عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انفراد بالصور كارثة أثرية في الأقصر

بوابة الوفد الإلكترونية

كارثة حقيقية تتعرض لها منطقة " بين الجبلين " الأثرية بمدينة إسنا التاريخية جنوب محافظة الأقصر والتي تشهد عمليات هدم وتجريف وتدمير لمقابرها وتلالها وأسوارها التاريخية ونهب وسرقة لآثارها التي يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية الأولى .

وقال أثريون يعملون في المنطقة - التي تعد من المناطق الأثرية المهمة في إسنا وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى حيث كانت الحد الفاصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية ويعنى اسمها القديم والحديث " التلين " أو الجبلين لأنها تقع بين الجبلين الشرقي والغربي على الضفة الغربية للنيل، كما كانت تسمى Perhathar أي معبد أو مقر الآلهة حتحور التي كان يوجد معبد لها في الجبل الشرقي والذي يرجع في أصله إلى ما قبل الأسرة الثالثة الفرعونية وكان يضم نقوشا من عصر الاضطراب الأول وأسماء الملوك  " منتوحتب – بنحتب رع " من الأسرة 11 الفرعونية وملوك من الأسرة 13 مثل جدف – نفر رع – جد عنخ – رع – منتو أم – ساف إلى نفر – حبت رع ثم من ملوك الهكسوس الأسرة 15 مثل خيان أوس رع – أبوقيس – قالوا بأن المنطقة تتعرض  لاعتداءات على معالمها الأثرية في وضح النهار وباستخدام معدات وحفارات ضخمة تسبب دخولها إلى المنطقة في انهيار عدد من مقابرها الأثرية المبنية بالطوب اللبن ، ودمار كبير لمعالمها التاريخية دون أن تتحرك الشرطة لوقف تلك الاعتداءات برغم قيام مسئولي الآثار في المنطقة بتحرير مخالفات ومحاضر بأسماء من يقومون بأعمال الهدم والتدمير والسرقة لآثار بين الجبلين ، وتعرض الأثريين في المنطقة لتعديات بالسب والضرب خلال قيامهم بحصر التعديات وتحذير المتعدين من مخاطر تدميرهم لمنطقة من أهم المناطق الثرية في جنوب الأقصر . وأشار الأثريون في مدينة إسنا ومنطقة بين الجبلين إلى تقدمهم باستغاثات للمسئولين في وزارة الدولة لشئون الآثار لإنقاذ آثار المنطقة مما تتعرض له من نهب وتدمير لكن حالة الانفلات الأمني التي تشهدها البلاد تسببت في استمرار التعديات على آثار المنطقة - التي تحوى مقابر من عصر الاضطراب الأول على الجبل الغربي من أهمها مقبرة إتى ITI المحفوظة حاليا بجناح المتحف المصري في تورين بإيطاليا ، بجانب عثور البعثة الإيطالية حديثا على سور ضخم ربما كان يحمى القرية القديمة بالمنطقة -  منذ يوم السبت الماضي الموافق للحادي عشر من شهر مايو الجاري ولليوم الخامس على التوالي دون أي ترحك أمنى لوقفها . وأثبتت المحاضر التي حررها المسئولون بمنطقة آثار إسنا وبين الجبلين وسلمت لوحدة شرطة السياحة والآثار في مدينة إسنا والمذكرة التي تقدموا بها للمسئولين بمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا ووزارة الدولة لشئون الآثار عن تعرض ثلاثة من مفتشي الآثار لاعتداءات بالضرب من قبل المتعدين على المنطقة الأثرية وذلك خلال قيامهم بالمرور على المنطقة لمعاينة التعديات التي تتعرض لها معالم وآثار المنطقة ومقابرها وأسوارها . وأن المتعدين يستخدمون حفارات ضخمة في أعمال التعدي مما أدى إلى إتلاف الآثار الظاهرة بالمنطقة  من مقابر وأسوار ودفنات سبق اكتشافها بمعرفة بعثة أثرية ايطالية كانت تعمل بالمنطقة بجانب إزالة وتدمير للطبقات والشواهد الأثرية التي تحدد هوية المنطقة وتاريخها الأثري . وذلك بهدف الاستيلاء على أراضى المنطقة وسرقة مابها من آثار . ووصف الأثريون بمنطقة آثار إسنا وبين الجبلين ماتتعرض له آثار منطقة بين الجبلين من اعتداءات لليوم الخامس على التوالي بالكارثة حيث يتعرض التل الأثري بالمنطقة للتجريف بهدف الزراعة والبناء فوق مايضمه التل من معالم أثرية وهدم وتدمير للمقابر والدفنات المبنية بالطوب اللبن والاستيلاء على مابها من آثار . دون أي تحرك شرطي لوقف تلك الاعتداءات المستمرة حتى لليوم .
وكشف الأثريون بمنطقة بين الجبلين الثرية عن وقائع طريفة مثل قيام المعتدين بالاستعانة بالكلاب لمنع الأثريين من دخول المنطقة وتعطيلهم عن القيام بعمليات حصر للتعديات وأن أحد المتعدين قام بربط كلب مفترس فوق باب احد أهم مقابر المنطقة التي تعمل بها البعثات الأثرية منذ عام 1911 ميلادية . وانهيار إحدى المقابر نتيجة تسرب المياه إليها بعد أن بدأ المتعدون في إقامة زراعات بالمنطقة وأن المقابر والمعالم الأثرية المهمة في المنطقة باتت معرضة للضياع أما بالتلف أوالسرقة ، كما

