عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السماسرة يذبحون صناعة الدواجن.. إلى الأبد!

دواجن
دواجن

مع اقتراب شهر رمضان المبارك من كل عام، تحرص الأسر على تخزين كميات من الدواجن البيضاء والبط المسكوفى والمولر الروحى.

لكن هذا العام أصيب الجميع بالصدمة عندما وجدوا أن الأسعار ارتفعت بطريقة جنونية، ويرى المحللون أن هذا الارتفاع الغريب فى هذا التوقيت قبل شهر رمضان بحوالى شهرين له ما يبرره خاصة أن أصحاب مزارع الأمهات قاموا ببيعها قبل عدة أشهر بعد تحملهم خسائر.

وعندما تصبح تكلفة الدجاجة متوسط 2 كيلو حوالى 80 جنيها، والسماسرة يضعون أسعارا بعيدة كل البعد عن التكلفة ويجد المربى الذى يشترى طن العلف بحوالى 23 ألف جنيه، فعليه أن ينجو بنفسه من الخسارة المحققة ويبتعد عن السوق ظنا منه أن الأسعار ستهدأ.

 

أسرار تصفية 14 شركة.. وبيع المزارع بـ “رخص التراب”

أصحاب مزارع الأمهات الذين يقومون بعملية تفريخ البيض فى معاملهم الخاصة أو لدى الغير بتكلفة تصل إلى حوالى 6 جنيهات للكتكوت الواحد، تعرضوا لخسائر أيضا مما دفعهم لإلقاء الكتاكيت فى الطرقات أو إعدامها لعدم وجود من يشتريها، لأن قطيع الأمهات تكلفته تصل إلى أضعاف قطيع التسمين أو بمعنى أدق أن تكلفة الدجاجة حتى تضع أول بيضة تصل إلى حوالى 250 جنيها، لأنها تحصل على لقاحات كثيرة وتغذية معينة لإعدادها للبيض على مدار عامين.

وبدلا من أن يجنوا الأرباح فوجئوا بارتفاع أسعار الأعلاف بطريقة جنونية لم تمكنهم فقط من احتساب التكلفة والخروج الآمن من الأسواق ولكنهم وصلوا إلى حالة من الخسارة تجعلهم يبيعون الدجاجة التى تكلفت حتى الإنتاج 250 جنيها بحوالى 150 جنيها، مما يعنى أنه خراب محقق فى نفس الوقت الذى ساهم فى تخفيض أسعار الدواجن البيضاء فى الأسواق لكثرة المعروض بالأسواق من الدواجن على اختلاف أحجامها وأوزانها.

ولم تكن مزارع الأمهات وحدها التى أغلقت أبوابها ولكن تبعتها معامل التفريخ ومصانع الأعلاف والمجازر ومحلات الأعلاف والأدوية البيطرية وشركات اللقاحات، وتعرض عشرات الآلاف من العاملين فى القطاع لفقد وظائفهم وبالتالى ضياع استثمارات قدرها القائمون على اتحاد منتجى الدواجن بنحو 100 مليار جنيه و15 مليون عامل.

الكارثة الأكبر التى يحذر منها أبناء المهنة أن الدولة تقف متفرجة بل ومشاركة فى هذه المذابح، بعد فشل البنك المركزى فى توفير الاعتمادات المستندية الدولارية، لشراء خامات الاعلاف من ناحية، قبل العودة إلى نظام مستندات التحصيل ولعلمها أن عدم

خروج هذه الخامات وبقاءها فى الموانى افضل استثمار لأصحاب هذه الشركات لأنه كلما بقيت فى المخازن زادت اسعارها بطريقة جنونية ولم تفلح معها المسكنات التى يقوم بضخها البنك المركزى بين الحين والحين لأنه ببساطة شديدة تركهم يستثمرون اموالهم بطريقة تفوق الخيال، وتتضاعف اموالهم كل دقيقة، فى سوق ليس له قواعد، او آداب، او رقابة تحد من هذه المذابح او حتى توقفها، ووصل الحال بالتجار أن اشتروا المزارع المتعثرة من اصحابها ليحققوا ثراء فاحشا، وعلمنا ان هذه المذبحة طالت ما يقرب من 14 شركة كبرى خرجت من الصناعة بعد ان باعت المزارع والمعامل والمجازر إلى هؤلاء المحظوظين، حتى وصلنا إلى مرحلة توقفت فيها التربية تماما سواء الدواجن البيضاء او البلدية او الطيور الاخرى كالبط والاوز والرومى، والكارثة التى يحذر منها ابناء المهنة هى ضياع قطيع الجدود سواء البيضاء او البلدية وهو ما ينذر مستقبلا بخطر انقراض هذه السلالات سواء البلدية او المستوردة والتى تحتاج لإعادة تربيتها إلى الوقت والجهد والمال.

وكانت العاقبة بعد هذا الصراع الذى اقترب على العام ان أصبحت اسعار الكتاكيت التى نجت من هذه المذابح تقترب من 15 -18 جنيها للكتكوت الواحد مما يعنى فى ظل هذا الارتفاع المتواصل لأسعار الأعلاف ان يصل سعر الكيلو إلى 70 جنيها.

وخلال الأسابيع القادمة مع اقتراب شهر رمضان ستقترب أسعارها من 100 جنيه للكيلو اى أن الدجاجة التى كانت تباع بحوالى 80 جنيها قبل عام سيصل سعرها إلى 250 جنيها فى شهر رمضان.