عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : إنصاف الصعيد فريضة واجبة

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

أنتمى للصعيد، ذلك الجزء الموجوع من جسد مصر، حيث كانت الصورة على مدى العقود الماضية تتمثل فى امتزاج الفقر بالأمية، وتراجع الخدمات، وقلة فرص العمل، وطموح الناس كل يوم للرحيل منه طلباً لحياة أفضل.

لا يحتاج الأمر إلى بحث عميق لنشعر بالآلام التى كانت تلم بأهل الصعيد، فيكفى أن نسأل عن أفقر محافظة مصرية، وأكثر محافظة فى معدل الأمية لنجدهما فى الصعيد. نُدرك أن البطالة تتزايد كلما توجهنا جنوباً، وأن الاستثمارات الحكومية والخاصة تتراجع فى مُدن الصعيد. ورغم أن ثلث المصريين يقطنون فى الوجه القبلى، إلا أن زيارات المسئولين المصريين إلى هناك كانت دوماً نادرة، وقاصرة على مواسم الانتخابات.

وها بدأت الصورة تتغير مؤخرًا فما يحدث الآن مبهج للغاية ويستحق امتناناً نابعاً من القلب. أن تُخصص الدولة المصرية أسبوعاً للصعيد وحده يتم خلاله افتتاح أكبر عدد من مشروعات التنمية غير المسبوقة، فإن تحسناً ملموساً يطرق أبواب الحياة هناك. أن تنفق الخزانة العامة للدولة على الوجه القبلى وحده أكثر من 53 مليار جنيه خلال سبع سنوات لمد المرافق وإصلاح الطرق وتحسين الخدمات، فإن مستقبلاً واعداً فى الطريق.

لقد سعدت بافتتاح الرئيس، عبد الفتاح السيسى، عدداً من المشروعات التنموية المهمة فى الصعيد، مؤكدا للمرة الأولى أن معدل الاهتمام بالصعيد ظل لفترة طويلة أقل من باقى أنحاء الجمهورية، لذا فقد كانت معدلات العجز فيه أكبر من غيرها.

لقد أنشئت محاور جديدة على نهر النيل تربط شرقه بغربه بتكلفة تتجاوز 23 مليار جنيه، بحيث تتمدد مساحات العمران على جانبى النهر وتتوالد فرص الاستثمار فى ظل سهولة الانتقال. فضلاً عن افتتاح طريقين رئيسيين بعد تطويرهما، هما طريق الصعيد الصحراوى الغربى (القاهرة–المنيا) بطول 230 كيلومترًا، وازدواج طريق(سفاجا- القصير- مرسى علم) بطول 200 كيلومتر، فضلًا عن افتتاح ثلاثة كبارى بمیدان المديرية بمحافظة بنى سويف، والبلينا بسوهاج، وأعلى مفيض توشكى. ويتم كل ذلك بمشاركة 125 شركة يعمل بها ثمانون ألف عامل.

ولا شك أن الأمر لا يقتصر على المشروعات الخدمية، فللإنسان نصيب وافر من برامج الإصلاح من خلال برنامج طموح يساهم

فيه البنك الدولى لتحسين التعليم والصحة والمرافق فى سوهاج وقنا والمنيا. إلى جانب مشروعات المناطق الصناعية المتكاملة التى تفتح الباب لفرص عمل لا حصر لها.

وكل هذا يُفرح القلب، ويؤكد جدية الدولة فى تحقيق التنمية المستدامة لكافة أبناء الوطن بغض النظر عن أماكن معيشتهم، فكل مصرى من حقه التمتع بالصحة والتعليم والخدمات الأساسية، والحصول على العمل اللائق، والحياة الكريمة.

لقد كان الصعيد على مدى عصور طويلة منسياً مُهملاً بعيداً عن عجلات التنمية وسواعد الإصلاح، لذا فقد عانى الحرمان، والجهل، وظل لعقود طويلة مرتعاً لجماعات الإرهاب للتمدد ونشر أفكارها الظلامية.

وآن الأوان ونحن فى فورة إصلاح شامل، وفى ظلال مرحلة بناء حقيقية أن نرد الاعتبار للصعيد الحبيب الذى أنجب مفكرين، وعلماء، وقادة، ونجباء غيروا وجه التاريخ.

لقد أخطأ أحد الإعلاميين قبل نحو عام فى حق الصعيد، وبدا متنمراً تجاههم، وكتبت وقتها فى «الوفد» مؤكداً أن أبلغ رد على هذه السقطة هو أن نلتفت بقوة لمشكلات الصعيد، ونفكر بعملية وندرس بعناية كيفية النهوض بهذا الإقليم الهام. وقلت أيضاً إن عجلة التحديث والتطوير يجب أن تمضى رأسياً من الجنوب إلى الشمال، لأن أهل الجنوب أكثر احتياجاً للدعم والمساندة والتطوير والعمران. وأحمد الله أن ترى الدولة المصرية الأمر نفسه، وتسير فى الطريق الصحيح لإنصاف الصعيد، فكل هذا يدفعنا للتفاؤل والاستبشار بغد أجمل للجميع.

وسلامٌ على الأمة المصرية.