عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنقاذ الأطفال أهم من معارك الإدارة

نيفين القباج وزيرة
نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي

بعيدًا عن المعركة الدائرة الآن حول تبرعات ٥٧٣٥٧ وبعيدًا عن الاتهامات المتبادلة بشأن أموال التبرعات فإن النقطة الأساسية التى يجب عدم الانشغل عنها هى ضرورة ضمان، استمرار وصول الخدمة العلاجية للأطفال المرضى.

 

لذلك يصبح السؤال هو كيفية استمرار الخدمة سواء فى ظل الإدارة الحالية أو بتنحية الإدارة الحالية، حتى تتبين الحقائق أمام جموع المتبرعين الذين لهم الحق وحدهم فى استمرار التبرع أو وقف التبرع.

 

ظلت مستشفى ٥٧٣٥٧ منذ عام ٢٠٠٧ وللآن تقدم خدماتها العلاجية لأطفال مرض السرطان وبالمجان بجانب دورها فى البحث العلمى والتعليم والتطوير.

 

افتتح المستشفى بـ180 سريرًا، وفى 2020 أصبح أكبر مستشفى أورام أطفال فى العالم، بسعة 345 سريرًا، بالإضافة إلى تحويل بعض الأماكن بالقسم الخارجى لاستقبال المرضى، لحل مشكلة قوائم الانتظار الداخلية والخارجية، واستيعاب أكبر عدد من الحالات، ووصلت فى نهاية 2020 إلى 386 سريرًا، 

 

وحقق المستشفى نسبة شفاء 71.2%، مقابل 80٪ نسب الشفاء العالمية، وبحثت المستشفى بدقة فى أسباب الفجوة بين نسب الشفاء ونسب الشفاء العالمية، من خلال دراسة دقيقة كشفت عن عدد من الأسباب، منها - انخفاض مستوى الحالة الاجتماعية والاقتصادية، التى تقف وراء زيادة نسبة الوفيات مع وجود 28.6% من السكان تحت خط الفقر، مقابل 13.4% فى الولايات المتحدة، والأمية 24.6% مقابل 4.1% فى الولايات المتحدة، وفقًا لإحصائيات عام 2019 و2021، وصعوبة توفير بعض أنواع أدوية السرطان «وخاصة العلاج المتطور» لأسباب عديدة منها قيود الاستيراد وارتفاع الأسعار. وعدم التنسيق والتكامل بين مستويات الرعاية المختلفة، مما يؤدى لعدم إمكانية الاكتشاف المبكر والتدخل السريع، والنقص فى عدد أسرة زرع النخاع المتوافرة فى المستشفى، رغم أن هذا التخصص له تأثير قوى على تحسين نتائج نسب الشفاء فى أنواع معينة من السرطان، ولكن توجد ندرة فى هذا التخصص، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف من أجهزة وأدوية وتوافر وحدة ذات طابع خاص.

 

ولذلك قام المستشفى بزيادة سعة وحدة زرع النخاع من 9 إلى 27 سريرًا، فى محاولة منها لزيادة نسب الشفاء، ومرضى أورام المخ الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، 57357 نجح فى رفع نسب الشفاء من أورام المخ إلى 60%.. كما وصلت حالات المتابعة لما بعد الشفاء إلى ١٥ ألف حالة من خلال عيادات خارجية ومميزة إلى جانب عمل مركز للعلاج بالبروتونات، وأكاديمية علوم للرعاية الصحية، ومركز أبحاث.

 

وفى عام 2016 ومع انخفاض قيمة الجنيه المصرى بنسبة 48%، حدثت زيادة غير مسبوقة فى تكاليف جميع المنتجات والخدمات، وصلت فى بعض المنتجات إلى 110% منذ 2013 حتى عام 2019، مقابل زيادة قدرها 10% فقط فى الولايات المتحدة لنفس المنتج خلال نفس الفترة، وكان لتعويم الجنية تأثير قوى، أثر سلبًا على قدرة المتبرعين، وزاد من نفقات التشغيل، وخاصة الخدمات والأدوية، وقلل من القيمة الشرائية للودائع الموجودة بالفعل..

