«تنظيم النسل».. رخصة حلال يُحرِّمها السلفيون

رغم أن الجماعات السلفية باتت هشة وليس لها وجود فعلى على أرض الواقع، إلا أن فكرها المتشدد مازال متواجدا فى بيوت الكثير من المصريين، وخاصة أفكارها حول تحريم تنظيم النسل، والتى تعتبر المشكلة الأكبر التى تعانى منها الحكومات المتعاقبة على مدار سنوات عديدة.
 

ومازالت فتاوى شيوخ السلفية، بأن تحديد أو تنظيم النسل أمر مكروه شرعًا، مؤثرة فى كثير من العقول، رغم محاربة الأزهر لهذا الفكر، حيث حسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الموقف الشرعى فى ملف تنظيم النسل، مؤكدًا أن تنظيم النسل أمر مشروع فى الإسلام، وأشار فى أحاديثه إلى ضرورة السعى نحو تنظيم النسل وليس تحديده، وأن نصبو إلى أمة مسلمة قوية تتمتع بصحة عالية وكفاءة فى التعليم.

فى السياق، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر لـ«الوفد» إنه من المقرر شرعا حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله، لافتا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، سن لهذه الأمة قاعدة نورانية هى: أنتم أدرى بشئون دنياكم، وعلى هذا فإن تنظيم النسل أمر مشروع،

وقد ورد أن بعض الناس فى عهد النبى (صلى الله عليه وسلم)، كانوا «يعزلون» فعلم النبى ذلك ولم ينكره عليهم، فكان إقرارا منه بمشروعية تنظيم النسل.

وأوضح أن ما ورد فى بعض الأخبار والأثر عن المباهاة بالأمة، يكون بالكيف وليس بالكم، لافتا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لن يباهى بأمة ليست متعلمة أو متخلفة أو عالة، ولكن يباهى بعلماء وخبراء أمة قوية يحملون رسالة عمارة الكون، كما قال الله تعالى: «إذ قال ربك إنى جاعل فى الأرض خليفة» فالاستخلاف يكون لمن ينهض بعمارة هذه الحياة، ومن هنا فإن عبارة تنظيم النسل أمر مشروع وأصبح مع الزيادة المضطربة للسكان ومع التضخم المالى من الواجبات الشرعية.