عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجزرة بشعة.. والشرطة الباسلة أنقذت مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

 بمناسبة الذكرى الـ 70 ننشر «لوحة شرف» شهداء الشرطة فى معركة الكرامة

 

عبدالرحمن الرافعى المؤرخ المعروف والملقب لدى البعض يجبرنى العصر الحديث، عاصر ما جرى فى معركة الكرامة التى خاضها رجال الشرطة بالإسماعيلية فى يناير 1952، وكتب تفاصيلها الكاملة فى عدد من مؤلفاته، وقال عنها « وقعت فى مدينة الإسماعيلية يوم الجمعة 25 يناير سنة 1952 مجزرة بشرية دمغت الإنجليز بالوحشية وسجلها التاريخ فى الصحائف السود من جرائم الاستعمار. ففى ليلة الجمعة، وفى جنح الظلام، احتشدت قوات ضخمة من الجيش البريطانى تشد أزرها قوات كبيرة من الدبابات والمصفحات ومدافع الميدان، وحاصرت مبنى محافظة الإسماعيلية وثكنات بلوكات النظام، فكان هذا الحصار إيذانًا بأن حادثًا رهيبًا على وشك الوقوع.

 

وفى الصباح الباكر من هذا اليوم، فى منتصف الساعة السادسة صباحًا، قصد ضابطان بريطانيان لا منزل ضابط الاتصال المصرى البكباشى شريف العبد، وطلبا منه مقابلة البريجادير أكسهام قائد القوات البريطانية بمنطقة الإسماعيلية، فلما قابله سلمه أكسهام إنذارًا طلب فيه تسليم أسلحة جميع قوات رجال البوليس من بلوكات النظام وغيرهم الموجودين بالإسماعيلية، وجلاء تلك القوات عن دار المحافظة وعن الثكنات مجردة من أسلحتها فى الساعة السادسة والربع من صباح ذلك اليوم، ورحيلها عن منطقة القنال جميعها.

فأبلغ ضابط الاتصال هذا الإنذار إلى قائد بلوكات النظام اللواء أحمد رائف وإلى وكيل المحافظة على حلمى فرفضاه، ثم اتصلا على الفور بوزير الداخلية فؤاد سراج الدين نحو الساعة السادسة والربع صباحًا وأبلغاه الأمر، فأقرهما على موقفهما، وطلب إليهما عدم التسليم، ومقاومة أى اعتداء يقع على دار المحافظة أو على ثكنات بلوكات النظام أو على رجال البوليس أو الآهلين، ودفع القوة بالقوة، والصمود فى الدفاع حتى آخر طلقة مع القوات، كما طلب إليهما تبليغ ذلك إلى القيادة البريطانية.

وبعد دقائق عاد القائد البريطانى وأبلغ قائد البوليس المصرى بأنه إذا لم تسلم القوات المصرية أسلحتها فورًا فستهدم دار المحافظة والثكنات على من فيها.

فأصر القائد المصرى على رفض التسليم، وأصدر أمره إلى القوات التى تحت إمرته بالمقاومة إلى النهاية إذا بدأ العدوان الإنجليزى.

وبعد دقائق نفذ البريطانيون إنذارهم، وأخذوا يضربون دار المحافظة والثكنات بالمدافع، ويطلقون عليها القنابل، وانهال الرصاص من الدبابات والسيارات المصفحة على جنود البوليس.

فردّ جنود البوليس البواسل على هذا العدوان بالدفاع المشرف، وقابلوا الضرب بضرب مثله، مع هذا الفارق بين القوتين فى العدد والمعدات الحربية والأسلحة، فإن قوة البوليس لم تكن تزيد على ثمانمائة جندى بثكنات بلوكات النظام، وثمانين بالمحافظة، وليس لديهم من السلاح سوى البنادق، أما قوات الإنجليز فكانت تبلغ سبعة آلاف جندى مسلحين بالدبابات الثقيلة والمصفحات والسيارات والمدافع.

ونشبت بين الطرفين معركة دموية رهيبة، أبدى فيها جنود البوليس الذين كانوا مرابطين فى الثكنات وضباطهم شجاعة جعلتهم مضرب الأمثال فى البطولة والتضحية، ولم يتوقفوا عن إطلاق النار حتى نفدت آخر طلقة لديهم، بعد أن استمرت المعركة ساعتين، وعندئذ اقتحمت الدبابات البريطانية الثكنات وأسرت من بقى حيًّا من رجال البوليس.

أما القوة المصرية الأخرى التى حوصرت فى دار المحافظة فقد تحصنت بها وأبلت أيضًا بلاء عظيمًا، وقاومت العدوان البريطانى بروح عالية وشجاعة نادرة.

