عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البيولوجى.. الشبح الغامض وصناعة مزارع الموت فى المعامل السرية

مزارع السلاح البيولوجى
مزارع السلاح البيولوجى داخل المعامل السرية

عبوة بقدر الحقنة من الفيروسات والجراثيم تقتل وتصيب الملايين بالأمراض الفتاكة خلال ساعات

أمريكا وألمانيا استخدما البعوض وريش الطيور والبطاطين لنشر الأوبئة فى صفوف الأعداء

الطاعون... الجدرى... الحمى النزفية وكورونا أمراض يتم تخليقها وخلافات الدول فضحت الأسرار

الهواء... الماء... الغذاء... الأدوية... الملابس ولعب الأطفال تحولت إلى قذائف للقتل خطابات وطرود الجمرة الخبيثة نبهت العالم المعاصر لخطورة الأسلحة البيولوجية

 

 

 

احذر هذا السلاح الشرس، لا تأمن للظواهر والبديهيات، فمن يمتلكون هذا السلاح لا يلعبون، بل جادون فى تنفيذ القتل الجماعى بدم بارد إلى حد البلادة باستخدام كل الوسائل اللامشروعة لتحقيق هدف إبادة أكبر عدد من البشر بالأمراض والأوبئة، واستنزاف اقتصاديات الدول ونشر الذعر لصالح من يدفع لهم من الأنظمة أو الدول، احذر فلديهم مزارع للموت فى معامل سرية أو معلنة، مزارع يخلقون وينمون فيها الفيروسات، الجراثيم، الميكروبات، والبكتريا بقدرة فائقة ويحورون من خصائصها لتصبح اشرس فتكاً، ويخضعون كل عناصر البيئة وآليات الحياة لتتحول هذه الكائنات القيقة اللامرئية إلى قذائف وحشية لنشر سلاحهم البيولوجى عبر الهواء، الماء، الغذاء، الأدوية والأجهزة الطبية، الملابس، الأغطية، وحتى لعب الأطفال، ولن ترى سلاحهم بعينك، ولن تشاهد معه نقطة دماء حمراء تسيل، بل ستدركه بصرخات ملايين المرضى فى العالم وآلامهم، ستدركه بتساقط الموتى تباعًا حولك وفى كل مكان، بعد أن فشلت كل محدثات الأدوية فى علاجهم، ستشهده فى ظهور الجمرة الخبيثة، الكوليرا، الطاعون، إيبولا أو الحمى النزفية، إنفلونزا الطيور، جنون البقر، إنفلونزا الخنازير، كورونا، أمراض كثيرة قديمة أو حديثة، تقتل وتثير الذعر أكثر مما تثيره أعتى الأسلحة الأخرى، هذه الأمراض تظهر فجأة وتختفى أيضًا فجأة، لتبقى بعدها التساؤلات والغموض، من أين جاءت والى أين ذهبت ومتى ستعود؟

ولن تتمكن من الإمساك بتلابيب الحقيقة، وإلا ستتهم بنظرية المؤامرة، ولكن الحقائق التاريخية والعلمية ستفضح أسرارهم المكنونة فى حربهم اللاأخلاقية التى يجهزون سلاحها فى معاملهم الخفية تحت الأرض أو فوقها، وستفضحهم خلافاتهم، وليتأكد معها أن السلاح البيولوجى أخطر وأبشع أشكال أسلحة الدمار الشامل غير التقليدية على مر التاريخ وحديثاً، انه سلاح «العقوبات الذكية الخفية»، لنشر الأوبئة والأمراض للقضاء على أكبر قدر ممكن من السكان والبيئة.

