رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العميد يسري عمارة يروي لـ"الوفد" ذكريات حرب أكتوبر وأسر عساف ياجوري

جانب من الحوار
جانب من الحوار

فى هذه الأيام المجيدة، واحتفال الشعب المصرى العظيم بالذكرى ٤٨ لإنتصارات السادس من أكتوبر، ذكرى الانتقام واسترداد الأرض، والكرامة، نتحين الفرص لإلقاء الضوء على أهم بطولات رجال الجيش المصرى العظيم، الذين حفروا اسماءهم من نور فى سجلات البطولة والفداء من أجل الوطن الغالى، ومن هؤلاء الأبطال، العميد يسرى عمارة الضابط المصرى الذى أسر الجنرال الإسرائيلى عساف ياجورى قائد اللواء ١٩٠ مدرع، وثلاثة من جنوده كانوا مختبئين داخل حفرة بجوار سرب دبابات دمره الجنود المصريين.

وقبل الاستفاضة في قصة أسر عساف ياجورى البطولية، يروى العميد يسرى لـ"الوفد" تفاصيل ملحمة أخرى شارك فيها وهى أول ضابط إسرائيلى تم أسره فى حرب الاستنزاف، وهو أفيدان شمعون، والذى كان بطلا للمصارعة فى القطاع الجنوبى بإسرائيل، وأحد أقرباء جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل .

اقرأ أيضا.. شاهد.. بكاء اللواء سمير فرج أثناء كلمته أمام الرئيس السيسي لهذا السبب

ويقول البطل المصرى : "كنت فى حرب الاستنزاف قائد فصيلة مشاة  الفرقة الثانية مشاة، وبينما بدأت بطولات حرب الاستنزاف، كنا جميعا فى اشتياق لأن نخوض أى عملية ضد الجيش الإسرائيلى، وبالفعل تحقق مرادنا قبل أيام من وقف إطلاق النار، فإسرائيل كانت راكبة الضفة الغربية بساتر ارتفاعه ٢٢ مترا، مثل عمارة علوها ٧ أدوار كاملة، وبيننا وبينهم قناة السويس، ولكننا كنا جبارين بعزيمتنا، وايماننا بالله سبحانه وتعالى".
العميد يسري عمارة يروي لـ"الوفد" ذكريات حرب أكتوبر وأسر عساف ياجوري

وتابع "خططنا لخطف أسير لكى نعرف إسرائيل أننا لسنا نائمين، وبالفعل قمنا بإخراج أكبر عملية فى عز الظهر وتقريبا فى الساعة الثالثة والنصف، بقيادة النقيب أحمد إبراهيم قائد = مشاة ميكانيكى، عبرت القناة، ومشيت أكثر من كيلو و٣٠٠ متر شرق القناة، وعملوا حفر برميلية، ونزلوا فيها، وكان الجميع يعلم أنه ربما يستشهد فى العملية، ولا يرجع، ورغم ذلك كانوا أسودا، وبعد دقائق أخبرتنا أجهزة الاستطلاع، أن سيارة جيب إسرائيلية رايحة من الشمال إلى الجنوب، وسوف تمر على الدورية المصرية المرابطة فى حفر البراميل، وبعد ابلاغهم، تم تدمير السيارة، وابلغونا ان معهم ضيفا ثقيلا، فقمنا بتوجيه دورية أخرى لمؤازرته وسحب الضيف الثقيل، وبعثنا له ضابط ملازم أول أحمد عبد الرؤوف، ومعه طاقم من ضباط الصف وجنود، وبالفعل كرمنا ربنا، وأحضروا الضابط الأسير وكان ضخم الجثة وملتحيا، وأخذته أنا ونزلته بعد سحبه بحبل إلى الملجأ، وطلب منى مياها، وشربته، وأصيب بنزيف قوى نتيجة شرب المياه".

وأضاف "عندما حضر الطبيب، قال لى: أنت هتتحاكم عسكريا، لأنه لما شرب ماء بقى يفرفر، وبعد علاجه ورعايته، وهذا من شيم المصريين والإسلام الذى تعلمناها فى القوات المسلحة، أخذ الضابط يسألنى : اسمك إيه ؟ فقلت له اسمى جمال عبدالناصر، وقال لى ما اسم الدكتور، فقلت له جمال عبدالناصر، وقمت بتسميعه النشرة المصرية التى تؤكد أننا أسرنا ضابطا إسرائيليا، وسمعنا فى ذات الوقت نشرة العدو وهى تذيع كذبا أننا أسرنا ضابطا إسرائيلى، بعد أن كبدنا خسائر فادحة وقتلى، وللحقيقة لم يصب منا فرد واحد فى العملية، وعرفنا بعد ذلك أن هذا الضابط من أقرباء جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل، وتم تسليمه إلى إسرائيل فى أول دفعة لتبادل الأسرى، وعلمت بعد ذلك أنه أصبح بعد مرور سنوات رئيسا للموساد الإسرائيلى".

