عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جزيرة فطناس من سحر الطبيعة إلى بركة ملوثة تفوح بالروائح الكريهة (صور)

بحيرة فطناس قبل وبعد
بحيرة فطناس قبل وبعد التجفيف

 جزيرة فطناس، واحدة من أجمل المناطق في واحة سيوة، حيث السحر والجمال وإبداع الخالق عز وجل، يأتيها الزوار من داخل مصر وخارجها للتمتع بطبيعتها الخلابة ومشهد غروب الشمس وتلؤلؤ أشعتها الصفراء على سطح مياه البحيرة العريقة التي يرجع تاريخها لقديم الأزل، وهي بحيرة فطناس البديعة.

 

اقرأ أيضًا: "بالي سيوة".. شاهد جمال الطبيعة بشاطئ مراسينا (صور)

 

تتجلى عظمة خلق الله في تلك البقعة المميزة من أرض مصر المحروسة، سحر يخطف القلوب ويُسر أعين الناظرين، حياة بيئية متميزة وفريدة لا توجد إلا في سيوة واحة الغروب التي اكتسبت اسمها من مشهد الغروب البديع على ضفاف بحيرة فطناس.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Hana Yassin (@hana_yassin38)

 تعد البحيرة مقصدًا سياحيًا مميزًا وقِبلة لزوار سيوة، ومن ثم فهي مصدر رزق لأهالي سيوة البسطاء الذين ينتظرون فصل الشتاء من العام للعام لاستقبال الزوار وكسب لقمة العيش الحلال، ولكن منذ أيام تحول المشهد الجميل إلى كابوس مفزع حيث قامت وزارة الري بتجفيف البحيرة، وهو الأمر الذي نتج عنه انهيار الثروة السمكية وموت الكائنات الحية التي كانت تعيش في تلك المنطقة سواء بحرية أو طيور.

ولم يقبل أهالي سيوة بما حدث، حيث أبدوا استياءهم من الحالة التي وصلت إليها جزيرة فطناس وتحولها من مزار سياحي بديع إلى بركة ملوثة تفوح بها الروائح الكريهة، مما ينعكس على انهيار الطبيعة والحياة البيئية الفريدة من ناحية، وطرد الزوار والسياحة بالواحة بأكملها من جهة ناحية.

 وقال عمران مطعم، أحد أهالي جزيرة فطناس في واحة سيوة، إن بحيرة فطناس من أهم المعالم السياحية والبيئية في سيوة، حيث تتميز بمظهرها الخلاب الذي يجذب السياح من دول العالم كافة لزيارتها وأيضًا الزوار من مختلف المحافظات المصرية، وتعد من أجمل المناطق في مشاهدة غروب الشمس، حيث تتلألأ الأشعة الصفراء على سطح المياه في مشهد لا مثيل له.

 وأضاف مطعم في حديثه لـ"الوفد"، أن البحيرة كانت تجف قديمًا منذ مئات السنين في فصل الصيف لتشكل مشهدًا آخر من إبداع خلق الله، حيث تتكون الأملاح وتظهر وكأنها كالجليد، ولكن في السنوات الأخيرة ارتفع منسوب المياه في البحيرة ولم تعد تجف في الصيف، وذلك نتيجة زيادة المياه الجوفية، مما أضفى شكلًا جميلًا لبحيرة وجزيرة فطناس بأكملها.

وأعرب مطعم، عن استيائه الشديد من تجفيف بحيرة فطناس وما وصل إليه المشهد من تحول الجمال الخلاب إلى خراب لطبيعة المكان والروائح السيئة المنتشرة بعد موت الكائنات والأحياء المائية التي كانت تعيش بالبحيرة، مؤكدًا أن ما حدث سينعكس على أرزاقهم حيث كانوا يرتزقون من السياحة في فطناس.

وعلق الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، على ما جرى في جزيرة فطناس وتجفيف البحيرة، بأن المنطقة من أهم المقاصد السياحية في واحة سيوة، حيث يقصدها الزوار للتمتع بالطبيعة الجميلة، مضيفًا أن سيوة هي جزء من المنظومة البيئية في الصحراء الغربية

والتي تختلف تمامًا عن الحياة البيئية في شرق مصر، فهي تكاد تكون منطقة مغلقة وسط الصحراء.

 

 وأكد أن بحيرة فطناس نموذج للبحيرات التي تخفف من حدة التصحر في واحة سيوة، فهي جزء من بقايا بحيرات قديمة جف بعضها، واحتفظ بعضها بمياهها المالحة، وظل جزءًا من الآبار العذبة، موضحًا أنها جزء من منظومة الواحات التي كانت مناطق خضراء قديمًا وزحفت عليها الصحراء وبقيت بطبيعتها جزيرة منعزلة في الصحراء.

 

 وتابع: الحياة البيئية في سيوة ذات طراز فريد لا يجب التفريط فيه، ونطالب وزارة الري بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية لإعادة بحيرة فطناس لما كانت عليه وإعادة زريعة الأسماك التي كانت تعيش بها، والحفاظ على الطبيعة الخاصة للجزيرة وواحة سيوة بأكملها.

 

 ومن ناحيتها، قالت هنا ياسين، بلوجر للترويج عن السياحة الداخلية، أن جزيرة فطناس ‎واحدة من أهم الأماكن السياحية والمحميات الطبيعية في مصر، حيث تم تصنيفها كمحمية طبيعية عام 2002 برقم 1219.

 

وأضافت أنه ‎تم إطلاق اسم "واحة الغروب" على سيوة بسبب مقصد السياح لمشاهدة منظر الغروب من جزيرة فطناس، التي تعد القبلة الأولى لكل زوار الواحة ومن أهم المعالم السياحية في مصر.

بحيرة فطناس

 

وأكدت ياسين، أن البحيرة تحولت إلى بركة تُثير اشمئزاز الزوار بعد تجفيفها وموت الأحياء التي كانت تعيش فيها سواء أسماكًا أو طيورًا، مضيفة: ‎ما يحدث في بحيرة فطناس جريمة في حق الطبيعة والسياحة المصرية، ونرجو من المسؤولين إنقاذ ما يمكن إنقاذه وحل المشكلة بطريقة لا تضر بالبيئة والسياحة المصرية.

 وأعلنت وزارة الموارد المائية والري، أنها بصدد تطوير منظومة الري والصرف في واحة سيوة، بهدف وضع حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة بمياه "خزان الحجر الجيري المتشقق" نتيجة الحفر العشوائي للآبار، مؤكدة أن جميع الإجراءات الجارية في سيوة تهدف لعودة مناسيب المياه بالواحة لوضعها الطبيعي ودون الإضرار بالأراضي المتاخمة لبحيرة فطناس وغيرها من المناطق ذات الطبيعة البيئية الخاصة.

طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد