عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منارات مصر الحضارية.. متحف ركن فاروق بحلوان

متحف ركن فاروق
متحف ركن فاروق

منذ عام 1977 يحتفل العالم باليوم العالمي للمتاحف في 18 من مايو  من كل عام، للتأكيد على أهمية المتاحف ودورها في حفظ الآثار والتراث ونشر الثقافة والذوق الفني، فضلا عن دورها التعليمي والتوعوي وأهميتها كأحد عوامل الجذب السياحي.

 

واختار  المجلس الدولي للمتاحف "ICOM" شعار "قوة المتاحف" ليكون شعار الاحتفال بيوم المتاحف العالمي هذا العام، حتى يكون فرصة للمختصين بالمتاحف من أجل التواصل مع الجمهور بشكل قوى ومؤثر وتنبههم بالتحديات التي تواجه المتاحف في جميع أنحاء العالم.

 

وتتميز  مصر بوجود العديد من المتاحف المتنوعة بجميع المجالات والتى هى لمصر بمثابة (منارات حضارية) ، وفى السطور  التالية نسلط الضوء على واحد من المتاحف المصرية المهمة وهو  متحف ركن فاروق بحلوان.

 

ويقع متحف ركن فاروق على النيل مباشرة على بعد 6 كم غرب حلوان، وهو عبارة عن استراحة ملكية بدأ تشييدها فى عام 1941م، وافتتحها الملك فاروق فى 5 سبتمبر عام 1942م، وتبلغ المساحة الكلية للمبنى والحديقة حوالى 11600م2

 

صممت الاستراحة على شكل قارب راسه على شاطئ النيل، فكان يثبت فى الأعمدة الحديدية بالسطح ستائر تعطى شكل أشرعة المركب، كما توجد مدرجات حجرية على الشاطئ استخدمت للجلوس والاستمتاع بمنظر النيل والصيد، وكان المرسى النهرى مصمما لاستقبال اليخوت والسفن الكبيرة، أما الحديقة فتزينها برجولة خشبية بها زهريات وأحواض زرع من الحجر الجيرى، كما تضم هذه الحديقة 33 شجرة مانجو من نوع تندر زراعته فى مصر جلب للقصور الملكية من ألبانيا. ويضم العرض المتحفى مجموعة قيمة من المقتنيات الملكية من أثاث، وتحف، وتماثيل، ولوحات.

 

ظلت الاستراحة على حالتها بعد قيام ثورة يوليو، حتى تم ضمها عام 1976 إلى قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، حيث خضعت لقانون الآثار الذى يجرم التعدى عليها.
 

حرص الملك فاروق على تزويد استراحته بكل ما هو ثمين، فضلا عن اختياره لبعض النماذج الأثرية الخاصة ليضمها إليها، أهمها كنوز للفرعون الشاب «توت عنخ آمون»، بالإضافة إلى مقتنيات فرعونية أخرى. كما ضم إليها المقتنيات الخاصة باستراحة الملك فى الهرم.

 

 

شيد ركن فاروق، على الطراز الحديث من ثلاثة طوابق، الطابق الأرضى، وله بوابة كبيرة فى خلفية القصر ويضم حجرات الخدم وملحقاتها. والزائر للمتحف يقابله فى مدخله تمثالا من البرونز لامرأة بالحجم الطبيعى محلاة بحلى فرعونية تعزف على آلة الهارب بقاعدة من الرخام، بالإضافة إلى تمثال لأبى الهول من البرونز وساعة مكتب معدن مذهبة عبارة عن لوحة من البلور، عليها 12 فصا عتيقا والعقارب من الذهب وتزين لوحة البلور تماثيل لتماسيح فرعونية من الذهب.

 

ويعد الطابق الأول هو الطابق الرئيسى، ويضم سلما رخاميا يؤدى إلى الردهة الخارجية التى تؤدى إلى ردهة داخلية، ومنها قاعتان للطعام وقاعة أخرى للتدخين وشرفة تطل على النيل

 

ويضم الطابق لوحات رائعة لأشهر فنانى العالم آنذاك، منها لوحة القاهرة القديمة لايكوهمان، وتمثالا الفلاحة والجرة من الأنتيمون للفنان كوديه، يرجع تاريخها إلى العام 1866 وعازفة الهارب

ومجموعة تماثيل نادرة ولوحات برونزية


إلى جانب هذه المقتنيات، يوجد «راديو» مزود بجهاز للأسطوانات داخل صندوق من خشب الجوز التركى، عبارة عن شكل معبد تزينه بعض العواميد المخروطية بتيجان مزخرفة على شكل زهرة اللوتس، وعليه اسم الملك باللغة الهيروغليفية

 

وبداخل الاستراحة مجموعة من العرائس التى أهديت لملكتى مصر السابقتين فريدة وناريمان، وعددها 379 عروسة تنتمى إلى 33 دولة بأزيائها المختلفة وأشكالها المتميزة، كما يوجد كرسى العرش المذهب وكرسى ولى العهد وهما نسخة مقلدة بإتقان لكرسى عرش الملك «توت عنخ آمون» الأصلى الموجودة فى المتحف المصرى

 

ومن أثمن ما يضمه المتحف فى هذا الطابق، ساعة أهدتها ملكة فرنسا السابقة للخديوى إسماعيل، هذه الساعة أهدتها الملكة «أوچيني» إلى الخديوى إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس، إلى أن وصلت إلى الملك فاروق.

 

 أما الطابق الثانى بالاستراحة، فيصل الزائر إليه عن طريق سلم رخامى يؤدى إلى السطح والذى استغله الملك لسهراته الخاصة، حيث يعتبر الطابق بمثابة مساحة واسعة، أو ما يطلق عليه «روف»


وأخيرا.. تبقى الإشارة إلى أن منطقة حلوان الواقعة بها الاستراحة، كان يطلق عليها مدينة الباشاوات، خاصة أن هذه التسمية لحلوان بدأت باكتشاف عدد من المقابر كانت تخص الأمراء وكبار الموظفين فى عهد الفراعنة، إلى جانب مقابر بعض العامة من المواطنين، ويرجع تاريخها إلى الأسرة الأولى والثانية الفرعونية

 

وكما هو معروف تاريخيا، فإنه فى عهد ولاية «عبد العزيز بن مروان» على مصر، وتحديدا بعد خمس سنوات من توليه الحكم أى حوالى عام 690، نقل حكومته إلى حلوان وحاول أن يرغب القادرين على الانتقال إلى حلوان وبناء بيوتهم فيها ليثبتها كعاصمة لمصر.

 

وفى العهد العثمانى، وجهت الدعاوى إلى العديد من الأمراء والباشاوات والبكوات وشخصيات أخرى من القاهرة لبناء قصورهم وفيلاتهم فى حلوان. وتقع حلوان فى شرق النيل فى المنطق الواقعة أمام العاصمة «ممفيس» التى كانت تعد المرجع الثابت للفصل بين شمال مصر وجنوبها مما يكسبها أهمية خاصة