العميد يسري عمارة يروي لـ"الوفد" ذكريات حرب أكتوبر وأسر عساف ياجوري
حرب أكتوبر وأسر عساف ياجوري 
ويضيف العميد يسري عمارة : "في شهر سبتمبر قبل المعركة مباشرة تدربنا على مناورة كبيرة في منطقة تسمى (بالمحسمة) بين الإسماعيلية والزقازيق وهي تعتبر عبورًا مثل عبور القناة الحقيقي ، لكن مع اختلاف طبعا المياه العذبه " النيل او الترعة " عن اختلاف مياه البحر " القناه " فى الكثافة واستخدمنا فيها القوارب الخشبية و المطاطية و كان سلاح المهندسين قد قام بأنشاء نقاط قوية وممرات تشبه تماما تلك الموجوده فى سيناء و لكن الفرق بين مناورة المحسمه و العبور نفسه هواستخدامنا لذخيرة التدريب اثناء المناوره و عدنا الى منطقة اخرى على القناه فى منطقة الفردان و كنا على الضفه الغربية للترعه الحلوه و كانت هى منطقتنا الابتدائية للهجوم و هو ما جعلنى استشعر اننا اخيرا سوف نحارب و لكن لم اكن اعرف الموعد تحديدا و كان هذا فى اخر شهر سبتمبر تقريبا".
العميد يسري عمارة يروي لـ"الوفد" ذكريات حرب أكتوبر وأسر عساف ياجوريالعميد يسري عمارة يروي لـ"الوفد" ذكريات حرب أكتوبر وأسر عساف ياجوري
وأضاف :"في أوائل أكتوبر شعرنا بتحركات غريبة وخرائط ومشاريع وتشديدات في التدريب ولكن غير مفسر أو بدون أوامر واضحة و كان قائد الكتيبة اعطاه الله الصحة و اطال فى عمره العقيد " محمود جلال مروان " جاء لنا قبل الحرب و ظل معنا لمده خمس سنوات و كان وفي يوم العبور في الساعة العاشرة صباحًا جاء ضابط الكتيبة واجتمع بنا وراجع علينا ما كان ترقى الى رتبة عقيد فى الاول من يوليو 73 و ترقيت انا الى نقيب فى نفس التاريخ و كنت اقول له مازحا "احنا دفعه واحده " و كنت ضابط الاستطلاع للكتيبه وكنت كذراعه اليمين و اتحرك معه فى كل مكان سواء كانت مؤتمرات واجتماعات او مشاريع او اى مكان حيث كنت مرافق له كظله و عيننى قائد سرية ال " م د " ( مضاده للدبابات ) بعد ترقيتى الى رتبة نقيب واصبح التعامل بيننا بشكل فيه من التعامل الودى".

وتابع :"وقتها طلبت منه يوم اجازه فقط لاذهب فيه الى القاهرة فى الوقت الذى كانت فيه الاجازات متوقفه و ممنوعه فقال لى "انت اتجننت" فقلت له اعذرنى اريد ان اذهب صباحا واحضر فى اخر اليوم فقال لى لماذا انت لست متزوجا او حتى مرتبط بخطوبه ولا تعرف احد فقلت له اعذرنى واسمح لى فقال لى "غور بس تيجى الصبح " فقلت له " حاضر " و اخذت من زملائى بعض مقتنايتهم وخطابات منهم الى اهاليهم و ذهبت الى بيوتهم حتى اسلمها حيث كنا نشعر بحدوث شىء ما عن قريب وهممت ان اعود ليلا فقابلت اخى صبرى وكان يعمل فى المصانع الحربية كمحامى فقال لى الى اين انت ذاهب قلت له انى ذاهب الى كتيبتى فقال لى لا سوف نتسحر سويا" فقد كان يشعر من الاستعدادت فى المصانع والحركة هناك ان شيئا ما سوف يحدث "فقلت له انى وعد القائد انى سوف اعود ليلا و بالفعل تسحرت معه ولكنه عدت ايضا متأخرا بعد معاناه حيث لم تكن هناك مواصلات لاجد ان الجميع فى حالة تأهب و استعداد تام بدون معرفة موعد بدء القتال وكان ذلك فى نهاية يوم 4 اكتوبر وبداية يوم 5 اكتوبر ".

