رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. وجدى زين الدين يكتب : تصرفات الحاكم وخطورة الافتئات عليها

د. وجدى زين الدين
د. وجدى زين الدين

كان لى الشرف أن أكون ضيفاً على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى سلسلة الندوات الثقافية التى ينظمها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وكنت بصحبة المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى، والزميل الأستاذ أكرم القصاص، رئيس مجلس الإدارة والتحرير لليوم السابع. وكان عنوان الندوة «تصرفات الحاكم وخطورة الافتئات عليها».
والحقيقة أن هذه الندوة بعنوانها تعد الأولى فى التاريخ المصرى الحديث الذى تتحدث عن تصرفات الحاكم، مما يعنى أن وزارة مثل الأوقاف تنظم هذه الندوة بهذا الشكل، يعد قمة فى الديمقراطية وترسيخاً لحرية الرأى، ولولا أن مصر حالياً تتمتع بالاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى والأمنى، ما تمت هذه الندوة الرائعة، وقد أعجبنى فى هذه الندوة كلمة الدكتور محمد مختار جمعة، الذى قال: إن هناك أمرين فى غاية الخطورة أضرا بالخطاب الدينى الرشيد، هما الجهل والمغالطة، أما الأول فداء يجب مداواته بالعلم، وأما الثانى فداء خطير يحتاج إلى تعرية أصحابه، وكشف ما وراء مغالطتهم من عمالة، أو متاجرة بالدين، ومن أخطر القضايا التى لعبت عليها أو بها جماعات أهل الشر «تصرفات الحاكم» سواء بالافتئات عليها أم بمحاولة تشويه تصرفاته، ولو كان فى عدل سيدنا عمر بن الخطاب «رضى الله عنه»، وقد أدرك علماؤنا القدماء طبيعة الفرق بين ما هو اختصاص الحاكم، وما هو من اختصاص العالم، وفرقوا بدقة بين ما تصرف فيه النبى «صلى الله عليه وسلم» بصفة النبوة والرسالة من شئون العقائد والعبادات والقيم والأخلاق، وما تصرف فيه «صلى الله عليه وسلم» باعتبار الحاكم أو القضاء، فالنبى «صلى الله عليه وسلم» لم يكن نبياً ورسولاً فحسب، إنما كان نبياً ورسولاً وحاكماً وقاضياً وقائداً عسكرياً.
والحقيقة أن قوة الرئيس عبدالفتاح السيسى تعد قوة للدولة ومساحة الحرية والديمقراطية فى عهد الرئيس هى التى مكنت الوزارة أن تنظم هذه الندوة وتتحدث فى مثل هذه الموضوعات.
وقد أعجبنى أيضاً حديث المستشار الدكتور خفاجى، الذى تحدث عن وضع الرئيس فى الدستور. خاصة أنه شرح بالتفصيل كل الصلاحيات الواردة بالدستور، وإن كنت

قد اختلفت معه أثناء الندوة فى ضرورة تعديل الدستور، لأن هذا الدستور الحالى دستور انفعالى، وأنقص الكثير من المزايا التى يجب أن تمنح للرئيس، فهذا الدستور لا هو برلمانى ولا رئاسى ولا مختلط، وبالتالى لابد أن تكون هناك مزايا أكثر للرئيس وهذا ما دفعنى إلى المطالبة بتعديل الدستور.
وطبعاً كان هناك اتفاق واسع مع رأى الزميل أكرم القصاص الذى شرح بالتفصيل الكثير من الإنجازات التى تحققت على الأرض. وأضيف إلى حديثه أن هذه الإنجازات هى إعجازات بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ وتحققت فى سنوات قليلة، وكان تحقيقها يحتاج إلى عدة عقود من الزمن.
ولا يمكن أن أغفل أبداً ما قلته أثناء الندوة، داخل مقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والذى هو فى الأصل منزل الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس. فقد سعدت جداً بذلك، خاصة أن الزعيم النحاس كان ولياً من أولياء الله الصالحين، قبل أن يكون زعيماً سياسياً كبيراً. وقد صحح لى مؤخراً الأخ العزيز الأستاذ فؤاد بدراوى، سكرتير عام حزب الوفد، معلومة مغلوطة لدىّ، وهى أن هذا المنزل كان ملكاً للنحاس باشا، والصحيح أنه كان يستأجر هذا المنزل.. ألم أقل لكم أن هذا الرجل العظيم كان ولياً وزاهداً أصلاً فى الدنيا. ما قلته إن روح الزعيم النحاس تحيط بمجلس العلم خلال هذه الندوة الرائعة.

 

[email protected]