ذكرى استشهاد هشام بركات السابعة.. ورسالة مؤثرة من ابنته

المستشار هشام بركات، محامي الشعب كما أُطلق عليه، الذي مات شهيدًا برصاص الإرهاب الغادر، وترك في قلوب المصريين ذكراه الخالدة لتروي تفاصيل لحظاته الأخيرة، قبل استهداف موكبه وتفجيره وهو في طريقة لعمله، الذي عاش له ومات من أجله.

 

اقرأ ايضا : مصر تحتفل بذكرى إنشاء حائط الصواريخ والعيد 52 للدفاع الجوي 

 

اليوم 29 يونيو هي الذكرى السابعة على استشهاد النائب العام هشام بركات، الذي كرس حياته خلال فترة عمله بالقضاء، للقصاص من الظالمين ونصرة المظلومين، ولأن الإرهاب لا يعرف العدل قرر اغتياله، واستشهد في حادث تفجير لسيارة مفخخة، بتاريخ 29 عام 2015،  استهدف موكبه عقب خروجه من منزله بأحد الشوارع المتفرعة من شارع عمار بن ياسر بمصر الجديدة، كما تسببت العملية الإرهابية في إصابة تسعة أشخاص بينهم مدني وضابط شرطة ورقيب من حراس النائب العام، كما تسبب في إحداث تلفيات بالسيارات والمنازل والمحال التجارية المحيطة بالحادث.

 

كلمات ابنته في ذكراه السابعة

دونت المستشارة مروة هشام بركات عبر حسابها الشخصي فيس بوك رسالة مؤثرة فى الذكرى السابعة للاغتيال الارهابي لوالدها البطل النائب العام السابق المستشار هشام بركات نهار شهر رمضان الكريم عقب نزوله من منزله بمصر الجديدة فى طريقه إلى مقر عمله .

 

 

رسالة ابنته مروة  :

 

"الذكرى السابعه لفراق واستتشهاد والدى الشهيد البطل الصائم ، في ذكراه اليوم ٢٩ / ٦ سوف اقص عليكم قصه بابى كان دائما يقولى يا مروه الحب مش دليله كلمه بحبك فسالته اعرفه ازاى ؟؟؟ ".

 

وتابعت: "وقتها بابى بص لي اوى  وفي نظرة استغراب للسؤال في عينه مع ضحكة مميزة عمري ما انساها،  وقالي، إظهار الحب مش محتاج معجزة يا مروه ... ترجمة الحب ده لأفعال بسيطة هو المعجزة وعلشان فيه حاجات بتفقد معناها لما بتتقال عمال علي بطال، وبعدين عمك جاهين أختصارها لما قال " في ناس الحب خسارة فيهم..وناس تانيه الحب بيبقي ليهم مش قد المقام" .

 

وأضافت مروة بركات، : "سكت شوية وقولتله بس أوقات بنحتاج نسمع ده أو على الاقل حاجة تحسسنا بالحب ده وأنه موجود، قالى الحب بيكون أفعال مش كلام بس يعنى أنا قولتلك بحبك كل مرة كنت بحاول أوفرلك حاجة أنتى نفسك فيها وماخلكيش نفسك في حاجة، قولتلك بحبك لما ضحيت بسنين من عمري في الغربة عشان ابنى مستقبلكم، قولتلك بحبك لما علمتك وكبرتك  وخليتك شخص مستقل ليه قراره اللي بياخده وبحترمه، قولتلك بحبك لما عمري ما أجبرتك على حاجة وسبت ليكي حرية الأختيار".

 

واستكملت : "قولتلك بحبك لما كنت بتصل بيكى كل شويه أطمن عليكى واقولك واحشتينى، قولتلك بحبك لما شاركتك كل لحظات حياتك ولحظات نجاحك اللي كنت بفتخر بيها وكنتي بتيجى تحكيلى أول بأول عن اللى بتعمليه فأشجعك أكتر، قولتلك بحبك لما وثقت فيكي وعمرى ما شكيت في تصرفاتك، كل مرة كنت بدخل باليل أطمن عليكى فيها وأنتى تعبانة واغطيكي وأنتي نايمة، كل مرة سهرت جمبك وأنتى بتذاكرى ليلة الأمتحان عشان مسبكيش لوحدك وأطمنك، كل مرة زرعت فيكي الأمل وأنك ناجحة وتستحقى تكوني أفضل، كل مرة حسيستك بأهميتك وأنك زيك زي الراجل وخليتك قد المسؤلية".