وأشار :"فى يوم 6 اكتوبر و فى العاشرة صباحا اجتمع بنا و قال سوف نفطر وهنا تنبهنا الى حدوث شىء ما وكان المتزوجين من الضباط فى الكتيبة قليلين العدد و نظرنا الى بعضنا البعض و بعد ان قام بتوزيع الشاى و التمر قال افطروا وبالفعل افطر بعضنا ولم يفطر البعض الاخر وقال لمنصور مهران الرجل الثانى بالكتيبة "سمع لكل واحد هيعمل ايه لما يعدى الشرق" وكان كل ما قاله محفوظًا من مهام القتال عند العبور وبعدما اطمأن أخبرنا أن نجهز الجنود ونخبرهم بميعاد العبور في الواحدة والنصف حتى نتقى اى ضربه مضاده من اسرائيل اذا تسرب لهم الموعد الحقيقى للعبور وهو الثانية ظهرا وخرجنا من الاجتماع وجدنا جنودنا موجودين حول خيامنا ويسألوننا لماذا افطرتم ولان منهم من كانوا اكبر مننا فى السن حيث كانوا مستبقين من قبل النكسه وكنا نناديهم بأبو فلان ويا عم فلان احتراما لسنهم فقلنا لهم اننا سوف نعبر فى الساعة الثانية ظهرا".