«صناعة أسلحة الدمار الشامل واستخدامها، هو سقوط لكل الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية، ولعل العالم الغربى لم يندهش كثيرًا عندما اتهمت وزارة الدفاع الروسية، الولايات المتحدة بإقامة 30 مختبراً بيولوجياً فى أوكرانيا، يتم من خلاله إنتاج فيروسات تسبب أمراضًا خطيرة ضمن البرنامج الأمريكى للسلاح البيولوجى، وإعلان «إيغور كيريلوف» قائد قوات الدفاع الإشعاعى والكيميائى والبيولوجى فى روسيا، التمكن من تدمير بعض هذه المعامل خلال العمليات العسكرية فى أوكرانيا، والعثور على آثار لمسببات أمراض الطاعون والجمرة الخبيثة وداء البروسيلات والدفتيريا والسالمونيلا والدوسنتاريا، وإعلانه عن أن البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية» أدارت برامج بيولوجية عسكرية على أراضى الاتحاد السوفييتى السابق ومنها أوكرانيا، وهى تصريحات أثارت الذعر والبلبلة ما بين تصديق أو تكذيب، غير أن هناك حقيقة مؤكدة وموثقة تاريخاً ومعاصرة، وهى وجود السلاح البيولوجى بأشكال وألوان وخطورة متنوعة، إنه الشبح القاتل الغامض والمرعب، الذى يستخدم عن بعد، تطلق عليه الدول الكبرى «سلاح العقوبات الذكية» لأن التحقيقات حوله لا تصل غالباً إلى نتيجة قطعية واضحة حول الدول التى تستخدمه ضد أخرى، وغالباً ما تتوزع الاتهامات حوله، رغم نتائجه الثابتة فى القتل والإبادة والإصابة بأخطر الأمراض.

وتسجل وثائق التاريخ أن هذه الأسلحة استخدمت بصورة بدائية فى الحروب القديمة، وتطورت حتى شهد الوقت الحالى طفرة مرعبة، تواجدت معها القدرة على تصنيع مزرعة فيروسية أو جرثومية فى معمل ما سرى داخل عبوة بحجم الحقنة الصغيرة، يمكن بها قتل ملايين البشر فى دقائق معدودة من خلال تلويث أى عنصر أو مكون من مكونات البيئة وأليات الحياة، وتتلامس التصريحات الروسية بوجود معامل أمريكية فى أوكرانيا تخلق وتزرع لنا مسببات الأمراض وتنشرها، مع كل ما أثير مؤخراً حول فيروس كورونا وتحوراته المتنوعة، وما ذكره علماء كبار وأطباء من دول مختلفة، بأن هذا الفيروس تم تخليقه وتطويره فى معامل سرية فى الصين، وتأويلات أخرى بوجود أصابع أمريكية وراء ذلك، وشركات عالمية للأدوية لبيع الأمصال واللقاحات الخاصة للوقاية منه أو علاجه، واعترافات العديد من الأطباء فى دول الغرب ومنهم البروفيسور البريطانى «أنغوس دالغليش» والعالم النرويجى الدكتور «بيرغر سورنسن» عالم الفيروسات، واللذين أكدا أن علماء الصين قاموا بتصنيع فيروس كورونا فى المختبر، وحاولوا عكس هندسة نسخة من الفيروس ليبدو وكأنه تطور بشكل طبيعى من الخفافيش، وأن لديهم الأدلة العلمية على ذلك من خلال بحث لقاح كوفيد-19، حيث عثرا على «بصمات فريدة» تشير إلى أن الفيروس لم يأت من الطبيعة.

وبعيدا عن كورونا، وما أثير حوله من لغط، فإن المؤكد بصفة عامة أن الدول الكبرى التى تصنع هذه الأمراض، تقوم بصناعة الأمصال واللقاحات والأدوية لهذه الأمراض، أى الهدف تحقيق الربح والثراء على حساب أرواح أبناء الشعوب والدول المختلفة، والمستقبل وحده هو ما سيكشف الحقائق كاملة حول كورونا، أو ما يستجد من أمراض وأوبئة قد يواجها العالم لاحقاً.

 

الأخطر عالمياً

وبشكل عام، الأسلحة البيولوجية هى أخطر أسلحة الدمار الشامل عالمياً على الإطلاق، لأن الحصول عليها سهلاً وليس مقصوراً على دول كبرى ثرية، بل يمكن لأى دولة أن تصنعها، بل أى منظمة أو جماعة إرهابية، لسهولة تصنيعها فى المعامل بتكلفة بسيطة والسبب الثانى سهولة وسرعة انتشارها لتوقع أكبر عدد مهول من الضحايا، وتصنف المصادر البيولوجية التى يمكن استخدامها فى تصنيع هذا السلاح إلى خمس مجموعات،

