رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصنع سكر دشنا يلقى بمخلفات قاتلة فى شريان الحياة .. فيديو

مخلفات المصنع
مخلفات المصنع

«محرر الوفد»: سحب عينات مياه والتحاليل تؤكد وجود بكتيريا سامة 

 

الوضع فى قنا لا يزال كارثيا النيل لم يعد شريانًا للحياة، بعد أن أصبح منفذا لتفريغ نفايات المصانع المطلة على جنباته عبر مواسير الصرف الضخمة الخاصة بها، الأمر الذى يٌنذر بكارثة بيئية وصحية تهدد ملايين المواطنين. 

 

قام محرر «الوفد» بجولة لرصد ما يحدث.

 

البداية كانت باستقلال «زورق» صغير إرتدى المحرر الجلباب الصعيدى للوصول إلى منطقة المصنع الكائن بمركز دشنا – محافظة قنا حيث مصنع «سكر دشنا» وما أن اقترب المحرر من موقع المصنع وبعد مرور ما يقرب من 45 دقيقة فوجئ بأنبوب ضخم يصب مخلفات المصنع بنهر النيل، على مرأى ومسمع من الجميع وفى وضح النهار، فضًلا عن الانبعاثات والأدخنة السوداء المتصاعدة من مدخنة المصنع لتكتم أنفاس سكان المناطق المجاورة بالروائح الكريهة، وتصيبهم بأمراض الصدر المزمنة الناجمة عنها. 

 

نزل المحرر إلى سد المياه مدعمًا مغامرته بالصور والفيديو، وتم أخذ عينة من المياه أمام الكاميرا، وأسرع لتحليل العينة فى المعامل المشتركة بمديرية الصحة بقنا، ووجد تكلفتها تتعدى ٤٥٠٠ جنيه، وبشرط اخذ الموافقة من وكيل وزارة الصحة، فقام بإرسال العينة لمعمل شهير والذى أرسلها بدوره إلى المعامل المشتركة التابعة له بالقاهرة. 

 

شاهد الفيديو :

 

 

بعد مرور 10 أيام أفادت معامل التحاليل المتخصصة أن نتيجة تحليل «مياه مخلفات مصنع السكر» تحتوى على ثلاثة انواع من أخطر أنواع البكتيريا، التى تًصيب الجهاز الهضمى بالعديد من الأمراض. 

وأكد الدكتور عمر فايز دكتور تحاليل طبية، أن كل ١٠٠ مللى من العينة يحتوى على بكتيريا « سيدوموناس» وهى بكتيريا سالبة الجرام تسبب العديد من امراض والتهابات الجهاز الهضمى الخطيرة وتعفن الدم وامراض الرئة، وهناك احتمالية أن تسبب الوفاة، أيضا لاحتوائها على بكتيريا مثل انتيروكوكاى وايشيريشيا كولاى. 

 

مديرية الصحة بقنا:

 

تواصلنا مع الدكتور راجى تاوضروس وكيل وزارة الصحة بقنا، وبسؤاله عن الإجراءات التى تتخذها المديرية تجاه مخلفات الصرف الصناعى لمصنع سكر دشنا، وعن آخر موعد جرى فيه سحب عينة من تلك المياه ونتيجتها، مع إعلامه بسحب عينة مياه وظهور نتيجتها غير المطابقة للمواصفات القياسية المصرية، جاء رده قائلا: مصنع سكر دشنا ابتدأ الموسم هذا العام فى شهر فبراير، وتم أخذ عينة بتاريخ 15 فبراير ونتيجتها لم ترد حتى الان من المعمل. 

 

وبسؤاله عن نتيجة عينة العام الماضي؟ لم نتلقَ منه إجابة. 

 

مديرية الرى:

 

كما تم التواصل مع المهندس كمال الجمل وكيل وزارة الرى بقنا، والذى حولنا بالاتصال الى المهندس محمد أسعد مدير عام حماية النيل بالمديرية، لوجود كافة المعلومات الخاصة بهذا الموضوع لديه على حد وصفه، وبالتواصل مع مدير حماية النيل وبسؤاله عن أهم الإجراءات القانونية التى تتخذها المديرية حيال المنشأت الصناعية التى تلقى مخلفاتها الصناعية بنهر النيل ومن بينها مصنع سكر دشنا، أجاب، تم تحرير عدد من المحاضر المخالفة تجاه المصنع المذكور، طبقاً للقانون رقم ٤٨ لسنة ١٩٨٢ وجرى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التى كفلها القانون. 

 

وبسؤاله عن أرقام تلك المحاضر طالب بالتواصل مع المهندس ياسر سيف النصر مفتش النيل بمحافظة قنا، وهو ما حدث بالفعل وبعرض الأمر عليه أوضح قائلاً، إننا بالفعل نحرر محاضر مخالفة بصفة دورية لمصنع سكر دشنا، مضيفاً ان العينات التى تصلنا من مديرية الصحة بقنا من المياه الملقاة بالنيل من المصنع المذكور هى بالفعل غير مطابقة للمواصفات منذ زمن. 