[▪] ︎ الله أكبر [▪] ︎
و قال "عند الثانية ظهر الطيران المصري بطيران منخفض و يمر من فوق رؤوسنا فى و كأن أسراب فى شكل خط واحد متجهة إلى سيناء وتحركنا مع الضربة الجوية واتجهنا من طريق المعاهدة إلى طريق المرشدين مستغرقين تقريبا ربع ساعة و كان شعورنا جميعا بالفرحة شعور عام الى جانب اننا وجدنا الطيارين المصريين اثناء العوده يقومون بتحيتنا مستعرضين بالطائرات كدليل على تحقيقهم لمهمتهم بنجاح و تذليلهم و تمهيدهم لمهمتنا اثناء العبور مما انعكس علينا معنويا بالايجاب و بدأت المدفعية وعند وصولنا إلى الضفة القناة وجدنا ان الموجة الاولى او " المفرز الامامية " قد اقتحمت النقاط القويه فى الجانب الاخر من القناة بعد عبورهم بنجاح و كان قادتنا يبكون من الفرحة و هى فرحه لا تنسى ابدا و لا توصف و كان الجنود الذين يقومون بنقل الجنود فى كل قارب جنديان يقومون بنقل زملائهم الجنود الى الضفه الشرقية ثم يعودوا مره اخرى الى الضفة الغربية لينقلوا باقى زملائهم حيث كانت حملة القارب 10 جنود و من فرحتهم تركوا القوارب و دخلوا الى سيناء و اصبحت القوارب غير مربوطه و تحركت بعيدا بسبب تيارات المد و الجزر و لم نعد نستطيع ان ننقل الجنود المتبقين للجانب الاخر".
وتابع "كان قائد اللواء البطل وقتها العقيد حمدى حبيب و هو ما زال على قيد الحياة اعطاه الله الصحة و كان قد اصيب يوم 20 اكتوبر ببتر فى كلا قدميه نزل من مركبته المدرعه الى القناه وقبض على لانش مدنى يتحرك خائفا الى معديه نمره 6 بعد ان بدأت الحرب فقال له توقف فقال له انا مدنى فرد القائد و قال له اليوم لا يوجد مدنى و عسكرى اليوم كلنا مصر و اراد ان يستخدمه لتجميع القوارب و لفرد عدد 2 كوبرى مشايه " و هو كوبرى عرضه 120 سم و يتم ربطه بين الشرق و الغرب " و كان لكل لواء 80 قارب و عبر برجاله و كان معى 10 مدافع و بالتالى لم اكن استطيع ان استخدم الكوبرى المشاية فعبرت بالقوارب و كانت المدافع العشرة عبارة عن اربع مدافع خفيفة و سته وزن ثقيل و كان وزن المدفع الخفيف 82 كيلو جرام و لم يمثلوا لى اى مشكله اثناء العبور و قام جنودى البواسل بنقلهم الى القوارب و من القوارب الى الضفه الشرقية بكل سهوله و كانت المشكلة هى المدافع الثقيلة حيث كان وزن المدفع الواحد 305 كيلو فقلت لنفسى انى سوف استطلع الموقف و وجدت الجنود فى هذا الموقف الصعب بعض الجنود يقولون لى يا ضابط ال " م د " هناك دبابة معادية و طبعا لم تكن مدفعيتى الثقيلة جاهزه للاشتباك " كانت الدبابة المعادية تتجه الى نقطة الفردان القويه و التى ظلت تقاوم لمدة ثلاث ايام و استسلمت و تم اقتحامها فى التاسع من اكتوبربعد ان حاصرناها يوم الثامن من اكتوبر و قطعنا عنها الامداد و تركناها فى مسئولية زملاء اخرين " فقلت لهم المدافع بالاسفل".
ولفت "لكننا كنا نجحنا فى رفع مدفع واحد و كان الحكمدار المكلف بالمدفع هو محمد السقا من المحلة وقام بتحضير و تجهيز مدفعه و قال لى جاهز يا فندم و قبل ما اقول له الامر بالضرب كان قد اشتبك معها غيرنا قبل ان يقوم هو بالضرب على هذه الدبابه و تم تدميرها فتعالت الصيحات بالتكبير و الفرحة معتقدين ان الضرب كان من مدفعنا و هو ما انعكس ايجابيا على المعنويات و كانت مشكلتى لا تزال قائمة حيث انه لا يزال يوجد خمس مدافع على ضفة القناة تحت الساتر الترابى، ((لدرجة ان بعد عودتى من الاصابة طلب ان ارى كيف تم رفع هذا المدفع ال " ب – 11 " الى اعلى الساتر و اقسم بالله جررناه بسيارة لورى نقل و لم تستطع السيارة رفعه الى اعلى الساتر ))".
وأضاف "لان الكرم الهى يوم المعركة كان كبيرا جدا و جعل للرجال القدرة على حمل هذا المدفع الى اعلى الساتر و من مظاهر العناية الالهيه فكان جندى الشئون المعنويه يقف امامنا و ظهره للعدو و يقول لنا تقدموا يا ابطال تقدموا يا جنود مصر و هو ممسكا بالقرأن و مع كل الضرب لم يصاب و كانت النيه خالصه و كنا نحب بعضنا بعضا و كنا نساعد بعضنا بدون النظر الى الرتب و كان المولى عز و جل يحفظنا كجنود و يشملنا برعايته و ظللنا خلال ايام 6 و 7 و 8 نشتبك مع اى عدو يظهر لنا و ندمره.


[▪] ︎عساف ياجوري  [▪] ︎
وقال "في اليوم الثالث لبدء القتال كنا قد وصلنا إلى 9كيلو شرق القناة يوم الاثنين الذي أطلقت عليه إسرائيل (الإثنين الأسود) لشدة الخسائر من المدرعات وفي هذه الأثناء اكتشف الاستطلاع بأن إسرائيل تقوم بتجميع قوات

لتقوم برد القوات المصرية تمهيدا لعمل ثغرة مخططين للوصول الى الصالحية و كأنهم فى نزهه وتقطع طريق إسماعيلية بورسعيد فوصل الخبر إلى القادة واتفقوا على عمل جيب على نهاية حرف(U) وبالفعل أكل الاسرائيليين هذا الطعم ودخلوا داخل الجيب و نصر ان ان يدخلوا هذا الجيب".
وأضاف "جاءنا الأمر بضربهم فقمنا بالضرب بجميع الأسلحة الموجودة معنا ودمرنا لهم 73 دبابة في أقل من نصف ساعة وبعد هدوء الاشتباك تقدمنا لكسب الوقت والأرض و كان المدفع الثقيل ال " ب -11 " يتم تركيبه على سيارة جيب و لكن السيارة اصيبت ولاننا نهتم بأسلحتنا و معاداتنا قطرت المدفع بمدرعة خاصة بالنقيب فاروق فؤاد سليم من مركز اجا دقهليه وكان قائد المركبه وكان دفعتى و جائنا من سلاح الصاعقة قبل الحرب بثلاثة اشهر فقط وجلست فى المدرعة من الخلف تحت شبكة التمويه وكنا نقوم بعد خسائر العدو وفوجئت بوجود دم فى يدى اكتشفت أنني قد أصبت بطلق رشاش في يدي ولكني لم أشعر به وبعدما تحركنا كان هناك بقايا أسمنت ورمل من الخلف وهنا رأيت من أصابني فصرخت فى سائق المركبة كى يتوقف و بالفعل أوقفنا المركبة و توجهت عليه و فى تصرف خاطىء القيت سلاحى وكان من الممكن ان يطلق على الرصاص ولكن بفضل الله لم يحدث وخصوصا انه قد توتر جدا و انا اقترب منه".

