تزامنًا مع احتفالات العيد.. جامعي القمامة يخوضون حرب شوارع على طريقتهم الخاصة
لعلك تكون من الذين استيقظوا من النوم مبكرًا بعد ليلة كانت مليئة بالفرح والتكبير بقدوم عيد الفطر المبارك، لتذهب في رحلتك مع عائلتك أو أصدقائك للاستمتاع بفرحة العيد بالشوارع التي تزينت خصيصًا لاستقبالكم بحالة من البهجة التي نجدوها منذ انتهاء صلاة العيد.
اقرا ايضا : الوفد ترصد صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد الكبير في روما
وأثناء رحلتك الممتعة ستصادف رجلًا أو مجموعة رجال يقفون وفي أيديهم سلاحهم الذي يخوضون به حربًا لا يعلمون متى ستنتهي ولكنهم قرروا أن يخوضوها حتى النهاية، قد لا يلتف نظرك لهم في بداية الأمر، ولكن عندما تقف وتتمعن في ملامحهم المصرية الأصيلة ستجد أن تلك الطائفة تحتاج منك النظرة.
ففي رحلتي بشوارع العاصمة التقيت بـ"عم رفعت"، أحد جامعي القمامة المتواجدون بشوارع وسط القاهرة، في منطقة شبرا مصر، والذين دأبوا منذ بداية اليوم على محاولة جمع القمامة من الشوارع والعمل على تنظيفها بطريقة مميزة، لنسير جميعًا في أجواء يعمها النظافة وتجد معظم الشوارع خالية من القمامة.
"يا ابني احنا وقت المناسبات موجودين في الشوارع ولو منزلناش الدنيا تخرب، بننزل علشان نخلي الشوارع نضيفة علشان تعرفوا تمشوا فيها"، بهذه الكلمات التي تبعث روح الأمل وتؤكد على اتقان العمل بدأ العم رفعت حديثه معي، وهو يؤكد على سعادته البالغة في عمله أيام العيد، وإصراره على أداء معاهم عمله
"أنا ولادي اتعودوا على إني مببقاش معاهم في العيد وعمرهم ما زعلوا من كدة أصل دي لقمة عيشي وهم عارفين أن لازم أنزل، أكيد ببقا نفسي ابقا معاهم وافسحهم واخليهم يعيشزا جو العيد بس كل واحد فينا لو فكر في نفسه وولاده بس البلد هتخرب لازم نعمل اللي الشغل محتاجه حتى لو دا هيجي على نفسنا شوية".
وما يدهشك في حديثه، ابتسامته التي لما تفارق وجه طول فترة عمله، وهذه الابتسامة تجذبك فبها الملامح المصرية الأصيلة.
وفي ختام حديثه معي قال: "أنا بس عايزك تطلب من الشباب اللي زيك يخلوا بالهم وهم ماشيين وبلاش يرموا كل حاجة في الشارع الدولة وفرت صناديق للزبالة في كل مكان لازم تفكروا أن في شخص في سن أبوكم بيجي يلم الحاجات دي، اه دا شغلنا بس لازم تساعدونا ولو بحاجة بسيطة زي دي".
