عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"تمرد" تواجه مصيرين إما الحل أو الانخراط فى العمل السياسى

بوابة الوفد الإلكترونية

عرفت البلاد مصطلح «تمرد» منذ ثلاثة شهور تقريباً عندما أطلق عدد من الشباب حملة للتوقيع على استمارات لسحب الثقة من رئيس الجمهورية محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

تضامن مع الحملة جميع السياسين المعارضين فى مصر وانضمت لها وساندتها جبهة الإنقاذ ونقابات المحامين والصحفيين ورؤساء الأحزاب السياسية، كما دخل على خط التضامن جميع الحركات الاحتجاجية «6 إبريل وكفاية وحركة شباب من أجل العدالة والحرية وشباب الثورة العربية والجبهة الحرة للتغيير السلمى» وأعلنوا أنصهارهم فى حركة تمرد.
وحددت الحملة 30 يونيو ميعاداً للتغيير بمصر وإسقاط حكم جماعة «الإخوان المسلمون» فى البلاد، وبهذا التاريخ يكون قد مر على انتخابات الرئاسة التى أسفرت عن فوز محمد مرسى عام كامل.
وكان الهدف أن تجمع تمرد 15 مليون توقيع فقط ولكنها نجحت فى حصد أكثر من 22 مليون توقيع، ولكن كثرة الأزمات فى عهد مرسى كانت سبباً لتفاعل الشعب المصرى مع حملة تمرد وإقبالهم على التوقيع على استمارة سحب الثقة.
حاولت الحملة أن تجد سنداً قانونياً لها وتم الاتفاق مع نقيب المحامين أن يجدوا صيغة قانونية لاستمارة تمرد حتى يتم تقديمها للمحكمة الدستورية ويطالبوا رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شئون البلاد لفترة انتقالية وبالفعل نجح سامح عاشور وعدد من المحامين فى إيجاد صيغة قانونية للحملة.
بينما ظهرت عموماً فكرة الاحتجاج والرفض فى مصر خارج الإطار السياسى والحزبى، وخارج العمل البرلمانى بصورة عفوية غير منظمة، وكان الهدف الأساسى من الاعتراض والاحتجاج وقتها مناهضة ملف التوريث الذى شرع الرئيس السابق حسنى مبارك فى محاولة تمريره لابنه الأصغر جمال مبارك.
وكانت أولى الحركات التى ظهرت للنور وقتها فى أخريات عام 2004 الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، والتى اتسعت رقعتها من مجرد حركة احتجاجية فى العاصمة تمارس نشاطها النضالى على سلم نقابه الصحفيين ودار القضاء العالى باستخدام لصاقات صفراء دون عليها كلمة «كفاية» وتم لصقها على الفم فى إشارة إلى حالة تكميم الأفواه التى مارسها النظام ضد معارضيه.
ويعتبر البعض أن خروج الحركات الاحتجاجية وحملة تمرد من عباءات أحزاب الكرامة والناصرى والوفد والتجمع لهو دليل على نجاح هذه الأحزاب فى تربية كوادر كما يعد دليل على فشلها فى أحداث تغيير فى الشارع عن طريق الانتخابات والحشد لصناديق الاقتراع.
ولفتوا إلى أنه إشارة لسحب البساط من تحت أقدام الحياة الحزبية فى مصر والتى فشلت فى استيعاب الطاقات الشبابية وملء الفراغ السياسى والنضالى فى الشارع السياسى المصرى، فيما اعتبر الآخرون أن الحركات الاحتجاجية كانت امتداداً طبيعياً للأحزاب السياسية ولا سيما أن معظم قياداتها وشبابها المؤسسين ينتمون لأحزاب مثل الوفد والغد والتجمع والجبهة، واحتضنتها الأحزاب فى مقارها فى وقت كانت الشرطة تطاردهم فيه.
بعد نجاح حملة لتمرد لسحب الثقة من رئيس الجمهورية، وقدرتها على جمع قرابة الــ 22 مليون استمارة ممهورة بتوقيعات الرافضين لحكم محمد مرسى وجماعة «الإخوان المسلمون»، ما هو مصير الحملة؟
هل تتحول لحركة احتجاجية تمارس الرفض السياسى أم تتحول لحزب سياسى يشارك فى الحياة السياسية بعد الموجة الثانية لثورة 25 يناير؟ أم ينخرط أعضاؤها كل على حدة فى مجال العمل سواء السياسى أو النضالى؟
ترى «منى سليم» عضو اللجنة المركزية لحملة «تمرد» أن أغلب الأعضاء اتفقوا على الاستمرار كحملة للضغط ومراقبة تنفيذ خارطة الطريق التى وضعت سلفاً، وأن الهدف لم يكن فقط إسقاط محمد مرسى ولكن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأشارت إلى أنه لا يصح الانسحاب الآن