وأوضح "عندما وقفت بجانبه وجدته فى نفس طولى تقريبا وكنت ارتدى جاكت به ثلاث خزائن رشاش و مهمات الوقاية و زمزاميه مياه و تعيين قتال يكفى لثلاث ايام و كوريك حفر و امسكت احدى الخزائن وأنهالت عليه بضربه حتى أوقعته أرضًا وكان من خلفي جندي مصري اسمه محمد حسان قفز خلفى و قال لى " اوعى يا فندم " وأنا لم اكن أرَى باقي الجنود من الأعداء فأصبناهم بطلقات نارية فأصبح الثلاثة قتلى وأخذنا أسلحتهم والاوراق التى تهمنا كل شيء مهم معهم وبعدها بعدة امتار ظهر لنا أربعة من الجنود الإسرائيليين يتلصصون من خارج حفرة وعند اقترابنا تعالت صرخاتهم مثل الفئران فقلت لفاروق اكبس عليهم فى الحفره بالمدرعه و انا هروح اجيبهم "وبدون ان يكون معى سلاح" ومن بين هؤلاء الأربعة القائد الإسرائيلي (عساف ياجوري) ولم أكن أعلم أنه قائد إلا عندما ذهبت إلى المستشفى ليتم معالجتي من أثر الإصابة وقفوا رافعين ايديهم مظهرين استسلامهم وكان منهم جندى يرتدى نظارة فضربته وطارت النظاره من وجهه ولكنى اكتشفت انه لا يرى بدونها فأعطيتها له مره اخرى وجلست وسطهم لمده ساعتين وقمت بتنظيف جرح يدى وربطتها واصر زملائى ان يتم اخلائى قبل ان يدخل الليل اكثر من ذلك ونحن على بعد 9 كيلو متر شرق القناه و خافوا ان اتوه ليلا ان تحركت فى الليل و كنت رافض ان اتحرك و اتركهم و تورمت يدى و اصروا ان اعود فرافقنى الجندى محمد حسان حتى وصلت الى الضفه الغربية للقناة،و كان مظهر عساف ياجورى قائد و جسمه ضخم و اخذت منه مسدسه و لكنى لم اكن اعلم انه عساف ياجورى الا و انا فى المستشفى".
ويضيف البطل  يسري :"عندما اصبت كنت اريد ان ابلغ اى احد من اهلى حيث كنت قد ذهبت الى المستشفى العسكرى بعد رحلة بين مستشفيات القصاصين ثم الشهيد احمد جلال ثم الى مستشفى الحلمية و كيف سأبلغ اهلى و لكى ابلغ اخى اتصلت به وقلت له فى الاتصال (( ايوه يا صبرى أنا يسرى فقال لى لو سمحت هذا موضوع لا يحتمل التهريج اخى يسرى على الجبهه فقلت له يا صبرى انا يسرى اخوك بأمارة السحور الذى قد تناولناه معا منذ عده ايام و قد اصبت و انا الان موجود فى المستشفى )) و لم ينتظر حتى ان اخبره اى شىء اخر بل القى التليفون و لم يكن يعرف انا فى اى مستشفى و اخذ يبحث عنى فى كل المستشفيات حتى وجدنى".
وأشار "كان لي أخ في مستشفى القصر العيني أتى لي بنداء شكر من الجبهة أن وزير الحربية يتقدم بالشكر والعرفان للفرقة الثانية و كان قائد الفرقة الثانية هو العميد (وقتها) حسن ابو سعده  ايشكرهم كما يشكر النقيب الجريح يسري عمارة ومجموعته لأسره (عساف ياجوري) و جائت لى مجله و انا فى الاصابه اسمها الشرارة اللبنانية تريد ان تجرى معى حوار فرفضت فى البداية و قلت لهم ان يتوجهوا الى العميد حسن ابو سعده و لكنهم قالوا انهم قد ذهبوا اليه فعلا كما انهم قد اجروا حوارا مع عساف ياجورى نفسه وتحدث قائلًا لولا الضابط الطويل الأبيض عريض المنكبين لما توقف المصريون عن الضرب فينا ولولا هذا الضابط لكنا فى عداد القتلى وهذا الضابط قد أصيب ومن الممكن أن يكون قد قتل بعد ذلك فضحكت ساخرًا من كلامه".
