منها الكثيرون "وهو عين الخطأ الذي كانوا يأخذونه على الإخوان"، والبعض يستكثر أن يُقال مثلا: إن حجم النيران المستخدمة في "فض اعتصام رابعة" لا يتناسب مع حجم السلاح الذي أعلنت الداخلية ضبطه فيها "مع التأكيد على تجريم حمل السلاح"، ولكن نحن نتحدث هنا عن شرطة دورها ضبط الجاني وليس عقوبته، فضلا أن تكون هذا العقوبة بالقتل؛ فضلاً أن يكون هذا القتل له ولبعض مَن تجاور معه ممن لم يرتكب جريمة ولم يشارك فيها، وعامة "معتصمي رابعة" باعتراف بيانات الداخلية ومنشورات القوات المسلحة "التي أُسقطتْ عليهم" مِن هذا النوع، وأما كونها "مناورة" لإيقاف تعقب المحرِّضين على العنف: فليس فيها ذلك، ومِن حق مَن يتشكك في هذا أن يشترط ألا تتضمن الاستجابة لهذه المبادة غل يد الدولة عن التعامل القانوني مع أي جريمة "سابقة أو لاحقة على هذه المبادرة" وفق الإجراءات القانونية المعتادة وغير المتعسفة".
واستطرد الشحات، في مقاله "من جهة أخرى يعترض البعض على هذه المبادرة بأنها تخالف توجه عامة القيادات، والسؤال: هل نحن راغبون في الصلح أم لا؟ ، بل دعنا نسأل السؤال بطريقة أكثر دقة -حتى لا يحمل لفظ الصلح معاني لا نقصدها- هل يرغب جميع الأطراف في حل سياسي للأزمة أم أن بعض "الساسة" يفضِّل الحل الأمني؟، فإذا كنا راغبين في الحل السياسي فهذا يعني أنه يلزمنا أن نشجِّع أنصار ذلك الحل، وإن بدا صوتهم ضعيفًا فإذا شجعناه يوشك أن يقوى، بينما إذا قوبلت هذه الدعوة بالرفض فهذا نوع من لجوء الجميع إلى خيار المواجهة السياسية، والمغذى في حالتنا هذه بمواجهات عسكرية، مع الاعتراف بأن أكثر أخطاء الإخوان فداحة هي قبول "تعاطف الاتجاهات التكفيرية" معهم، مع أنهم كانوا يكفرون الدكتور "مرسي" أثناء حكمه، وبالتالي فالإخوان الآن يدفعون فاتورة باهظة لقبولهم بهذا الأمر، لا سيما مع فداحة ووحشية العمليات التي تتم ضد جنود الجيش المصري "لا سيما في سيناء"، والتي بدأت تنتقل إلى القاهرة بمحاولة اغتيال وزير الداخلية.
واختتم الشحات مقاله: "ندعو الجميع إلى أن ينسى مصالحه الشخصية، وينظر إلى شعب يتألم ويتضرر، وينتظر هدوءًا واستقرارًا؛ لكي يجني ثمار ثورة دخلت عامها الثالث ولم تصل بعد إلى نقطة الاستقرار.