المجموعة الأولى، وتصنع من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات وغيرها، وهى تتحكم وتدمر الوظائف الحية بجسم الإنسان وتكون أعراضها قبل الموت ارتفاع ضغط الموت وضربات القلب، وأخطرها فيروس الإيبولا، وبكتيريا الجمرة الخبيثة والكوليرا، الثانية وتصنع من السموم الجرثومية الحيوانية والنباتية، المجموعة الثالثة وتستخدم فيها ناقلات العدوى مثل القمل، البراغيث، القوارض... إلخ، والأمراض التى تنقل من خلالها تسبب الحمى وتصيب الجهاز العصبى والمعوى، الرابعة وتصنع من الحشرات والنباتات المؤذية والضارة لجسم الإنسان، المجموعة الخامسة تصنع من المركبات الكيماوية المضادة للحشرات والمزروعات.

وتعتبر الأسلحة البيولوجية المسببة للجدرى والجمرة الخبيثة والسرطان من أخطرها على وجه الأرض، حيث تعمل على حرق جلد الإنسان وتشويه جسده فيما يشبه الحروق والتقيحات بجانب الأعراض الداخلية من آلام بشعة وحمى تقود إلى الوفاة، ويتم تصنيع مزارع هذه الكائنات القاتلة الدقيقة، فى المعامل باستخدام ميكروب معين أو فيروس والتلاعب فى صفاته، بإضافة صفات جديدة، وتطبيق تكنولوجيا الهندسة الوراثية عليه لتطويره لزيادة ضرره وفعاليته المرضية، وعمل مزارع منه على غرار المزارع البكتيرية لتنميتها، مما يؤدى إلى الحصول على كميات منها لها تأثير مرضى قاتل وواسع الانتشار والعدوى، ويمكن عمل مخزون استراتيجى كبير منها، نظرًا لأن بعض هذه الميكروبات والكائنات الدقيقة تتكاثر بوفرة خلال ساعات.

ويمكن لمزرعة بكتيرية بحجم رأس الدبوس أن تتسبب فى قتل عشرات الآلاف من البشر، وكثيرًا لا ينجو القائمون على تصنيع السلاح البيولوجى من مخاطره، فكل تسرب أو تلوث أثناء قيامهم بتصنيعه سيصيبهم ويقودهم للموت، وليكونوا بالتالى مصدراً لنشر العدوى حولهم، لذا التعامل مع هذا السلاح خطر، بدءًا من التصنيع، مرورًا بتخزينه ونقله، وصولًا إلى إطلاقه، ما لم تتخذ الاحترازات الواقية الكافية، من الحصول على تطعيمات وقائية مضادة، واستعمال أقنعة متطورة واقية وقفازات وسترات خاصة لحماية كل الجسم.

وكما أن لهذا السلاح سهولة فى التصنيع وقلة فى التكلفة، فإمكانيات نشره أيضًا سهلة ومتعددة، حيث يمكن نشره عن طريق الرياح والأمطار، والأمطار الصناعية، وحركة الهواء، أو نقله عبر الطائرات والسفن الملوثة، وإلقاء القنابل المحملة به وكذلك المدافع والصواريخ، كما يتم نشره عن طريق المأكولات والمشروبات الملوثة به، والأجهزة الطبية، الأدوية، والملابس والأغطية، ولعب الأطفال، أو أى أدوات أخرى يستخدمها الإنسان، والتى يحولها القتلة إلى آليات وقذائف للقتل الجماعى.

تاريخ دموى

شهد تاريخ الحروب القديمة حروباً بيولوجية لنشر الأوبئة والأمراض فى صفوف جيوش الأعداء، وقد اكتسب هذا السلاح قوة تدميرية بسبب عدم وجود القدرة الطبية على معالجته، وعدم وجود الوسائل للحماية منه، أو اكتشاف وجوده، وكان

أول استخدام لذلك السلاح كان على يد القائد اليونانى سولون عام 600ق.م، حيث استخدم جذور نبات «الهيليوروس» السام، فى تلويث مياه النهر الذى يستخدمه أعداؤه للشرب مما أدى إلى مرضهم وإلحاق الهزيمة بهم، واستخدم الصليبيون السلاح البيولوجى ضد المسلمين خلال الحرب الصليبية بإلقاء جثث الموتى المصابين بالأمراض المعدية داخل المعسكرات الإسلامية لنشر الأمراض الفتاكة مثل الطاعون والجدرى والكوليرا

بين المسلمين، وفى 1710 استخدمت روسيا أيضًا الجثث الملوثة بالطاعون ضد غريمتها السويد، وفى 1767 فى الحرب بين الإنجليز والفرنسيين، قام الإنجليز بإهداء بطانيات محملة بفيروس الجدرى إلى الهنود الحلفاء للفرنسيين، مما أدى إلى انتشار المرض وهزيمة الفرنسيين.