من الصورة.
وأضافت: سنظل جماعة ضغط للدفع لاستكمال الثورة وتحقيق أهدافها وتبنى حملات أخرى مثل «اكتب دستورك» ومناقشة ما يحدث ومتابعة مدى تحمل الحكومة لمسئوليتها ومراقبتها.
وشددت على أن الدور القادم سيكون رقابياً وتحفيزياً بتبنى مبادرات شعبية تعبر عن مطالب الجماهير.
بينما يرى شريف الروبى، عضو المكتب التنفيذى لحركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، أن «تمرد» لا تستطيع التحول لحركة احتجاجية، باعتبارها مجرد حملة شارك بها وتبناها شباب الحركات الاحتجاجية الأخرى مثل 6 إبريل والعدالة والحرية والجبهة الحرة وكفاية والتيار الشعبى.
كما أكد عدم إمكانية تحولها لحزب سياسى لأن من أطلقوا الحملة ينتمون لأحزاب سياسة أخرى مثل الكرامة والناصرى، وبالتالى فإن تحولها لحزب سياسى بأيدلوجية واحدة سيكون أمراً صعباً، مشيراً إلى أن نجاح الحملة لم يكن نتاج عمل ومجهود مطلقيها فقط وإنما الشارع المصرى جميعه شارك بها وأصر على نجاحها لإزاحة «الإخوان المسلمون» من الحكم.
وأضاف أنه بعد انتهاء 30 يونيو وبعد إعلان الجيش المصرى انحيازه للشعب فإنه تلقائياً حملة «تمرد» لم يعد لها وجود على أرض الشارع، وإنما مجرد تصريحات وتحركات إعلامية فقط.
بينما يرى «تقادم الخطيب» عضو الجمعية الوطنية للتغيير أن «تمرد» لن تتحول لحزب سياسى لأنها قامت على 3 أفراد فقط وبعد 30 يونيو لم يصبح لها دور ولن تكون كما قامت، لأن دورها انتهى بعزل محمد مرسى وما كانت تنادى له قد نجحت فيه.
وقال «الخطيب» إن الحملة عليها أن تحل نفسها وترجع للعمل الميدانى مرة أخرى سواء بالانخراط فى الحركات الاحتجاجية أو بالانخراط فى الأحزاب السياسية.
ويرى وسام البكرى، منسق حركة مقاومة الطلابية بجامعة حلون، أنه فى البداية تفاءل بحملة «تمرد» واعتبرها ورقة ضغط مهمة على النظام لكى يغير من سياساته التى ستؤدى إلى الهلاك وعندما بدأت الحملة فى الانتشار بسبب غباء وفشل نظام الإخوان وخيانتهم للثورة التى جعلتهم خصوماً للشباب.
وأضاف أنه يجب أن نسلط الضوء على عدو المرحلة القادمة الذى يطل برأسه القبيح من جديد وهو فلول النظام السابق ومحاولات استعادة نظام مبارك مرة أخرى، مشدداً على أن شباب تمرد عليهم أن يدركوا الفخ الذى ينصب لهم الآن ويصححوا المسار الذى نسير فيه والتشديد على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حتى لا ترجع الكرة مرة أخرى لحكم العسكر.
أحمد السكرى