 

ونتيجة لذلك تمت إعادة النظر فى خطة 2015 لاستيعاب التكاليف المتزايدة، وانخفاض القيمة النقدية للجنيه، والعدد المتزايد من المرضى، وتم تخصيص مزيد من الموارد للتشغيل، وترتيب الأولويات على حساب الخطة التوسعية، وبالتالى، التوقف عن العمل فى معظم المشروعات، وتم الاتفاق على أن يكون 57357 «أفضل بدلاً من أكبر» واختيار «القيمة على الحجم»، ورغم، والتزامًا منه أمام المجتمع المدنى تم قبول مزيد من المرضى، حيث وصل عدد الحالات الجديدة إلى 3198 مريضًا فى عام 2018، مقارنة بـ1998 مريضًا جديدًا فى عام 2015، و3273 فى عام 2019، و3356 فى عام 2020، و2819 فى عام 2021، وفى 2022 حتى بداية الثلث الأخير من شهر ديسمبر 2034 مريضًا جديدًا، وبذلك يصل إجمالى المرضى منذ بدء المستشفى وحتى الآن 49955 مريضًا.

 

وجاءت جائحة كوفيد -19 عام 2019 وتأثيرها الحاد على المستشفى من حيث نقص التبرعات، وزيادة الأزمة المالية، وفى الوقت الذى لجأت فيه العديد من المؤسسات إلى

تقليص حجم الموظفين وتسريحهم، لم يفرط مستشفى 57357 فى موظف واحد، إيمانًا منه بأنهم الثروة الحقيقية لهذا المكان، بل حرص المستشفى على أن يكون العمود الفقرى لمرضاه وموظفيه وذويهم، مشاركة مع الدولة فى مواجهة هذه المحنة العصيبة، فرغم أن العديد من المستشفيات لم تعالج العاملين المصابين، إلا أن 57357 حرص على علاج العاملين والحالات الحرجة من أقارب الدرجة الأولى، وفقًا لأحدث التطورات فى العلاج، مما زاد من شعور العاملين بالاطمئنان، مما انعكس على أدائهم واهتمامهم بأطفالنا خلال هذه الأزمة العنيفة.

 

وبالنسبة للودائع البنكية فقد زادت فى 2015 إلى 3.4 مليار جنيه مصريًا، وكان من المخطط أن يتم استغلالها فى مشروعات التوسعات، ولكن تم استخدامها فى دعم تكاليف التشغيل، وتمكن المستشفى من الحفاظ على الاستمرارية وبنفس المستوى من الجودة، ومع الحرب الروسية الأوكرانية، واستمرار انخفاض قيمة الجنيه المصرى، ودفع التضخم إلى ارتفاع آخر فى أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية والخدمات، لتصل إلى زيادة بنسبة 100% فى مارس 2022 وذلك لبعض الأدوية الأساسية، ومع اقتراب نهاية عام 2022، تضاعفت تأثيرات تلك التحديات وظهور تحديات اقتصادية إضافية، ووصلت زيادات تكاليف بعض الخدمات إلى 300 % وقد تتضاعف أكثر من ذلك فى عام 2023.

 

ومن ثم استبقى المستشفى عام2023 بتقليل أعداد المرضى الجدد، ففى عام 2021 استقبل 2819 مريضًا جديدًا مقارنة بـ3356 فى عام 2020 أى 537 مريضًا أقل، وحتى ديسمبر 2022 تم استقبال 2034 حالة جديدة أى أقل بعدد 785 مريضًا عن عام 2021 «بنسبة 24%، وهى واحده من الخطوات المطلوبة من أجل الاستدامة واستكمال مهمة ورسالة المستشفى.. وهنأ تكمن الخطورة مع تزايد معدلات السرطان فى مصر والعالم وحدوث تراجع فى التبرعات «مهما كانت دواعى هذا التراجع» وبالشكل المهدد لحياة آلاف الأطفال المرضى بالسرطان... فعلاج الأورام يمثل عبئًا ماليًا هائلًا، على سبيل المثال، يكلف علاج سرطان المخ حوالى 600 ألف جنيه مصريًا، وعلاج سرطان الدم بمتوسط 700 ألف جنيه على مدى 3 سنوات و3 أشهر، وهذه التكلفة حتى يناير 2022 ومتوقع زيادتها مع 2023.

 

وتشير الإحصائيات بالولايات المتحدة إلى أن طفلًا من كل 330 طفلًا تحت سن الـ18 سنة يصاب بالسرطان، وبلغ متوسط المواليد فى مصر 150 ألف طفل شهريًا بمعدل زيادة سنوى 1.8 مليون، أى 1.9%، ويوجد 39.3% من سكان مصر تحت سن الـ18، طبقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

 

وتبقى كلمة عاجل إنقاذ أطفال مرضى السرطان ٥٧٣٥٧... ضرورة قصوى.. وبلاغًا لمن يهمه الأمر.

إيمان الجندى