فى عام 1763م استخدم المهاجرون الأوروبيون إلى أمريكا بعد اكتشافها من قبل الرحالة كولومبوس السلاح البيولوجى، للتخلص من الأعداد الكبيرة من الهنود الحمر أصحاب الأرض الأصليين بنشر الأمراض غير المعروفة، منها الجدرى حيث تم إرسال مناديل وأغطية مجلوبة من مستشفى العزل لمرضى مصابين بالجدريى، كهدايا إلى رؤساء القبائل الهندية فانتشر ذلك المرض بين الهنود وفتك بهم، وخلال الحرب الأهلية الأمريكية عام 1863م، تم تلويث الأنهار والبحيرات بجثث الحيوانات الميتة المصابة بالأمراض المعدية والفتاكة وقد كبد ذلك الأمر الأطراف المتحاربة خسائر فادحة.

واستخدمت اليابان فى حربها ضد منشوريا والصين عام 1931 البراغيث الحاملة للطاعون والكوليرا، وقامت بإلقائها من الطائرات ومعها حبوب القمح التى تقبل عليها الفئران لينتشر الوباء عبرها بسرعة، مما أدى لقتل الآلاف من الجنود والمدنيين، ثم استعانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى بالخبرة اليابانية فى مجال الحرب الجرثومية، حيث أسقطت أمريكا عام 937 1 ريش طيور فوق كوريا الشمالية ملوث بالجمرة الخبيثة، كما تم حقن بعوض بمرض الطاعون والحمى الصفراء، فانتشرت الأمراض داخل كوريا الشمالية.

كما استخدم النازيون الألمان الطاعون ضد الأسرى السوفييت والمعارضين والغجر، وقام الألمان فى الحرب العالمية الأولى بنشر وباء الكوليرا فى إيطاليا، وإلقاء قنبلة بيولوجية على بريطانيا، وحقن أطباء ألمان فى أمريكا الخيل والماشية بمرض «الرعام» المسبب لضعفها وموتها، وذلك قبل شحنها إلى فرنسا، مما أدى إلى تغيير مسار الحرب لصالح الألمان، وكان القائد الفرنسى نابليون بونابرت أشهر من استخدم السلاح البيولوجى، كان يلقى بالحيوانات النافقة فى مياه العدو لكى يصيبهم بالأمراض والأوبئة مثل الطاعون.

وفى عام 1995 قامت جماعة دينية باليابان بنشر الطاعون والكوليرا والإيبولا من رشاشات مزودة بالسيارات التى أخذت تجوب شوارع طوكيو الرئيسية، كما ألقى مجهول بزجاجة بها غاز الأعصاب سارين فى نفق مترو طوكيو أودى بحياة 62 شخصًا وأصيب 5000 آخرون ادخلوا المستشفيات، وفى الحرب الأمريكية على العراق إبان عثرت قوات للأمم المتحدة على عبوات مليئة بمزارع جرثومية وفيروسات فى صحراء العراق، فى عام 2001 أندلعت حالة من الذعر العالمى بسبب موجة طرود بريدية مريبة انتشرت فى أمريكا، تحتوى على مسحوق أبيض يسبب الإصابة مرض الجمرة الخبيثة من خلال استنشاقه أو تناول أى طعام ملوث به، وتسبب هذه الخطابات بالفعل فى وقوع حالات من الوفاة، وهو مرض يظهر على شكل تقيحات بالجلد، بجانب نزيف دموى من المعدة، ومن ثم الوفاة، وانتشار المخاوف من الجمرة الخبيثة، أشعل انتباه العالم المعاصر إلى مخاطر السلاح البيولوجى.