وتابع "كنت قد علمت بخبر الثغرة اثناء فتره علاجى و لم اقلق منها و كنت واثق من انها سوف تنتهى و ظللت حوالى سنه تقريبا تحت الرعاية الطبية و كان من المفترض الا اعود الى الجبهه و فى احد الايام اثناء سيرى فى الشارع مرت بجانبى سيارة نزل منها قائد اللواء و الذى اصبح بعد ذلك رئيس اركان حرب القوات المسلحة الفريق صفى الدين ابو شناف و قال لى الى اين تذهب بعد تعافيك من الاصابه فقلت له سوف اتوجه الى النوادى او الى المؤسسة حيث ان اصابتى تقريركان غير لائق للانضمام الى التشكيلات بمعنى تواجدى فى الاعمال المكتيبه وقالى لى انه فى دوره ويذهب الى اللواء كل خميس و جمعه ويعود السبت صباحا هل تحب ان تأتى لترى زملائك الذين تفتقدهم فقلت له انا بالفعل اقابلهم فى الاجازات ولكنى اريد ان اذهب معك و لكن ليس معى ملابس الان فقال لى اذهب لمنزلك و استعد و سوف نتقابل فى الصباح الباكر فى رمسيس".
وقال "بالفعل قابلته فى رمسيس و وصلنا الى الاسماعيلية ظهرا وعبرنا الى الشرق و قام بتسليمى لرئيس اركان اللواء و قال له احضرت لكم يسرى اقطع له اجازته المرضية و هو على قوتكم من الان و عدت مره اخرى حيث كنا محتفظين بأخر موقع قد وصلنا له اثناء القتال بدون ان نتراجع سنتيمتر واحد لان كان اصعب ما فى الحرب هو العبور نفسه،و بالتالى كان تمسكنا بالارض شيئا سهلا لانه كان الهدف منذ البداية و هو استعادة الارض المسلوبه و للعلم ان هذا الجيل " يتكلم عن الاجيال الحالية " سوف يظهر معدنه فى الشده فمثلا سألنى المذيع و قالى لى فى اكتوبر كان عندكم هدف و لكن ما هو الهدف بالنسبة للشباب الان فقلت له ان الهدف دائما هو مصر و مصر ابدا لن تسقط و سوف تعود مصر ثم بكيت على الهواء و طلب المذيع فاصل و تم قطع الفقرة حتى هدأت ثم استكملت حديثى وعندما عدت لمنزلى وجدت عدد كبير من الشباب فى انتظارى تحت البيت يهتفون لى و فرحين بى و بما قلته و لكنى رأيت فيهم نفس روح ابطال اكتوبر و تفهمهم لكلماتى و خوفهم على بلدهم مصر و استمريت فى خدمتى الى ان جائنى ترشيح للشرطة العسكرية ثم الى الشئون المعنوية لمده عام و انتقلت الى كلية الضباط الاحتياط و خدمت لمده 11 سنة".


"مسدس عساف ياجوري "
وقال "كان المقدم ( وقتها ) صفي الدين ابو شناف قد اعطى مسدس عساف ياجورى الى قائد لوائنا فى مستشفى المعادى حتى نحتفظ بشرف اسرنا وحصولنا على هذا الحدث و فى 2009 و كنت اثناء تكريمى مع اللواء حمدى الحديدى فى المنطقة الجنوبية قال لى سوف اسلم هذا المسدس للمشير طنطاوى الذى امر وضع المسدس مع باقى المقتنيات التى احتفظ بها فى المتحف الحربى بالقلعة " قاعة حرب اكتوبر و هى اول قاعة عندما تدخل على اليمين " حيث كنت محتفظ بالافرول الخاص بى و عليه دمى و بطاقة الجندى الذى اصابنى وقتلته و بعض متعلقاته الشخصية من مفاتيح و خلافه الى جانب بطاقة عساف ياجورى،وقد كرمت من قبل الدولة وحصلت على وسام النجمة العسكرية،وانشاء  ميدان بأسمي في بورسعيد".