كشفوا عن قيام الوحدة المحلية لقرية كيمان المطاعنة بتوصيل المرافق من مياه وكهرباء للمتعدين بالبناء على أرض المنطقة . وعن تقدمهم بطلب لتحويل المنطقة إلى محمية أثرية ونقل ملكية أراضيها إلى وزارة الدولة لشئون الآثار بدلا من الاكتفاء بإخضاعها لإشراف الآثار فقط بهدف تحقيق مزيد من الحماية لها وإقامة سور حولها إلا أن أحد لم يستحب لمطلبهم  الذي تقدموا به للجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار في العام الماضي 2012 .

يذكر أن منطقة أو قرية بين الجبلين غرب إسنا في جنوب محافظة الأقصر كانت قد أنجبت أعظم مهندس في التاريخ ايموحتب، وهو من أعظم البنائين والأطباء النوابغ في الطب والحكماء. هو " ايموحتب " كاهن الملك زوسر ووزيره تعرف الإغريق على عظمته بعد آلاف السنين، فقدروه وقدسوه وعدوه خالق عمارة الحجر، وأول حكماء الدنيا وأمام أطبائها فساووه بإلاههم "  اسكايبيوس " اله الطب واعتبروه ابنا للإله بتاح. وكان الملوك قبل " ايموحتب " يدفنون في قبور على هيئة مصاطب لا تختلف عن قبور رعاياهم إلا بعظم حجمها وفخامتها وكانت تبنى من الطوب اللبن.
ولكن ايموحتب نجح في تشييد قبر مليكه زوسر الذي وضع تصميمه ليكون أفخم من أي قبر شيد من قبل كانت الفكرة الجريئة في بناء هذا القبر هي أن يكون مبنيا بكتل من الحجر بدلا من الطوب اللبن، فشيد مصطبة كبيرة من الحجر الجيري قطعها من المحاجر القريبة ثم كسا جدرانه الخارجية بأحجار جيرية من النوع الأبيض الممتاز
وبحسب قول الباحث والمؤرخ المصري عبد المنعم عبد العظيم فقد كانت المصطبة الحجرية بالطبع أفخم وأعظم من اي قبر ملكي آخر، وقطع تحت المصطبة حجرات وحجرات جانبية تتوسطها حجرة كبيرة شيدها من الجرانيت لتكون حجرة دفن الملك. ولكن " ايموحتب " لم يقتنع بذلك فعدل من تصميمه الأول وفكر في أن سيده الملك هو  اله معبود ويجب أن  يكون قبره متفردا قبره عاليا ومرتفعا ، فبني مصطبة فوق مصطبة كل منها يقل في الحجم عما تحتها حتى أصبح الشكل النهائي لقبر زوسر هرما مدرجا من ست درجات مكسوة من الخارج بالحجر الجيري الأبيض. وبهذا يكون ايموحتب أول مهندس مصري في العالم يبني قبرا على شكل هرم من الحجر أحاطه بسور عظيم ارتفاعه عشرة أمتار.
وبين الجبلين هي إحدى مناطق مدينة إسنا  وتبعد 55 كم جنوب الأقصر وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل. وكان لإسنا عدداً من الأسماء في القدم: أيونيت، تا-سـِنـِت، ولاتوبوليس. واسم لاتوبوليس عائد لسمكة البلطي Lates niloticus المتواجدة بكثرة في ذلك الجزء من النيل. وتحوى إسنا الكثير من المناطق الأثرية والتاريخية من أهمها معبد إسنا الذي يتوسط المدينة القديمة ويرجع تاريخ اكتشافه إلى عام 1843م . ومواقع أخرى ذات شهرة عالمية مثل منطقة بين الجبلين ومنطقة كومير .