 

طرق الحماية

للأسف مواجهة أى حرب بيولوجية تم شنها بالفعل يصعب مواجهتها، لسرعة وسهولة انتشار عمليات العدوى والإصابة بين البشر، وعدم القدرة على محاصرة المناطق المصابة بها، خاصة اذا كان السلاح فيروسى سهل الانتقال والعدوى.

كما أن القضاء على آثار هذا السلاح يصعب كثيرًا، فلقد أجرت إنجلترا تجارباً بيولوجية فى جزيرة «جرونيارد» الاسكتلندية إبان الحرب العالمية الأولى، وبعد التجارب ظلت منطقة التجارب ملوثة قرابة 40 عامًا، ويعتبر التطعيم الحل الوحيد لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة من المصابين، بجانب اتخاذ إجراءات احترازية قاسية على غرار ما تم اتخاذه لمواجهة فيروس كورونا، من ارتداء الأقنعة الواقية المحكمة، التباعد، الحفظ الجيد والصحى للماء والأطعمة، ورفع مستوى الإجراءات الصحية والنظافة، والحجر الصحى للمناطق المعرضة، وتطهير الأشخاص والتجهيزات والمناطق الملوثة، ولكن أيضاً للأسف، فإن التطعيم ضد هذه الأمراض المعدية الفتاكة قد يُفيد للوقاية منها فى بعض الأحيان كما فى الكوليرا، لكن هناك جراثيم لا يوجد لها لقاحات واقية مثل « الإيبولا» وهو مرض الحمى النزفية ويصيب الإنسان بنزيف من الداخل ومن الجلد يؤدى للوفاة، أو يكون لهذه الأمراض لقاح ولكنه غير متوافر بكميات مطلوبة مثل لقاح الجدرى، وللأسف أيضًا أن الكشف النوعى والفورى عن هذه الميكروبات القاتلة ليس متاحًا، وقد يستغرق فحصها أو الكشف عنها عدة أيام بالمعامل البيولوجية.

 

حظر دولى بلا جدوى

رغم معرفة أساليب الحروب البيولوجية منذ قديم الأزل، فإنه فقط منذ القرن العشرين ظهرت المحاولات للحد منها أو حظرها، فانطلقت اتفاقية جنيف عام 1925 لمنع اللجوء إلى الأسلحة البكترويولوجية فى الحروب، وكانت أمريكا أبرز الممتنعين عن التوقيع عليها فيما أقرتها 29 دولة، وفى ديسمبر عام 66 أعلنت الجمعية العامة للأمم قراراً يقضى بضرورة الالتزام ببنود المعاهدة، وبعدها بثلاث سنوات اعلن الرئيس الأمريكى السابق ريتشارد نيكسون استنكار بلاده لاستخدام الأسلحة البيولوجية، وأمر بتدمير مخزون بلاده منها، فى حين لم تنضم «إسرائيل» لاتفاقية أو برتوكول جنيف، ولم تعد اغلب الدول تعمل بها، وفى عام 1972 قدمت بريطانيا مسودة لمعاهدة لحظر الأسلحة البيولوجية وذلك فى إحياء لبرتوكول جنيف، وقد وقعت عليها حتى الآن 165 دولة، مفترض أنها ملتزمة بمنع تطوير، وإنتاج، وتخزين الأسلحة البيولوجية والسامة، لكن للأسف مع غياب نظام رسمى للتحقق من الالتزام بالمعاهدة قد حد من فاعليتها، وأصبحت مجرد حبر على ورق.

فى النهاية يجب أن نؤكد أن الضمير الإنسانى الحى هو الوحيد حائط الصد أو الدرع الواقى الفعال للتصدى ومنع تصنيع وانتشار وتصنيع السلاح البيولوجى وكل أسلحة الدمار الشامل، وإذا غاب هذا الضمير الحى، فلا رادع لأسلحة الموت الجماعى والإبادة البشرية، وسيظل السباق الدولى المعلن والخفى لامتلاكها واستخدامها قائماً، وستظل الدول الكبرى تتبادل الاتهامات حول إجراء الاختبارات السرية، وسيظل شبحها إرهاباً كبيراً يهدد البشرية بالموت والدمار والأمراض الغريبة..

 الحلقة القادمة: حروب الروبوت