وإذا رأى الإنجليز شدة مقاومتهم أنذرتهم بأنهم سينسفون مبنى المحافظة على رؤوس من فيها إذا لم تسلم القوة سلاحها، ولكن رجال القوة وقائدهم رفضوا الإنذار، وقال الضابط اليوزباشى مصطفى رفعت عندما طلب منهم التسليم : « لن يستلم البريطانيون منا إلا جثثًا هامدة «، وظلوا يقاومون ببسالة إلى النهاية، ولم يتراجعوا أمام العدوان المسلح، ولم يضعف من استبسالهم تهدم الدار من ضرب المدافع واشتعال النيران فيها، واستمروا فى مقاومتهم حتى نفدت ذخيرتهم، ومن ثم استسلموا للأمر الواقع.

وأحنى قائد القوة البريطانية رأسه احترامًا لهم، وقال لضابط الاتصال بأن رجال القوات المصرية جميعًا قد دافعوا بشرف واستسلموا بشرف، فحق عليه احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا.

وقد سقط فى ميدان الشرف فى هذه المعركة من جنود البوليس خمسون شهيدًا

وأصيب منهم نحو ثمانين جريحًا.

وأسر الإنجليز من بقى على قيد الحياة من رجال البوليس وضباطهم وعلى رأسهم اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام واليوزباشى مصطفى رفعت ولم يفرج عنهم إلا فى شهر فبراير سنة 1952.

ودمرت دار المحافظة وثكنات البوليس، وقدرت القوات البريطانية خسائر الإنجليز بثلاثة عشر من القتلى و12 جريحًا، والراجح أنهم نحو العشرين قتيلاً وثلاثين جريحًا.

وأنهى الرافعى شهادته على تلك المجزة قائلا : كان قائد قوات البوليس ووكيل المحافظة وسائر رجال القوة على حق فى رفض الإنذار البريطانى، لأن تسليم الجندى سلاحه هو عمل ينطوى على المذلة والهوان، كما كان وزير الداخلية على حق أيضًا فى إقرارهم على الرفض، لأن استبسال هذه القوة المجيدة فى الدفاع حتى آخر طلقة فى أيديهم، هو عمل مشرف لمصر مهما كانت التضحيات فيه أليمة، والأمم تستفيد من صفحات التضحية أكثر مما تظن أنها تفيد من إيثار السلامة والتسليم.

والوفد تنشر أسماء شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم فى تلك المعركة تخليدا لذكراهم فى تلك المعركة التى صارت عيدا للشرطة وعيدا لكل المصريين :

والشهداء هم الأبطال: السيد محمد الفحل، وعلى السيد على، وعبد الحكيم أحمد جاد، وثابت مصطفى، وأحمد مراد أحمد، وعبد ربه عبد الجليل عامر، ومحمد أحمد إبراهيم المنشاوى، وفتحى بدوى أحمد الحليوى، وعبد الله عبد المنعم فرج، ومصطفى عبد الوهاب محمود ومحمد الطوخى رمضان، وسيد على حسين، وحسين عبد السلام قرنى، والسيد مجاهد على الزيات، وعبد النبى سالم جمعة، ومحمد أحمد حمدى، وعبد الحميد عبد الرازق، وأبو المجد محمد مصطفى، وعبد السلام سليم صالح، ورضوان أحمد محمد حيدر، وكامل مازن حسين، وفؤاد عبد الرازق على، وأحمد أبو زيد منياوى، وعبد الحميد معوض حشيش، وعبد الفتاح شاهين، وعبد الله مرزوق عبد الله، ومحمد إبراهيم أحمد، ومحمد محمود بدوى، وفرج السيد إسماعيل، وعبد الحميد مسلمى أحمد، وعبد السلام أحمد إبراهيم، ومحمد الجندى إبراهيم، وفتحى أمين جمعة، ورياض عبود أسعد، وعبد الغنى محمد خليفة، واليمانى إسماعيلى إبراهيم، وعبد الفتاح عبد الحميد، وبسيونى على الشرقاوى، ومحمد محمد البياعة، وأمين عبد المنعم السيد، ومحمد حسن محمود حسن، ومحمد المليجى أحمد مصيلحى، وبهى الدين على حجازى، وعبد الفتاح عبد النبى العطار، وعبد المنعم بيومى على البنا، ومحمد عبد المعطى حسن عيد، ومحمود محمد عبد الرحمن فودة، وحسن عبد السلام عبد المنعم، ومحمود حسن عفيفى عمارة، ومحمد عبد الغنى السيد الفيشاوى، ومحمد أحمد على زايد، وعلى محمد منصور الطبال، وأحمد محمد فريد، وأبو الفتوح أحمد أبو الفتوح، وعبد الحميد إبراهيم على منصور، وسعد على السايس.