رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : نساء مصر يصنعن التاريخ

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

لا حدود لسعادتى بنبأ فوز اللاعبة المصرية فريال أشرف عبدالعزيز مؤخرًا بميدالية ذهبية فى الكاراتيه للسيدات لوزن ما فوق 61 كيلو جرامًا فى دورة الألعاب الأوليمبية فى طوكيو.
أولًا: لأن فوز أى مصرى فى أى مجال علمى أو رياضى أو ثقافى هو إنجاز مفرح لكل المصريين، ومصر لم تحقق ميداليات ذهبية منذ دورة 2004.
ثانيًا: لأن الفائز هذه المرة فتاة، وهى بالمناسبة أول فتاة مصرية تفوز بميدالية ذهبية فى الأوليمبياد منذ مشاركة مصر فيها قبل أكثر من مئة عام.
ولاشك أن هذا يؤكد أن المرأة المصرية كما عرفناها منذ ثورة 1919 امرأة قوية، نشطة وفاعلة، ووطنية، وقادرة على المشاركة فى الأعمال العظيمة، وصناعة النجاح والتطور.
كما يؤكد فى الأمر ذاته أن المرأة المصرية ظلت محافظة على استقلالها ولم تنسحق تحت دعوات السلفية ودعاة التشدد الدينى وتخضع لخطابهم الرجعى باعتزال الحياة العامة، بل نراها قاومت وواصلت تفوقها لتبرع فى ألعاب عديدة كان البعض يتصورها فى الماضى قاصرة على الرجال.
وثالثًا، وهذا مهم جدًا لأن الفتاة الفائزة تنتمى للطبقة الوسطى، وهو ما يبرهن أن التحقق والتفوق لا يقتصر على فئة بعينها، وأن مصر ولادة، ومتجددة، ومتحضرة.
ورابعًا: لأن فريال عبدالعزيز طالبة فى كلية الصيدلة، ويعنى ذلك أن التفوق العلمى لا يتناقض أو يقلل من التفوق الرياضى أو العكس، وهو درس مهم لأبنائنا وبناتنا.
وتعكس فرحة معظم الناس بالبنت الفائزة حماس شعبى حقيقى ينتصر للمرأة باعتبارها عنصرًا أساسيًا فى المجتمع يشارك فى صناعة الحضارة والرقى ويلعب دورًا لافتًا فى تطور المجتمع وتحقيق رفعته.
لقد أصبحت النظرة الاستعلائية القديمة التى شاعت فى بعض الأوساط تجاه المرأة محل استهجان ورفض من السواد الأعظم من الناس الذين رأوا بفضل الانفتاح التكنولوجى ما يمكن للنساء

أن تحققه من إنجازات فى العالم.
إن كل شىء يتغير بسرعة واضحة ولا شك أن تطور كثير من المجتمعات العربية التى كانت خاضعة لمفاهيم وتصورات أقرب للبداوة فيما يخص المرأة يؤكد أن انفتاح السماوات، وسرعة تبادل المعلومات واتساع المعارف قادر على مجابهة أى تمييز تجاه المرأة، وتغيير نظرة المجتمع لدورها وتشجيعها على مزيد من الاستقلالية والتميز.
وفى تصوري، فإن مصر كانت وستبقى بلدًا حضاريًا عظيمًا لها شخصيتها المؤثرة فى المنطقة ككل رغم كل ما تتعرض له من حملات تشكيك أو محاولات ممنهجة لبث الإحباط واليأس، والشماتة فى أى حادث أو كارثة أو أزمة.
لقد باتت مصر قادرة على الريادة والتألق والتميز فى مجالات العلوم والفنون والثقافة والرياضة، ولاشك أن جهود الدولة فى دعم وتنشيط وتشجيع الرياضة بدأت تؤتى أكلها، خاصة فى مجال الألعاب الفردية، وهو ما يعكسه فوز مصر بخمس ميداليات فى دورة طوكيو، واحدة ذهبية وأخرى فضية وثلاث ميداليات برونزية.
وحسبى كرجل علم يؤمن بدور المرأة فى الحياة أن أهنئ الابنة العزيزة فريال عبدالعزيز بفوزها العظيم، وأقول لها بكل تقدير إننا جميعا فخورون بك وبما أنجزت.
وسلامٌ على الأمة المصرية.