عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مستشفى الهرم العام.. ادفع عشان تعدي

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

بيع الكمامات نشاط اقتصادى.. وتأجير المقاعد للمرضى بـ10 جنيهات!

 

 

 

«الهرم العام». . واحد من أشهر وأكبر مستشفيات محافظة الجيزة، يقصده يومياً مئات المرضى طلباً للعلاج والشفاء، فلا يجدون فيه سوى الفوضى والإهمال الذى يفضى إلى الموت غالباً.

زيارة واحدة لهذا المستشفى تكشف حجم المأساة التى يعيشها المرضى هناك.. رصدت «الوفد» مشاهد عديدة أكدت جميعها أن المستشفى يرفع شعار «الموت للجميع»..

عند دخولك «الهرم العام» يستوقفك أمن المستشفى، وجميعهم لا يلتزم بأى إجراءات احترازية، ومع ذلك وقبل أن يسالك أى منهم عن وجهتك، يفرض عليك شراء كمامة بـ2 جنيه ليسمح لك بالحديث معه، ويستمع إلى استفسارك..

محسن إسماعيل، 53 عاماً من سكان الهرم، أراد دخول المستشفى، فطلب منه أمن المستشفى شراء كمامة، أولاً، ولكنه رفض اعتراضاً على رداءة خامتها، فضلاً عن أن لديه كمامة بالفعل، لكن أمن المستشفى أصر على أن يبيع له كمامة، وقال أحدهم «بيع الكمامات نشاط اقتصادى نقوم به أثناء عملنا ولازم تشترى».

وإذا تجاوزت شراء الكمامات بـ«العافية»، ستجد المقاعد المخصصة للمرضى لا يجلس عليها مرضى، وإنما يحتلها مواطنون من غير المرضى، وجدوا راحتهم فى الجلوس على المقاعد المخصصة للمرضى دون أن يعترضهم أحد!

وتؤكد «مريم سيد»، 35 عاماً من سكان الهرم، أن الكارثة لا تتوقف عند احتلال مقاعد المرضى، فالأخطر أن أغلب من يحتلون المقاعد يصطحبون قططاً وكلاباً تثير رعب الأطفال والمرضى داخل المستشفى، كما أنها تحمل ميكروبات عديدة.

ورغم أن كثيراً من المرضى تقدموا بشكاوى للدكتور منصور خليل، مدير مستشفى الهرم، من الفوضى والإهمال فى المستشفى إلا أن الأمور تنتقل دائماً من سيئ إلى أسوأ، ووصل الحال لدرجة أن بعض عمال نظافة المستشفى يؤجرون الكراسى للمرضى مقابل 10 جنيهات!

ويروى سيد أحمد، 25 عاماً من سكان منطقة المريوطية هرم، واقعة عاشها بنفسه، فيقول إنه حضر للمستشفى بصحبة والده المصاب بعدد من الأمراض المزمنة، ولا يستطيع التحرك إلا بواسطة كرسى متحرك.

ويضيف: داخل المستشفى بحثت عن كرسى متحرك لوالدى فلم أجد، ولم أجد أيضاً مقاعد انتظار لكبار السن، ولغير القادرين على التحرك، وبعد طول بحث وجدت أحد الكراسى خالياً، فلما أردت أن أجلس أبى عليه، قالت عاملة النظافة الكرسى بـ10 جنيهات، وعندما اعترضت على الدفع رفضت عاملة النظافة السماح لوالدى بالجلوس، وقالت: «والدك يقعد على الأرض زى باقى المرضى».

الموت فى حضرة الجميع

 

شكاوى المرضى فى مستشفى الهرم، لا تنقطع.. البعض يشكو الزحام والتكدس وعدم مراعاة الإجراءات الاحترازية، والبعض الآخر يشكو من عدم تقديم الخدمة الطبية أساساً.

تجسدت قمة الإهمال فيما رصدته «الوفد» لمشهد أطفال ينامون على الأرض وسط المرضى، فى انتظار حضور الأطباء للكشف عليهم!

وتساءل مصطفى على، 32 عاماً من سكان القاهرة، كيف تكون هناك خطة تطوير لمنظومة الصحة بالكامل، وتوفير رعاية طبية متكاملة والمرضى يتكدسون بعضهم فوق بعض.

أحد مرضى المستشفى وهو شاب فى العشرين من عمره يجلس على كرسى متحرك مكسور الساق ومصاباً بجروح شديدة فى البطن والذراعين والساقين

والجمجمة إثر حادث، أكد لـ«الوفد» أنه يقف فى طابور المرضى بالساعات انتظاراً لوصول الطبيب.

وأضاف «الكارثة أن بعض ممرضى المستشفى سحبوا منى الكرسى الذى أجلس عليه، وقال أحدهم «قوم أقف فى الطابور، زى الناس اللى واقفة».

 

سطح الجمجمة سليم «خدها وروح»

 

أثناء عبورها صدمت منى عبدالرحمن، 23 عاماً، من سكان منطقة فيصل، سيارة فحملها شقيقها إلى المستشفى لعلاجها من كسور متفرقة فى أنحاء جسدها، منها كسور فى منطقة الظهر.. يقول شقيق منى «وصلت للمستشفى، وناديت كل طبيب أقابله ليساعدنى فى إنقاذ حياة شقيقتى، وبعد الفحوصات طلب منى الأطباء حجزها فى المستشفى، ثم نصحنى أحدهم بشكل ودى بضرورة نقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة من حتى تلقى الرعاية والاهتمام بشكل كبير، مؤكداً أن حالتها خطرة بسبب كسر فى فقرات الظهر، ولكنى أخبرته بأن الحالة المادية لا تسمح بعلاجها فى مستشفى خاص، وكانت المفاجأة الأكبر أن أحد أطباء المستشفى طلب منى حمل أختى ومغادرة المستشفى زاعماً أنها سليمة وقال «سطح هيكل الجمجمة سليم، خد أختك وروح»!

 

معامل توزيع الأمراض!

أمينة شاكر، 58 عاماً من سكان الهرم، روت لـ«الوفد» مأساتها مع مستشفى الهرم، فقالت إنها تأتى إلى مسشتفى الهرم دائماً، بعد إصابتها بمرض السكر عقب وفاة زوجها.. وتقول «فى الآونة الأخيرة أصبت بغيبوبة السكر بشكل متكرر، وأسرعت إلى طبيب متخصص فى مرض السكر، فطلب منى الذهاب إلى أحد المعامل لعمل تحليل دم سريع، لمعرفة نسبة السكر فى الدم، فتوجهت إلى معمل تحليل داخل المستشفى، وعندما دخلت المعمل طلبت المسئولة الكشف عن عروق يدى، وأحضرت سرنجة من فوق الكرسى الخشبى المجاور لها، ولم تقم بتعقيم يدى قبل أخذ العينة، كما أنها لم تعقمها بعد سحب العينة، ولم ترتدِ قفازات طبية فى يديها، بل إنها وضعت العينة وسط عينات عديدة دون تحديدها بملصق صغير عليه الاسم، ثم طلبت منى الانتظار أمام المعمل لمدة نصف ساعة حتى يقوم أحد أفراد الأمن بتسليم النتيجة!