عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : مشروع مصر فى القرن الواحد والعشرين

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

لا حدود للطموحات، ولا نهاية للمشروعات، فدولة الأفعال أبقى وأعظم من دولة الأقوال. وما يفيد البشر ويصب مباشرة فى نفعهم هو أعظم أثرًا لأى حكومة أو مسئول فى العالم الحديث.
لقد كان إيمانى الراسخ، وما زال أن مشروعات الإنسان أكثر نفعًا من البنيان. وأرى مثلًا أن تعليم الناس كيف يبتكرون شبكة نظم إلكترونية، أفضل ألف مرة من أن نقدم لهم هذه الشبكة. وأكرر القول إن تحسين الفكر، وتنوير العقول، وتغيير السلوكيات والأفكار والتحفيز على اكتساب المهارات هى الوسيلة الأفضل لتغيير الأمم ووضعها على طريق التنمية المستدامة.
لذا، فإن مشروع «حياة كريمة» يتجاوز فى تصورى كثير من مشروعات الدولة السابقة أثرًا وعمقًا وشمولًا. فرغم عظمة ما أنجز على مستوى البنية التحتية، الطرق، النقل، الطاقة والكهرباء وغيرها من القطاعات، فإن ما يصب فى تحسين حياة الإنسان مباشرة يبقى هو الأعمل الأعظم والطريق الأسمى والأقدر على تحويل مصر لدولة واعدة.
ومنذ اليوم الأول للإعلان عن المشروع أتابعه باهتمام شديد لأننى أعرف جيدًا كيف يستوطن الفقر فى الريف منذ القدم، وكيف يصاحب العوز مشكلات خطيرة تتمثل فى الجهل، المرض، التطرف، والإرهاب.
لذا فإننى أدرك أن قرار الدولة بزيادة تكلفة المشروع إلى نحو سبعمائة مليار جنيه يعكس دراسة واقعية صحيحة تستهدف بكل جهد تغيير حياة الإنسان عموما فى الريف. فهذا هو أول مشروع فى تاريخ مصر بهذا الحجم، وذلك الشمول، وهو نتاج حقيقى لمحاورات فئات مختلفة من الشباب مع الدولة خلال مؤتمرات الشباب التى كانت تعقد سنويًا منذ 2014 سعيًا لبناء وطن أفضل، وكان البعض يتصورها مجرد لقاءات صورية لا تتجاوز حدود الإعلام.
إنه أول مشروع يستفيد منه أكثر من نصف المصريين، وهو البداية الحقيقية لإطلاق مؤشرات قياس جودة الحياة فى مصر، وكيفية التعامل معها بصورة عصرية

ومرنة. والثابت أن وزارة التخطيط نفذت عدة معايير لتحديد خريطة الفئات المستهدفة من المشروع مثل مستوى الخدمات الأساسية من الصرف الصحى وشبكات المياه، ومستويات التعليم ودرجة كثافة الفصول فى المدارس، ومستوى الخدمات الصحية، ومستوى شبكات الطرق. وحددت المبادرة الفئات المستهدفة فى الأسر الأكثر فقرًا، لتضم الشباب العاطل عن العمل، الأيتام والنساء المعيلات، الأطفال، والأشخاص ذوى الإعاقة.
ولا تقتصر أوجه المساعدة على إصلاح البنية التحتية من شبكات مياه وصرف صحى، ومحطات كهرباء وغاز طبيعى، وإنما تمتد لتحسين خدمات التعليم والصحة وتحفيز الابتكار ودعم المهارات وتحسين البيئة.
كذلك فإن الواقعية استدعت ألا يكتفى المشروع بتحسين الخدمات المقدمة للناس دون توفير وظائف لكافة السكان، وهو ما استدعى اطلاق مبادرة أخرى تحمل عنوان «شغلك فى قريتك» للتأكيد أن التنمية والاستقرار يستلزم توفير أعمال للجميع. فالمجتمع المنتج المجتهد هو الأجدر على التقدم بخطوات حثيثة ونبذ أى محاولات استقطاب دينى أو سياسى.
إننا نحتشد جميعًا: اقتصاديين، ومفكرين، ومثقفين، ونخبة، وأحزابًا، ومؤسسات، ومجتمعًا مدنيًا لإنجاح «حياة كريمة» الذى سيكون مشروع المصريين الأول فى القرن الواحد والعشرين، وسينفض عن مصر غبار التطرف والحرمان وسيدفع مصر للحاق بالأمم الكبرى.
وسلامٌ على الأمة المصرية.