رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإهمال يضرب سرايا "العمدة العطافي" التاريخية

زيارة الرئيس عبدالناصر
زيارة الرئيس عبدالناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة للسرايا ١٩٥

حالة من الإهمال الشديد ونقص الخدمات باتت تُسيطر على سرايا «العُمدة العطافى» التاريخية، الواقعة بمدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، والتى تُعتبر أقدم السرايات فى المحافظة، وتحتاج إلى عملية ترميم عاجلة.

تاريخ بناء السرايا يرجع لعام 1917م أى مُنذ 104 أعوام، لكن تلك السنوات لم تشفع لها للاحتماء فى مظلتها التاريخية، ولكنها تُركت لعوامل الزمن والإهمال التى طالت جميع أطراف السرايا.

كما أوشكت السرايا على فقد جدرانها نتيجة الإهمال، بعد أن فقدت بريقها مُنذ عقود طويلة، فأصبح لا يحمل من رائحة الزمن الوارف إلا بعض الأبواب الخشبية والنوافذ المُحطمة، وبعض المُقرنصات التى كانت يوماً ما تُزين واجهة السرايا لكنها توارت الآن تحت كميات كبيرة من الأتربة.

وقال أحمد حسن على العطافى المنشاوى، أحد ورثة السرايا، لـ«الوفد»، إن سرايا «العُمدة العطافى» تُعانى من الإهمال الشديد مُنذ سنوات طويلة، كما تُعانى الحوائط والجدران من التشققات والتصدعات.

العُمدة العطافى

وأكد «المنشاوى»، إن السرايا تعرضت لأضرار كبيرة جداً بسبب الأمطار الغزيرة التى تساقطت خلال مواسم الشتاء فى السنوات الأخيرة، خاصةً أن مياه الأمطار أصبحت تتراكم أعلى سطح السرايا لتهالك شبكة تصريف مياه الأمطار فى السرايا.

ويُشير «المنشاوى»، إلى أن هناك حديقة كبيرة خاصة بالسرايا، ومع ذلك لم تجد من يهتم بها، حيث أصبحت مرتعاً لطائر «أبو قردان» الذى داهم أشجار النخيل والزينة المزروعة فى الحديقة، وأصبحت مسكناً له وناشد «المنشاوى»، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بالإسراع فى عملية ترميم سرايا «العُمدة العطافى»، حفاظاً على مكانتها التاريخية.

ومن جانبه، أوضح الأثرى الدكتور إبراهيم ماضى، إن لسرايا «العُمدة العطافى» أهمية خاصة كونها أُنشأت فى عهد الملك فؤاد الأول، ونزل بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة عام 1954م عند حضورهم لافتتاح مقر الاتحاد الاشتراكى فى ميدان التحرير بوسط مدينة بيلا، كما شهدت أيضاً العديد من اجتماعات الضباط الأحرار.

عشماوي

ويرجع تاريخ إنشاء سرايا «العُمدة العطافى» إلى عام 1917م، حيث شيدها مُهندس يهودى من أصل أوروبى، على الطراز الإيطالى الكلاسيكى، وعُرف مُحيط السرايا لاحقاً بـ«حى العطافى»، نسبةً إلى مالك السرايا وهو «العُمدة العطافى المنشاوى»، والذى يُعد أحد الشخصيات المُؤثرة التى تولت مقاليد الحُكم المحلى فى مركز ومدينة بيلا أوائل القرن العشرين.

السرايا التى مرّ على تاريخ إنشائها 104 أعوام، تقع على مساحة 1150 متر، وتتكون من بدروم، وطابقين علويين، كل طابق يحتوى على 8 غُرف، ودورتى مياه، وصالة استقبال كبيرة، ويُحيط بالسرايا سور، وحديقة صغيرة، وعن طريق السُلم الخشبى الداخلى يُمكن الوصول للطوابق العليا من السرايا، أما البدروم فكان به المطابخ والجراجات وحُجرات الخدم، وهى ضمن المبانى التاريخية والخاضعة لقانون رقم 144 لعام

2006م، وقد صدر كشف حصر لها من قبل مجلس الوزراء لعام 2009م على أن تكون تحت إشراف الجهاز القومى للتنسيق الحضارى والذى يتبع وزارة الثقافة، كونها تُعد تُحفة معمارية فريدة من نوعها ذات طراز معمارى مُتميز.

كانت سرايا «العُمدة العطافى» على موعد مع الشهرة حينما زارها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954م، بصُحبة أعضاء مجلس قيادة الثورة، لافتتاح مقر الاتحاد الاشتراكى فى وسط مدينة بيلا، وبدأ «ناصر» الزيارة بالتوجه إلى السرايا مع صديقه البكباشى أركان حرب محمد على المنشاوى، أحد الضباط الأحرار، وابن شقيق «العُمدة العطافى»، وصاحبه خلال الزيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والمُشير عبد الحكيم عامر، وعزيز صدقى، رئيس وزراء مصر الأسبق، وآخرين من الشخصيات العامة والسياسية.

ولعلّ المُشير عبد الحكيم عامر، القائد العام للجيش والنائب الأول لرئيس الجمهورية فى ذلك الوقت، كان أبرز المُترددين على سرايا «العُمدة العطافى» الخميس من كل أسبوع، فكان يصل من القاهرة مع حلول العصر، ليأخذ قسطاً من الراحة فى إحدى غرف السرايا التى خُصصت له، ثم يستيقظ قبيل آذان المغرب، ويتناول وجبة الغداء، مع صديقه البكباشى أركان حرب محمد على المنشاوى، ثم يجلسان يتسامرن ويلعبان «الدومينو» حتى صباح يوم الجمعة، ومن ثم يُلملم «عامر» أغراضه الشخصية، ويستعد للسفر إلى القاهرة، دون أن يشعر به أحد.

الجدير بالذكر، إن نجل «العُمدة العطافى» هو الوزير الراحل المهندس السيد المنشاوى، المُلقب بـ«أبو التعاونيات فى مصر»، وهو منصب يُساوى منصب وزير الصناعة والتجارة فى الوقت الحالى، وكان الوزير مُتزوجاً من ابنة الشيخ عبد المجيد سليم، شيخ الأزهر الشريف، فى ذلك الوقت، وقد زار كل دول أوروبا وأمريكا ومُعظم باقى دول العالم مُمثلاً للدولة المصرية، وقد عمل أستاذاً غير مُتفرغ للدراسات العُليا بجامعتى عين شمس والإسكندرية بجانب منصبه الرسمى.

سرايا العمدة العطافي