رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حواجز حديدية بالنهضة لمواجهة فض الاعتصام

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما تطأ قدمك في محيط جامعة القاهرة من جهة ميدان النهضة بالجيزة تجد نفسك على مشارف مخيمات قد يعتقد من لا يتابع المشهد السياسي الملتهب في مصر أنها مخيمات لاجئين

أو نازحين من ديارهم أو بلادهم قاصدين مصر على إثر حرب أو فيضان أو كارثة ما، فتجد الرجال والنساء كلا في خيامه الخاصة فهناك من كان يقوم بغسل الملابس ونشرها على ما يشبه بأحبال «الغسيل» البدائية، وهناك من كان ينظف أواني الطعام من بقايا طعام ليلة البارحة، وفيما جلس البعض يشاهد التلفاز وآخر الأخبار والمستجدات على الساحة السياسية.
فعند ذهابك إلى مقر اعتصام الرئيس المعزول بميدان النهضة بالجيزة فلا بد أنك ستمر على بوابتين للتأمين يقف عليها عدد من أعضاء جماعة الإخوان، فالأولى يتأكدون من هويتك التي منحتها لك الحكومة ومن ثم التأكد من الجهة التي تتبعها تحسباً من أن تكون أحد المندسين عليهم؛ والبوابة الثانية تجتازها حين تتأكد قوة التأمين على البوابة الأولى من هويتك فتكون الخطوة الثانية هو التفتيش الذاتي للتأكد من عدم حملك لأحد الأسلحة أياً كانت.
فعندما توجهت «الوفد» ظهر أمس إلى مقر الاعتصام لمتابعة مستجدات الأوضاع بعد الإعلان عن استعداد قوات الأمن لفض الاعتصام وجدنا العمل في اعتصام النهضة جار على قدم وساق لمواجهة الشرطة والجيش عند دقات ساعة الصفر.
فعند دخولك لمقر الاعتصام سيراً على الأقدام من جهة تمثال النهضة تجد على يسارك كمية هائلة من الطوب والزلط والدبش المستخدم في مواد البناء الذي يزن ثقل «الطوبة» الواحدة أكثر من كيلو أو اثنين لإلقائها على الأمن في حال فض الاعتصام بالقوة.
وإذا تقدمت إلى الأمام بعض الشيء ستجد عمال «الحدادة» و»اللحام» يصارعون الوقت تحت أشعة الشمس الملتهبة لإنجاز السواتر الحديدية الكبيرة التي سيضعونها على جميع مداخل الاعتصام لعرقلة قوات الأمن من دخول مقر الاعتصام في محاولة لفضه بأي شكل، فهذه الحواجز

لن تقهر قوات الداخلية والجيش ولكنها ستمنع عملها لعدة ساعات؛ قد يكون الإخوان انتهوا من إعداد الخطة السرية البديلة في مواجهة إزالتهم من الميادين.
ومن يلقى نظرة متمعنة داخل ذلك الاعتصام الشبيه بمخيمات اللاجئين سيكتشف أن الدولة هي من «ستشرب» تكلفة فاتورة الكهرباء لذلك الاعتصام بعد أن تكتشف أنهم استولوا على أسلاك أعمدة النور الخاصة بالشوارع التابعة للدولة في تشغيل الكهرباء للمنصة الرئيسية للاعتصام بجميع كمالياتها من معدات صوت وعشرات المراوح كبيرة الحجم المستخدمة في المطاعم الكبيرة لتهوية أكبر عدد ممكن، وشاشات التلفاز المنتشرة في جميع أنحاء الاعتصام.
وقد تتعجب أكثر من الرائحة الكريهة المنبعثة من منتصف الطريق بجوار حديقة الأورمان والذي تكتشف بعد ذلك أنها دورات المياه التي قام المعتصمون ببنائها وتوصيل مواسير الصرف لها وكأنها مدن سكنية خاصة يقوم روادها بالعبث بها كما يشاءون باعتبار أن «البيت بيتهم»، وليس ميداناً حيوياً في أرقى مناطق محافظة الجيزة.
وتسبب اعتصام أنصار المعزول في منطقة النهضة بالجيزة إلى شلل في حركة المرور بسبب غلق عدة طرق ومحاور وتحويل بعض الشوارع وفتح الطريق أمام حركة السيارات في اتجاه واحد لاتجاهين، مما قد ينذر بوقوع حوادث وكوارث بشرية لا يتحمل عقباها سوى جماعة تلهث خلف السلطة ومصالحها الشخصية.