رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : رسالة امتنان لمن يحرسون شعب مصر

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

فى ذهنى مشهد سينمائى لا يُنسى. رسالة ينقلها جهاز الشرطة عبر الراديو تقول « من حكمدار العاصمة إلى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس... لا تشرب الدواء الذى أرسلت ابنتك فى طلبه... الدواء فيه سم قاتل.» ويتكرر النداء عبر الراديو بعد أن يقدم صيدلى بلاغا إلى الشرطة بارتكابه خطأ فى تحضير دواء لأحد المرضى الذى قدمت ابنته لشرائه ولا يعرفهم، وخوفه أن يؤدى الدواء إلى وفاة المريض. وهذا الفيلم الذى أنتج سنة 1954 وأخرجه كمال الشيخ وحمل عنوان «حياة أو موت» يُلخص تماما علاقة الشرطة المصرية بالشعب منذ القدم، وهى علاقة معاونة ومساعدة وعمل كل جهد لحفظ أرواح الناس وأمانهم، فتلك هى المهمة الموكولة للشرطة.
وهذه الصورة هى التى تشكل حقيقة علاقة الناس بالشرطة، وهى التى جعلت جمهور السينما فى مصر يحتفى قديما بعسكرى الدرك وبتجواله فى الشوارع ليلا حرصا على حفظ الأمن، وهى الدافع للعامة أن يعلموا أطفالهم محبة واحترام الشرطة منذ الصغر فيجلبون ملابسها لهم تمجيدا وتحميسا وتمجيدا لما يشعرون به تجاه مَن يَضحون من أجل مصر.
ولاشك أن السنوات الأخيرة شهدت محاولات مستميتة من جماعات الإرهاب والتخريب لتشويه صورة الشرطة المصرية فى أذهان العامة، وتصويرها باعتبارها أداة قهر، أو ظلم وفساد، وللأسف فقد ساهمت بعض الأعمال الفنية عن سذاجة فى تأكيد هذه الصورة، غير أن أداء الشرطة وأجهزة الأمن وتضحيات رجال البوليس المصرى البواسل ووقوفها إلى جوار الناس أجهضت هذه المحاولات.
ولاشك أن الفترة الأخيرة أثبتت بيقين أن الشرطة المصرية كانت دوما حائط صد للمجتمع المصرى ضد محاولات تفتيته، والنيل من أمنه واستقراره. ولذا لم تكن الشرطة فى مصر أداة قمع، وإنما ذراع عدالة لتنفيذ القانون، ومواجهة الفوضى، وداعم للحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع فى ظل عواصف استهداف خطيرة.
وقدمت الشرطة المصرية شهداء كثرًا، ضباطا، ومساعدين، وجنودا، وقفوا بشجاعة أمام جحافل الشر وأمراء الدم، مخاطرين بأرواحهم ودمائهم وتماسك عائلاتهم من أجل أمننا، وسقط البعض شهداء، وجرحى فداء لمصر وبنيها دون أن يطلب أحدهم جزاء أو

شكورا.
كنا نجلس بين عائلاتنا ننعم بالدفء والحرارة، ونشعر بالطمأنينة، بينما كان رجال الشرطة ساهرين وقوفا تأمينا لموقع، أو حماية لمنشأة أو استعدادًا لهجوم محتمل. وعلى مدى سنوات وسنوات لم نشعر بحجم التضحيات المقدمة ولا الجهود المبذولة لرجال وطنيين مخلصين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وباتوا مستيقظين لنصرة الشعب.
لقد فقد أطفال صغار آباءهم، وترملت نساء، وحمل رجال الشرطة فى كافة أنحاء البلاد أرواحهم فوق أيديهم، وهم يعملون بجد وهمة ونشاط ومحبة من أجل الناس. كانوا يبادرون إلى مواقع الخطر، ويسارعون لنجدة الخائفين، ويقطعون الطريق على أى متآمر أو صاحب كيد تجاه أمن البلاد.
وقطعا فإنهم استحقوا جميعا سلامنا وتقديرنا ومحبتنا، فما تحقق بعد سبع سنوات فاق كل حلم، واستقرت مصر، وبدأت رحلتها نحو التنمية وبناء الجمهورية الجديدة، التى نشرف بها.
وحسبنا أن نذكر أن الشرطة المصرية كانت دائمًا فى خدمة مصر والمصريين، ومثلت درعا حصينا للوطن، ففى كافة المواقف تثبت أن الغالبية من رجالها يؤمنون حقًا وصدقًا أنهم فى خدمة الشعب المصرى العظيم.
ولاشك أن تكريم واحتفاء واهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ودعمه المستمر لأسر وعائلات شهداء الشرطة يؤكد اعتزاز القيادة السياسية بالدور العظيم الذى لعبته وتلعبه الشرطة فى مسيرة البناء والتنمية. ويدفعنا دفعا أن نبعث بتحية سلام وامتنان لأرواح شهداء الشرطة فى كل عصر. وسلامٌ على أمتنا المصرية.