رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. عبدالسند يمامة يكتب : حكومة الظل الوفدية والجمهورية الجديدة

د. عبدالسند يمامة
د. عبدالسند يمامة

عندما فكرنا فى إعادة حكومة الظل الوفدية من جديد.. لم يكن هذا التفكير من قبيل المصادفة، وإنما نضع نصب أعيننا الدور التاريخى لحزب الوفد الداعم دائماً لاستقرار الدولة المصرية مستنداً إلى مبادئ لا نحيد عنها تتمسك بالدستور ونصوصه، ومن أهمها أن النظام السياسى المصرى يقوم على التعددية والتداول السلمى للسلطة.

ويؤكد ذلك التوجه الحالى للدولة المصرية نحو الجمهورية الجديدة القائمة على الدولة المدنية الديمقراطية، والتى نص عليها الدستور، والتى بدأ التمهيد لها بالإعلان عنها مع افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، وبدء حوار وطنى جامع حول شكل مصر خلال السنوات القادمة.

هذا التوجه النابع من إرادة مصرية خالصة كان لابد للوفد أن يتجاوب معه بكل روح إيجابية، والعمل على تدعيم تلك الرؤية بأفكار جديدة، وأن يكون الوفد سباقاً فى الاستعداد من داخله إلى الدخول فى الجمهورية الجديدة متسلحاً بتراث عريض من الممارسة الديمقراطية والمساعدة فى البناء نحو هذا الهدف.

ومن هنا جاءت فكرة إعادة إحياء حكومة الظل من داخل الوفد للعمل على وضع رؤى جديدة من خلال شخصيات وطنية مؤهلة لذلك سيتم اختيارها بعناية، والوفد زاخر بتلك الشخصيات القادرة على التصدى لأى سلبيات تظهر فى أداء الجهاز التنفيذى وتقديم السياسات البديلة، وليس مجرد النقد للنقد.

فكرة حكومات الظل هى فكرة ديمقراطية فى الأساس ونشأت فى بريطانيا أعرق الديمقراطيات فى العالم فى أواخر القرن التاسع عشر، ثم تراكمت التجربة حتى أصبحت قاسماً مشتركاً فى الحياة السياسية البريطانية، وتحولت إلى مرادف منطقى لديمقراطية الحكم وجزء من ديمقراطية المجتمع ككل فى بريطانيا وكندا وأستراليا وبعض الدول الأخرى حتى أطلق على حكومات الظل اسم المعارضة الوفية.

ففى بريطانيا حالياً حكومة الظل وضعها قانونى ودستورية ولها مخصصات مالية سنوية، ويستطيع ملك بريطانيا أن يعين منها وزراء فى المراحل الانتقالية أو فى حال استقالة الحكومة المنتخبة لحين إجراء انتخابات لمنع أى حالة فراغ سياسى.

صحيح أن حكومات الظل لا تمارس أى شكل من أشكال السلطة ولكنها موجودة كبديل يضمن الاستقرار وسرعة تشكيل الجهاز التنفيذى فى أى وقت بشكل يقنع أبناء الشعب.

فى مصر كان الوفد دائماً منذ نشأته مؤمناً بوجود حكومة الظل، وأنها جزء أساسى

من العمل الحزبى.

ومع عودة الوفد حرس فؤاد باشا سراج الدين على وجودها داخل الحزب، ومن بين من كانوا على رأس حكومات الظل الوفدية المرحوم العلامة الدكتور وحيد رأفت وغيره من القمم الوفدية الأخرى.

ودخل من حكومات الظل الوفدية الكثيرون من أعضائها فى الجهاز التنفيذى كوزراء وأثبتوا كفاءة كبيرة بسبب خبرتهم التى اكتسبوها فى حكومة الظل المشكلة داخل الوفد، من بين هؤلاء الدكتور على السلمى الذى ترأس حكومة الظل بالوفد، ثم انتقل إلى منصب نائب رئيس الوزراء فى حكومة الدكتور عصام شرف، ومنهم منير فخرى عبدالنور الذى كان وزيراً للصناعة فى حكومة الظل بالوفد وتولى منصب وزير السياحة ثم وزيراً للصناعة.

ومنهم وزير الزراعة الأسبق أيمن فريد أبوحديد ووزير الرياضة الأسبق طاهر أبوزيد وغيرهم كثيرون تربوا فى مدرسة الوفد وفى حكومات الظل الوفدية، وجمعوا ما بين تخصصهم الأكاديمى والسياسى، وكانوا وزراء سياسيين بامتياز.

قلنا إن إعادتنا لهذا الفكرة أصبحت ضرورة يفرضها الواقع الحالى خاصة أن هناك الكثير من المشكلات التى تحتاج إلى ضخ أفكار جديدة لحلها.

نحن فى الوفد نتحرك بشكل ثابت نحو دعم المسار الديمقراطى والاجتماعى وليس لنا هدف سوى مصلحة البلاد وتجنيبها أى هزات تعصف بمقدرات الشعب المصرى، ونحاول الأخذ بالأسباب للوصول إلى الاستقرار السياسى والاجتماعى الكامل، لذلك فالوفد يبدأ بنفسه من خلال اعتماد منظومة جديدة ومتكاملة للإصلاح الداخلى وتمهيد الطريق للانطلاق نحو المشاركة الجادة فى تدعيم أسس الجمهورية الجديدة.