 

واستطردت : "وحطى دايما فى دماغك ان الحب الغير مشروط وفى المطلق بيكون أفعال مش كلام، اللي بيحب حد مش هيفضل يقوله كل شوية بحبك بحبك..هو هيوريه ازاي هو بيحبه، وتأكدي" أن الافعال تثبت دائما أن الكلام لا يعني شيئا "..فلا تنبهري بالقول ..انبهري بالفعل، المرأ إذا أحب فعل يا مروه")

وقالت، اليوم وبعد مرور سبع سنوات، على فراق

والدي استطيع أن أقول إننى  فهمت لماذا كان رد والدي كدة ، وتابعت : " دلوقتي بس أيقنت تمام اليقين معني عدم اقتران الكلام والنوايا بالافعال ..دلوقتي بقيت كافرة بكل الكلام اللي ممكن يتقال ..عشان الحب فعلا مش كلام والهالة بتاعت الحب دي اللي بنكون مبهورين بيها  من كل الناس اللي حولينا بتختفى اول ما بنقرب من الشخص وبيحصل تصادم ..ونلاقي أن الكلام حاجة والأفعال حاجة تانية خالص، النهارده بقولك يا حبيبي، لم يكُن فراقك عليّ هين..ولكنه كان أمراً مقضيا ... السلام علي روحك وعلي السلام بما صبرت، أثر الفراشة لا يُري، أثر الفراشة لا يزول،  وأثرك يا حبيبي باقي لن يزول، من يعز عليه أمري  فليدعو لبابي البطل الشهيد الصائم  بالرحمة ، ويدعو ليّ بالصبر والرضا، #بنت_البطل " .

 

حياته

 

وُلد المستشار هشام محمد زكي بركات، في 21 نوفمبر 1950، وتخرج في كلية الحقوق عام 1973، حصل على ليسانس حقوق بتقدير عام جيد جدًا، فقررالالتحاق بالعمل في النيابة في عام 1973، ثم تدرج في المناصب في النيابة العامة، وانتقل إلى السلك القضائي بين المحاكم الابتدائية والاستنئاف، إلى أن وصل لمنصب رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة، وهو آخر منصب شغله قبل منصب النائب العام.

 

زوجته شغلت منصب وكيل أول بالجهاز المركزي للمحاسبات سابقًا، لهم ثلاثة أبناء، الأولى حاصلة على بكالوريوس تجارة إنجليزي وتعمل بإحدى الشركات، وابنته الثانية كانت في النيابة العامة، وتم تعيينها رئيسًا لمحكمة ابتدائية مؤخرًا، ثم العضو اليسار في دائرة المستشار علي الهواري، والثالث محمد هشام بركات، يعمل وكيلًا في نيابة أمن الدولة العليا.

 

القبض على الإرهابيين

 

بتاريخ 6 مارس2016، تم القبض على قتلة المستشار هشام بركات، وهم أعضاء لجماعة الإخوان الإرهابية، وشاركهم في التخطيط أفراد من حركة حماس بقطاع غزة،  وبلغ عدد أعضاء الخلية التي نفذت التفجير 48 متهما، نفذ 14 منهم عملية اغتيال الشهيد "بركات"، بناءً على تكليف من القيادي الإخواني الهارب بتركيا، يحيى موسى.

 

 وفي مايو 2016،  قرر النائب العام السابق المستشار نبيل صادق، إحالة 67 متهما في القضية رقم 314 لسنة 2016، حصر أمن الدولة العليا، والمعروفة إعلاميا بـ"اغتيال هشام بركات، لمحكمة الجنايات، ثم أيدت فى النهاية محكمة النقض حكم إعدام 9 متهمين، وفي فبراير 2019 نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام شنقا بحق الإرهابيين الـ9، داخل سجن الاستئناف.