 

وأضاف «سيف النصر»، أن الماسورة التى تلقى من خلالها المياه، صادر بحقها قرار إزالة، وعند تنفيذها وجدنا المصنع فى حالة توقف ولم نقم بإزالتها حفاظاً على مصلحة العاملين بالمصنع. 

وبسؤاله عن عدد المحاضر التى تم تحريرها خلال هذا العام والعام الماضى وارقامها والحصول على صورة من قرار الإزالة، رفض الإفصاح عنها او مدنا بأى مستند بحجة التعليمات. 

 

جهاز شئون البيئة بقنا :

 

تم التواصل هاتفياً مع المهندس الحسين محمد مدير جهاز شئون البيئة بقنا، والذى رفض الأداء بأى معلومات او تصريحات بخصوص هذا الموضوع، بحجة وجود قرار صادر من وزيرة البيئة بعدم الادلاء بأى تصريحات صحفية دون الرجوع إلى الجهة العليا، وتكون من خلال المتحدث الرسمى باسم الوزارة. 

 

وأوضح مسئول آخر فضل عدم ذكر اسمه

 

بجهاز شئون البيئة، تحدث إلينا بشكل ودى قائلا: أن هناك خطة لتقنين أوضاع مصانع السكر بقنا، من خلال صرف المخلفات الصناعية السائلة على الغابات الشجرية التى يجرى تنفيذها، مضيفاً ان الجهاز يرصد تلك الملوثات باستمرار وقام بتحرير محاضر مخالفة لها، وبعض تلك المصانع بدأت العمل بالغاز الطبيعى مثل مصنع سكر قوص تجنبا للانبعاثات الدخانية. 

شركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا:

 

  أخذنا نتيجة التحليل وتوجهنا بها لأحد المعامل التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا، وبعرضها على دكتور العمل الخاص بالشركة. 

 

أوضح الدكتور محمد عبدالستار، أن أخذ العينة لها إجراءات خاصة لسحبها منها تعقيم الوعاء الناقل للعينة ووضعه فى جهاز محدد قبل وضع العينة فيه، فضلاً عن أن نتيجة التحليل تمت مطابقتها على مياه الشرب، مضيفاً أن مياه الصرف الصناعى والصرف الصحى لها نسب معينة حددها القرار رقم ٩٢ لسنة ٢٠١٣. 

 

كما أن المعمل يخلى مسئوليته من مصدر اخذ العينة وسلامتها خلال مرحلة التخزين والشحن ويحملها للعميل، وتابع الدكتور عبدالستار، أن هناك انواعا بالفعل من البكتيريا بالعينة وبنسب عالية.  

 

وذكر المهندس  أشرف على، مهندس كيميائى  بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا، أن نتائج التحليل توضح عدم معالجة تلك المياه مايكروبيولجي قبل إلقاءها فى النيل وهو ما تظهره النسبة العالية للميكروبات، مضيفاً انه من المفترض معالجة تلك المياه قبل إلقاءها فى النيل وفقاً للقرار ٩٢ لسنة ٢٠١٣ من القانون رقم ٤٨ لسنة ١٩٨٢ والذى يحظر إلقاء مياه الصرف الصناعى غير المعالجة فى نهر النيل.  

المسطحات المائية:

 

من جهتها رفضت هيئة المسطحات المائية بنجع حمادي والتى تشرف على مياه النيل على مستوى مراكز شمال المحافظة، الادلاء بأى تصريحات صحفية او اى معلومة . 

 

جمعية حقوق الإنسان :

 

من جهته أوضح الحقوقى بركات الضمرانى رئيس جمعية حماية حقوق الإنسان بقنا، قائلا: بالنسبة لمصنع السكر والمصانع الملحقة به في محافظه قنا، سبق ان قامت جمعية حماية لحقوق الانسان بقنا، بزيارة لبعضها والتجول فيها، خاصه سكر دشنا الذي كان لحماية زيارته والوقوف علي التلوث الصادر منه، وماينتج عنه من تلوث بيئي . 

 

حيث سبق للجمعية مناشدة المسؤلين للحد من تلك التلوثات والانبعاثات التي تسبب تلوث بيئي، وكذا مايتم نقله من امراض للمواطن حيث يتم إلقاء مخلفات المصانع بصورة مباشرة وغير مباشرة علي مياه النيل، مما يسبب تلوث للمياه نتائجة كارثية علي المواطن، وكذا مايخرج من ادخنة وهذا ناتج عن استخدام مواد ملوثة للبيئة تغطي سماء القري والنجوع المحيطة بتلك المصانع، مما يهدد المواطنين القاطنين بتلك القري والنجوع بأمراض مزمنة وخطيرة .  وقد كانت لنا مطالب بسرعة التعامل مع تلك الانبعاثات وهذا التلوث الذي يمثل خطورة مباشرة وغير مباشره علي المواطن ويمثل معاناتهم بأمراض مزمنة.